جريدة الديار
الخميس 9 مايو 2024 12:07 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

طوفان الأقصى ... من المسؤول عن الفشل داخل إسرائيل؟

ارشفيه
ارشفيه

بدأ اليوم الرابع من الحرب بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" ولا تزال المعارك مشتعلة، إذ قصف الطيران الحربي العديد من الأهداف داخل ‏القطاع، وأوقع عددا من القتلى والجرحى، ردا على عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها حركة "حماس" صباح السبت الماضي.‏
وتواصل إسرائيل شن غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، وفي بيت حانون شمال شرقي قطاع غزة، ودمر القصف الإسرائيلي عددا من الشوارع الرئيسية.


وفيما تسعى بعض الدول إلى التدخل لوقف الاقتتال، طرحت تساؤلات داخل إسرائيل حول المسؤول عن الفشل في هذه الحرب؟ وما السيناريوهات المقبلة في ظل إمكانية تصاعد الهجوم الإسرائيلي على القطاع والرد المقابل من "حماس"، وأخير كيف أثرت هذه الحرب على مستقبل بنيامين نتنياهو والداخل الإسرائيلي المتصدع؟.

من المسؤول عن الفشل؟
تسببت عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بحالة غضب شديدة في الداخل الإسرائيلي، حيث تساءل البعض أين كانت قوات الدفاع الإسرائيلية أثناء تلك الساعات الطويلة، التي كان يتجول خلالها مقاتلو المقاومة الفلسطينية بإراداتهم داخل مستوطنات الغلاف، مما أدي إلى مقتل مئات الإسرائيليين وأسر العشرات من الجنود والمدنيين، بجانب السيطرة على قواعد عسكرية كاملة لجيش الاحتلال.

وقالت وسائل الإعلام العبرية، أن الهجوم المفاجئ والمنسق يعد إخفاق أمني واستخباراتي من الدرجة الأولي، مشيرة إلى أن أول مرحلة في معركة "طوفان الأقصى"، استطاعت المقاومة الفلسطينية بتحقيق الانتصار الكبير فيه، عندما تمكنت من ضرب كل أعمدة النظرية الأمنية الإسرائيلية المؤلفة من: الردع والإنذار والدفاع والحسم.


وتحدث الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي العميد الدكتور مئير الران، وقال إن الإخفاق الأول يقع على عاتق المخابرات الإسرائيلية، مضيفا " لقد استعدت حماس لذلك الهجوم لفترة طويلة وكان هناك تدريب بمخطط مماثل".

وأضاف "هناك خطأ استراتيجي فادح في فهم العدو، في دوافعه، في توقيته، في استقدام قواته، وفي صراعات السلطة. الآن يمكن أن نفهم أنهم فكروا بشكل مختلف، وخططوا بشكل مختلف، كما أن الهدوء النسبي في الأيام والأشهر الأخيرة كان جزءًا من التخطيط الاستراتيجي".

من جانبه قال البروفسور عوزي رابي، رئيس مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، أن الجيش الإسرائيلي والقوى الأمنية مشتركين بالفشل وليس فقط أجهزة الاستخبارات، حيث وصف حال الكيان المؤقت بأن أصيب بفشل استخباراتي كبير أعقبه فشل عملياتي.


وأضاف أن الحدث الذي يشهده الكيان الآن قد تم التخطيط له بعناية. والتصور الذي كان سائدا بأن حماس غير مهتمة حاليا بالتصعيد ليس في الاتجاه الصحيح على الإطلاق، ولدينا مشكلة بقراءة أفكار حماس.

ما السيناريوهات المقبلة؟
اتفقت معظم وسائل الإعلام العبرية على أن اجتياحا بريا واسعا لقطاع غزة هو السيناريو المناسب للرد على عملية "طوفان الأقصى"، وعزز ذلك تصريحات لبعض المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين.

وعلى الرغم من ذلك قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن ذلك المسار يواجه عقبات كثيرة تحول دون تنفيذ هذا الاجتياح من بينها أنه تم تجريب ذلك في الحروب السابقة ولم ينجح، ثم أن الأعداد الكبيرة للمخطوفين الإسرائيليين لدى حماس والجهاد الإسلامي، والتهديد باستخدامهم دروعا بشرية ستكون عقبة حقيقية أمام أي اجتياح واسع.

كما كشفت الصحيفة عن تخوفات أمنية إسرائيلية من أن ذلك السيناريو سيورطها في حرب متعددة الساحات تشمل حزب الله أيضاً، وهو الأمر الذي تتجنبه إسرائيل بحذر شديد حتي الآن.

تأثير الحرب على مستقبل نتنياهو والداخل الإسرائيلي
توقع محللون أن تؤثر عملية "طوفان الأقصى" على مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية، حيث قال بعض المحللين على القنوات العبرية أن التعديلات القضائية التي تتبناها، تسببت في حالة من الانقسام السياسي الحاد داخل إسرائيل.

وأشار المحللين إلى تهديدات الاحتياط بعدم الالتحاق بالجيش والشكوك بالمؤسسة العسكرية والأمنية من قبل اليمين المتطرف، لافتين إلى أن كل هذه العوامل ساهمت في نشوء حالة من التراخي استثمرتها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في تنفيذ العملية الواسعة النوعية وغير المسبوقة.


ويحاول الائتلاف الحكومي الإسرائيلي برئاسة نتنياهو التعامل في الوقت الراهن مع تداعيات التصعيد الأخير وتحجيم آثاره المستقبلية على استقرار الحكومة التي يحملها الرأي العام الإسرائيلي مسئولية ما حدث.

وفي سبيل ذلك، أعلن حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، موافقة جميع قادة الائتلاف على تشكيل حكومة طوارئ وطنية، وهي خطوة يرها كثر من المحللين على "طوق نجاة" لاستمراريته في المشهد وامتصاص موجة الغضب المحتملة في أعقاب العملية العسكرية الراهنة.

موضوعات متعلقة