جريدة الديار
الإثنين 20 مايو 2024 12:49 صـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
إنطلاق فعاليات النادي الصيفي للأطفال بمكتبة مصر العامة بدمنهور نقابة المهندسين بالإسكندرية في زيارة لمعرض التشييد والبناء افتتاح أولى دورات احتراف الحاسب الآلي للأطفال بمكتبة مصر العامة بدمنهور. إعلام الجمرك يحتفل بعيد العمال «مياة الإسكندرية »تشارك في التدريب العملي المشترك صقر ١٣٠ منتخب التربية الخاصة بالبحيرة يحصد المركز الأول كأبطال للجمهورية في مسابقة المسرح المدرسي لطلاب الإعاقة الذهنية وزراء البيئة والتعاون الدولي والتنمية المحلية يترأسون الجلسة الختامية لمُراجعة منتصف المدة لمشروع ”إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى” ”جسد المسيح ترياء الحياة ”عظة الاحد بالكاتدرائية مكافحة المخدرات والإدمان وطرق الوقاية منه على طاولة أوقاف جنوب سيناء نوادي المرأة داخل الوحدات الصحية بمحافظة الإسكندرية بحضور محافظ الإسكندرية اصطفاف معدات الكهرباء والمياة والصرف الصحي بمطار النزهة متابعة امتحانات الشهادة الإعدادية بقرية وادى الطور وأعمال الرصف

عام على رحيل فارس الكلمة ومؤسس الديار عصام عامر

تحل، اليوم، ذكرى وفاة الكاتب الصحفي ومؤسس جريدة الديار الراحل عصام عامر، والذي أفنى حياته مناضلا في بلاط صاحبة الجلالة، مدافعا عن الحق رافعا راية أمانة الكلمة.

مر عام على وفاة عصام عامر الفارس والمناضل الذي عاش من أجل إعلاء كلمة الحق والتصدي للقضايا الوطنية والإنسانية، والانحياز بالكامل لقضايا البسطاء، ليرحل بعد مسيرة حافلة في صمت ممتطيا جواد الحرية.

ولد عصام عامر في محافظة القليوبية، ومنذ نعومة أظافره أحب القراءة والاطلاع، ووجد شغفه وعشقه مع الكتب والكلمات والمعاني، بدأ حياته المهنية في جريدة الأحرار، ومنذ بداياته الصحفية عرف بقلمه الساخر وكلماته اللاذعة وتعبيراته التي كانت تصدم الكثير أحيانا.

عصام عامر تخصص في ملف الإسلام السياسي، وذاع صيته في الوطن العربي بسبب ما طرحه من أفكار وقضايا وموضوعات كانت تمس القلب النابض للعقيدة والفكر المتشدد الذي خرجت من رحمه كافة التيارات المتشددة.

تلقى عصام عامر عروضا عديدة للسفر إلى الخارج، وسافر إلى الإمارات وكتب حينها فصلا جديدا في طرح قضايا وأفكار تيار الإسلام السياسي، وبدأ في كتابة سلسلة الأصولية والعنف والإرهاب والتي تحولت فيما بعض إلى كتاب بذات الاسم بعدما جذبت إليها الأنظار، وبات ينتظر صدورها القراء بشغف ولهفة لمعرفة وفهم الأفكار المتأصلة والغامضة في رؤوس المتأسلمين.

عاد عصام عامر إلى مصر مع نهايات العام 2007، وفي رأسه حلم قديم لم يتخل عنه وهو بناء مؤسسته الخاصة، وفي العام 2008 تمكن من الحصول على ترخيص جريدة الديار، ليبدأ فصلا جديدا في حياة الكاتب الجريء عصام عامر.

وبعد سنوات طوال خرج للنور المولود الأول لجريدة الديار، والذي سعد به كثيرا وظل يتذكره طيلة حياته وكأنه المولود الأول الذي حظي به، وظل يتذكره حتى وافته المنية.

عصام عامر جعل من مؤسسته دارا لكل صحفي ناشيء ومجتهد وله حلم مشروع، وأصبحت صفحات جريدته منبرا حرا، لا قيود على الآراء ولا الأفكار فيه، فكان له مدرسة صحفية فريدة ومتميزة، تؤمن باختلاف الفكر والرؤية والقدرات.

عصام عامر لمن لا يعرفه لم يبخل يوما بمساعدة او مد يد العون لابناءه وزملاءه من الصحفيين، فكان داعما للجميع بكل ما يملك من مقومات الحياة، جعل الديار بيتا لكل صحفي واعد ومدرسة مهنية نجحت في تأسيس جيل من أبناء صاحبة الجلالة، منحهم الحب والود والدعم فبادلوه الوفاء والعرفان بالجميل.

للكاتب الكبير عصام عامر معارك كبيرة خاضها مع الاسلام السياسي و إرهابيي الفكر، حيث تمكنت مقالاته من فضح و كشف مخططاتهم كما الرصاص في صدورهم، وكثيرا ما كانت مرجعا و دليلا لكل صحفي وباحث قي هذا المجال.

كتب على مدار سنوات العديد من المقالات التي كانت دراسة و تحليل واعِ و عميق في نشأتة هذه الجماعات وعلاقاتها بأجهزة و دول كثيرة و مخططاتها في المنطقة العربية كلها، و ما زالت مقالاته تتحدث عن نفسها وتفضحهم فقد كانت قارئة للمستقبل وتصلح للنشر و كأنه كتبها اليوم.

عصام عامر الإنسان

أتذكر صوته في التليفون في أيامه الأخيرة في رمضان الماضي وهو يطمئن علي ويوصيني بالحفاظ على صحتي والدعاء لي و لابني الصغير، و الذي لم تخلو مكالمة او لقاء بيننا من السؤال عليه والدعاء له.

هذه الكلمات الموجزة والآلاف منها سوف تظل عاجزة عن سرد مسيرة وقيمة الكاتب النبيل عصام عامر، لن توفيه حقه و مكانته في قلوبنا التي تألمت و تتألم من فراقه ورحيله الذي ادمى القلوب و العيون من يوم الرحيل وحتى الآن، لا نملك إلا التوجه بالدعاء لله عز و جل مطالبين بان يرحمه رحمة واسعه وان يجعل مثواه الجنة ويعيطه من فصله و رحمته الكثير جزاءا لما قدمه لنا و لكل ابناءه، بقدر صبره و صموده امام محن وازمات استطاع تجاوزها بحبه للديار وصبره و صموده، ان يرحمه بقدر ما تحمل من الام في ازمته الصحية الأخيرة والتي ابعدته لسنوات عن بيته وعنا.

وفي الختام، أستاذنا وحبيبنا سنظل لك أوفياء محبين حاملين في اعناقنا جميلك و معروفك، ماضيين على عهدك في حبك و اخلاصك للديار ومن بها، حتى نلقاك يوم القيامة، طيب الله ثراك ودامت ذكراك في القلوب وفي ذاكرة كل من عرفك وتقرب منك، وكل عام و كل لحظة وأبناؤك يذكرونك بما تستحق من ثناء وإطراء ودعاء.