جريدة الديار
الخميس 9 مايو 2024 04:11 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الشيخ أحمد علي تركي يكتب: الجهاد في سبيل الله ومساعدة فلسطين

إن الله سبحانه وتعالى فرض الجهاد على المسلمين، وجعله ذروة ‏سنام الإسلام، وهو عز الإسلام والمسلمين، وما ترك قوم الجهاد في ‏سبيل الله إلا ذلوا.

ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى بمقاتلة المشركين كافة فقال في محكم ‏كتابه:

وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَـٰتِلُونَكُمْ كَافَّةً‎ [التوبة:36]

وحث المؤمنين على القتال، وحذرهم من التقاعس عن الجهاد في ‏سبيل الله والركون إلى الدنيا الفانية فقال تعالى:

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأرْضِ أَرَضِيتُم بِٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فِى ٱلآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدِيرٌ

[التوبة:38، 39]

وقد أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بمقاتلة أهل الكتاب ‏والمشركين والمنافقين وكل من عادى الله ورسوله والمؤمنين ، فقال ‏تعالى:

قَـٰتِلُوهُمْ يُعَذّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَاء وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

سورة التوبة

ولفضل الجهاد في سبيل الله ومنزلته العظيمة عند الله، اشترى ‏المولى سبحانه وتعالى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم في أعظم ‏صفقة بيع وشراء مقابل أن يكون للمجاهدين الجنة دار النعيم ‏.

قال الله تعالى:

إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوٰلَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلّجَنَّةَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّا فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنجِيلِ وَٱلْقُرْءانِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ فَٱسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ وَذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ [التوبة:111].‏

وقد حث الإسلام على الغزو في سبيل الله حتى جعل أجر من جهز ‏غازياً أو خلفه في أهله كأجر الغازي في سبيل الله .

فعن زيد بن خالد ‏قال: قال رسول الله :

‎من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن

‏خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا

[متفق عليه].‏

والجهاد ماض في هذه الأمة فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ‏قال رسول الله :

‎‎الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم

القيامة .

‏‏متفق عليه

إن إخواناً لكم في الإسلام على أرض فلسطين يستنجدون ‏بكم وبأخّوتكم الدينية، تسلط عليهم أعداء الإسلام بسبب إسلامهم ‏ومجاهرتهم بإيمانهم .

وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ [البروج:8].

وهذا لا يخفى على كل مسلم يعيش أحاسيس إخوانه في فلسطين مما تطالعكم أجهزة الإعلام المختلفة بما يجري على إخوانكم ‏المسلمين من التقتيل والتعذيب والإبادة من إخوان القردة والخنازير ‏اليهود أعداء الله .

كل ذلك يمر على الأسماع والأبصار بالأجهزة ‏المسموعة والمرئية في الصحف والمجلات والرسائل والنشرات، فمما يعانيه شعبنا المسلم المرابط في فلسطين المحتلة أذكّر بما يلي:‏

إن جهاد إخواننا في فلسطين المحتلة هو جهاد عظيم في سبيل الله ‏تعالى، للدفاع عن مقدسات المسلمين و لرفع الظلم عن أنفسهم و ‏لاسترداد أرضهم و أرض المسلمين، يحتسبون فيه ما أصابهم من ‏ألم أو همّ أو نصب، ولا أعلم اليوم جهاداً في سبيل الله هو أفضل ‏من الجهاد معهم لمن قدر عليه بمال أو نفس أو قول أو دعاء.

ولذا فإن نجدتهم حق واجب، و نصرهم فرض لازم لجميع المسلمين ‏بمقتضى نصوص الكتاب والسنة .

قال تعالى:

إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ

[الحجرات:10]

وقال:

وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ [التوبة:71]

وقال:

وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرّجَالِ وَٱلنّسَاء وَٱلْوِلْدٰنِ

[النساء:75]

وقال : ‏‏

المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه .

ومن ذلك فضل الجهاد بالمال فإنه من أعظم القربات، ومن أفضل أنواع ‏الجهاد كل حين، فكيف وقد حيل بين المسلمين وبين الجهاد ‏بأنفسهم في فلسطين؟

ولعظم مكانة الجهاد بالمال قدمه الله تعالى ‏في أكثر المواضع من القرآن الكريم على الجهاد بالنفس كقوله تعالى:

‏ٱنْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَـٰهِدُواْ بِأَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ

[التوبة:41]

وقوله:

ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَـٰهَدُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ

[التوبة:20]

وقال تعالى:

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَـٰرَةٍ تُنجِيكُم مّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

[الصف:10، 11]

وقوله:

إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَـٰهَدُواْ بِأَمْوٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ

[الحجرات:15]

إن خذلانهم أو التهاون في مناصرتهم ورفع الظلم والاضطهاد عنهم ‏ذنب عظيم وتضييع لفرصة كبيرة في تحطيم آمال الصهيونية، ‏وتعريض للمسلمين والعرب جميعاً لخطر مُدْلَهِمْ، فإن لم يغتنم ‏المسلمون اليوم الفرصة فسيندمون على فواتها إلى أمدٍ الله أعلم به.

‏وإن تغييب الأمة عن ذلك وإشغالها باللهو واللعب يبلغ درجة الإجرام ‏في حقها وحق قضاياها.‏

إن التعاون على نصرتهم بكل أنواع النصرة الممكنة ‏واجباً على المسلمين ‏وهو داخل دخولاً أوّلياً تحت قوله تعالى: ‏

وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ آلْعِقَابِ [المائدة:2].

ولهذا فإن حض المسلمين على التبرع بسخاء لإخوانهم هو عمل ‏صالح ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله .

وفي ذلك اقتداء ‏بالنبي حين كان يحض أصحابه على الإنفاق ‏في سبيل الله تعالى وتجهيز الجيوش كما حصل في غزوة تبوك في ‏جيش العسرة المشهورة، قصته في الصحيحين وغيرها وفي كتب ‏السيرة. ‏

وإن إيصال المعونات المالية والمادية من سلاح وغيره إليهم داخل إن ‏شاء الله تعالى في قوله :

من جهز غازياً في ‏سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا .

متفق عليه

‏ولذا فإن كفالة من يوجد من أسر المجاهدين ورعايتهم فيه هذا ‏الفضل العظيم بل وفي إيصال ذلك إليهم إنقاذ لأنفس مسلمة، فليجتهد ‏المسلمون في ذلك وليتسابقوا فيه.‏

أبشِّر إخواني المسلمين في أرض فلسطين وغيرها بأن مع العسر ‏يسراً وأن النصر مع الصبر .

فالمجتمع الصهيوني مجتمع يخيّم عليه الرعب، وتسيطر عليه ‏الشحناء .

لم يبق للأمة من مخرج ـ واقعاً ـ إلا المخرج ‏الشرعي، وهو الجهاد ودعم صمود شعبنا المسلم واستمرار انتفاضته‏‏، بالبذل السخي والإنفاق المستمر.

فنهيب بكم أن تسارعوا لنجدة شعبنا الصابر في الأرض المقدسة، ‏ونذكّر من جاهدوا بأموالهم عند بداية الانتفاضة المباركة أن الحاجة ‏الآن أشد، والحال أشق، ونذكّر من لم يفعل ذلك أن يستدرك ويسابق ‏في هذه التجارة الرابحة.

وسوف يعوضكم الله بإذنه عما تنفقون ‏راحة في الضمير وبركة في الرزق ونوراً في القلب،‏‏ وما عند الله خير وأبقى.

وَمَا تُقَدّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً

[المزمل:20]

ولذا فإن نجدتهم حق واجب و نصرهم فرض لازم لجميع المسلمين ‏بمقتضى نصوص الكتاب والسنة .

قال تعالى: إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ

[الحجرات:10]

وقال:

وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ [التوبة:71].

وقال عليه الصلاة والسلام:

المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً .

وقوله :

مثل المؤمنين في توادهم ‏وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له ‏سائر الجسد بالسهر والحمى .

وقوله :

المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه .

أي لا يتخلى عنه وقت الشدائد .

وقوله :

من كان في حاجة أخيه كان الله ‏في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من ‏كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة .

‏هذه صفات وصفها رسول الله للمسلم الحقيقي ‏الذي اتصف بالإسلام ظاهراً وباطناً سلوكاً وعملاً ‏مع إخوانه المسلمين المحتاجين إليه والمضطرين لعونه مادياً ‏ومعنوياً، وفي هذه الأحاديث الشريفة الصحيحة يحث صلى الله عليه ‏وسلم المسلمين على التعاطف والتراحم فيما بينهم وكشف الكربات ‏عنهم، مهما استطاع العبد المؤمن بنفسه وماله وقلمه ولسانه ودعائه ‏يؤيد ذلك الحديث الآخر:

لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب ‏لنفسه.

علينا ان نتصف بالأخوة الإيمانية فيما بيننا ، ونحقق الأخوة ‏الإسلامية .

إن من ‏واجب المسلمين عون هؤلاء مادياً ومعنوياً بالمال والتأييد بالأقلام ‏والألسن والدعوات المتتالية ليلاً ونهاراً لعل الله أن ينقذ إخوانكم من ‏محنتهم وتسلط الأعداء عليهم، فيا أصحاب الأموال أغيثوا إخوانكم ‏بما تجود به نفوسكم، اغتنموا قدرتكم على الإنفاق، اغتنموا حياتكم ‏قبل الممات بالأعمال الصالحة والجهاد في سبيل الله، وإن بذل المال ‏في سبيله من أفضل الأعمال وأجلّ القربات عند الله،‏ يقول سبحانه:

مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوٰلَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّاْئَةُ حَبَّةٍ وَٱللَّهُ يُضَـٰعِفُ لِمَن يَشَاء وَٱللَّهُ وٰسِعٌ عَلِيمٌ

[البقرة:261].

ولهذا نجد أنه مهما مرت علينا من النكبات فإن قوة الله غالبة، ‏فقد وعد سبحانه المؤمنين بالنصر والتمكين ووعد بإظهار دينه على ‏جميع الأديان:

يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوٰهِهِمْ وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ

[التوبة:32]

فاتقوا الله عباد الله :

وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ

[آل عمران:103]

وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِ وَٱلتَّقْوَىٰ

[المائدة:2]

كما أمركم بذلك ربكم سبحانه .

وإن من أهم ما ‏يجب التعاون فيه الجهاد في سبيل الله ضد أعداء دينه جهادا بالنفس ‏والمال والفكر وإن ترك التعاون من القادرين عليه بأموالهم وعدم ‏البذل في سبيله وترك المساندة للمجاهدين والمضطهدين في دينهم ‏منذر بخطر عظيم لمن تركه مع القدرة على ذلك فقد جاء الحديث ‏عن رسول الهدى كما في حديث أبي أمامة ‏رضي الله عنه عن النبي أنه قال:

من لم يغزُ ‏أو يجهز غازيا أو يخلفه في أهله بخير أصابه الله سبحانه بقارعة ‏أو داهية قبل يوم القيامة.

فبادروا رحمكم الله بالأعمال الصالحة ما ‏دمتم في زمن الإمكان فإخوانكم هناك في فلسطين في أمس الحاجة ‏إلى مساعدتكم ومساندتكم لهم في جهادهم ولا سيما ما يجري ‏الآن، فقد تسلط عليهم أعداؤهم الحاقدين على الإسلام فأعينوا إخوانكم ‏المسلمين وواسوهم ‏فإن الأخوة الإيمانية تقتضي ذلك كما قال :

مثل ‏المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه ‏عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى

واعلموا أن مشاركتنا لإخواننا ‏المسلمين في فلسطين آداء لواجب النصرة، إنها مشاركة ‏مبعثها الاهتمام بأمور المسلمين.‏

والشعور بالأخوة الإيمانية المبنية على لحمة الدين والإسلام، ‏المتجاوزة حدود اللون والجنس والوطن، إننا نطالب كل مسلم ‏بالمشاركة الوجدانية، ومشاركتهم مشاعره وعواطفه‏ إنك مطالب، أخي المؤمن، أن تشعر بالجسد الواحد، أن تحس ‏بجوعهم وهم جوعى، وبفقرهم وهم حفاة عراة، يفترشون الأرض ‏ويلتحفون السماء، بعدما هدمت منازلهم وشردوا ينامون على خوف ‏في العراء وعلينا نصرتهم والوقوف معهم ‏يقول عليه الصلاة والسلام:

من نفّس عن مؤمن كربة من كرب ‏الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة .

رواه مسلم

وقال :

أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب ‏الأعمال إلى الله عز وجل: ‎سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه َدْينا ‏أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب ‏إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا ومن مشى مع أخيه المسلم في ‏حاجة حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام .

رواه الطبراني

اللهم يارب العالمين انصر إخواننا المظلومين المستضعفين ممن ظلمهم من أعدائك من أعداء الدين يارب العالمين.

اللهم إن أهل غزة وإخواننا المستضعفين في فلسطين.. اللهم إنهم جياع فأطعمهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم مشردون فآوهم، اللهم إنهم حفاةٌ فاحملهم، اللهم إنهم فقراء فأغنهم، اللهم إنهم خائفون فآمن روعاتهم.

اللهم إنهم مظلمون فانتصر لهم يارب العالمين، اللهم انصرهم على اليهود الغاصبين المعتدين، اللهم لا تسلط دولة اليهود على المسلمين أبدًا يارب العالمين، اللهم وأبطل كيدهم ومكرهم، اللهم وأعذنا من شرورهم ومن شر كل عدو للإسلام والمسلمين يارب العالمين، ندرء بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.

اللهم هيئ المسجد الأقصى لعبادتك يارب العلمين لتعبد فيه ويذكر فيه اسمك يارب العالمين إلى يوم الدين، اللهم وطهره من رجز المعتدين يارب العالمين.