جريدة الديار
الخميس 9 مايو 2024 01:34 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نميرة نجم محاضرة في جامعة ”ليستر” لأول مرة بعد منعها من دخول بريطانيا منذ ٢٠١٨

د. نميرة نجم تُشارك خبراتها في القانون الدولي والدبلوماسية مع طلاب جامعة ليستر

تستضيف جامعة "ليستر" بمملكة المتحدة البريطانية السفيرة د.نميرة نجم المحام وخبير القانون الدولي ومدير المرصد الإفريقي للإتحاد الإفريقي في سلسلة محاضرات تمتد ثلاثة لأيام لطلاب جامعة ليستر والقانونيين والأكاديميين تبدأ اليوم بجمعية القانون بجامعة ليستر في برنامج حوار المائدة المستديرة ، في محاضرة تحت عنوان "الأهمية الحاسمة للقانون والمحامين على المستوى الدولي والدبلوماسية".

وغدًا بمحاضرة للسفيرة عن كتابها معاهدات الإتحاد الإفريقي البيئية الصادر باللغة الإنجليزية، وبعد غد محاضرتين الأولي حول "مرصد الهجرة الإفريقي: أداة أساسية للهجرة في إفريقيا". والثانية والأخيرة في كيفية إعداد وتقديم إستشارات قانونية في مجال القانون الدولي.

وتعتبر هذه هي الزيارة الأولى للسفيرة لانجلترا منذ عام ٢٠١٨ بعد منعه ضمنيًا من دخول بريطانيا لدورها في مرافعة دفاع الفريق القانوني الذي ترأسته باسم الإتحاد الإفريقي لإسترداد موريشيوس جزر ارخبيل تشاجوس من الإستعمار البريطاني أمام محكمة العدل الدولية، وهي أول مصرية وعربية وإفريقية وقفت وترافعت أمام محكمة العدل الدولية بإسم منظمة الإتحاد الإفريقي في قضية تشاجوس ضد المستعمر البريطاني الأمر الذي دفع جريدة الجارديان البريطانية الشهيرة والعريقة والأكثر إنتشارًا دوليًا للتعليق علي مرافعة السفيرة نجم أمام المحكمة العدل الدولية بلاهاي حينذاك، وخصتها و قالت إن مرافعتها كان له دورًا حاسمًا ورئيسيًا في إنتزاع الإنتصار القانوني لموريشيوس في هذه القضية طلب الرأي الإستشاري من محكمة العدل وسط كبار ألمع وأبرز محاميين القانون الدولي في العالم المُتبارين والمترافعين في ذات القاعة وفي ذات القضية ومن ضمنهم أستاذ نميرة نجم نفسه الذي منحها شهادة الدكتورة من جامعة لندن للقانون البروفسير فيليب ساندز، علاوة علي شكر قادة الدول الإفريقية علي جهود المكتب القانوني للإتحاد برئاسة نجم في قمتين أفريقتين متتالتين قبل وبعد الحكم في قضية تشاجوس، وفي نفس الوقت كانت هناك عواقب تلت مرافعة السفيرة ونتائجها في قضية تشاجوس أمام محكمة العدل الدولية، حيثً إمتنعت وعطلت الحكومة البريطانية منح السفيرة د. نميرة نجم تأشيرة دبلوماسية للدخول إلي بريطانيا لحضور أي مؤتمرات وأنشطة سياسية وقانونية دولية تم دعوتها لها في لندن منذ صدور الحكم لدورها القانوني في حسم النزاع لصالح موريشيوس.

وإختارت الدولة الفلسطينية د. نميرة نجم الشهر الماضي للترافع ضمن فريق الدفاع القانوني لفلسطين أمام محكمة العدل الدولة الدولية في طلب الرأي الإستشاري من المحكمة بعدم شرعية الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين وكانت هي المحام الدولي المسلم والعربي والإفريفي الوحيد بالفريق، ورفضت قبول أجر عن ذلك بإعتباره واجب وطني وإسلامي وعربي وأخلاقي تجاه القضية الفلسطينية، وأثناء جلسات المحكمة الأخيرة كان الإستعانة المحاميين المترافعين بحكم المحكمة التاريخي في القانون الدولي في قضية تشاجوس الأكثر حضورًا طوال أيام الجلسات القضية الفلسطينية التي إمتدت ستة أيام أمام المحكمة بسبب انه كان مُتعلقًا بمبدأ حق تقرير المصير في القانون الدولي والذي تسعي فلسطين علي تأكيده في طلبها الاستشاري أمام المحكمة.

وكانت نجم قد علقت علي أهمية حكم محكمة العدل الدولية في إعادة جزر تشاجوس لوطنها الأم انه أسس قاعدة قانونية جديدة في فقه القانون الدولي المبني علي الأعراف الدولية والسوابق والأحكام القانونية الدولية بأنه من المُحتل لا يستطيع فصل إقليم في أي دولة يحتلها عن وطنه الأم تحت أي مزاعم أو مسميات أو دفوع بالإضافة إلى ترسيخ مبدأ حق تقرير المصير.

وعن التحدي الذي قابلها أثناء ترافعها أمام محكمة العدل الدولية في قضية تشاجوس، شددت السفيرة أن التحدي الأساسي أنك تواجه نفوذ تحالف دول عظمي إستعمارية ودول تابعة لها توظف وتجمع أكبر تكتل لعدد من خلاصة أبرز المحاميين القانون الدولي في العالم للدفاع عن مصالحها وإستمرار بقاء الأستعمار وإكسابه الشرعية الدولية، وعقبت السفيرة لا ننسي أن هذه الدول هي من صنعت القانون الدولي نفسه ووظفتها لصالح أغراضها ومن ثم فأنك تلعب في ساحة صنعها وصاغ مفاهيمها الإستعمار نفسه ووظفها لخدمة أغراضه، بل أنا شخصيا بجانب الخبرات الدبلوماسية والسياسية والتفاوضية التي أكتسابتها من خلال تشرفي بعملي في وزارة الخارجية المصرية، فأن دراستي القانون التي بدأت في جامعة عين شمس وأثقلتها بدراسة القانون الدولي ماجستير ودكتوراه في بريطانيا وهي الدولة إستعمارية الأولي في العالم التي عرفت بأنها الإمبراطورية التي لا تغيب عن مستعمراتها الشمس، والمُحصلة أنك أصبحت كفأ وند بالدرجة المكافئة ومؤهل بالخبرة وبالعلم من مصادره أن تواجه وتستغل الثغرات القانونية وتوظف أدوات وأساليب القانون الدولي والسياسية لصالحك، وأنت مصنف لديهم أنك تنتمي لمواطني العالم الثالث المقهور والمستنزف قدراته علي مدي قرون من الدول الإستعمارية والمُستضعف أدواته وخبراته، علاوة أنه يهدر العناصر المميزة فيه ذاتيًا وطواعيًا مجانًا تحت وطأة عناصر سرطانية ذاتية مُدمرة تقوده عفويًا إلى مقاومة عنيفة وضارية وحروب خاصة ضد أي دعوة إصلاحية وإلي ترسيخ وتأكيد مناخ التخلف وضعف وعجز الإدارة و ثقافة رابطة الشلل وأهل الثقة والسلطة التي تشيخ في مراكزها وسيادة وشيوع فساد التقرير الأمنية ورغبات و إنحرافات المستوي الإدراكي لبعض القائمين عليها في عديد من الدول، وفي النهاية تقف وتنتصر لقارتك في معركة قانونية دولية أمام أهم محكمة قانون دولي في العالم، أنها ليست معركة سهلة أو هينة أو حادث عارض لا قيمة له في لاهاي كما يتصورها البعض أو كما يحاول الإعلام الغربي تجاهله والسكوت عنه في ذلك الوقت ومدي تأثيره في العلاقات الدولية، فالعاملين والدراسين و السياسيين والدبلوماسيين والدراسين والباحثين والخبراء والمتخصصين في القانون الدولي العام يدركون تمامًا أن الصراع القضائي الدولي أمام محكمة العدل الدولية منافسة بين عقول قانونية دولية شرسة وقوية بين أضداد وكيانات كبري وبمثابة كأس العالم للقانون الدولي ،ولذلك عندما تفوز تشعر بالفخر كأفريقي و مصري وعربي أنك كنت مشارك و فعال ولك دورًا أساسيًا في دائرة الصراع والنضال و كنت مساهمًا وترسًا من تروس منظومة آلة التغيير، وأداة قانونية للوصول لمكاسب سياسية وإستراتيجية كللت في النهاية لتحريك الوضع السياسي وإرغام الحكومة البريطانية علي التفاوض مع حكومة موريشيوس لإستعادة أخر أرض وجزيرة إفريقية من الإستعمار جريا الآن، أنها تجربة وطنية إفريقية خالصة تولد شعورا لا يستطيع أحد وصفه مدي زهو تأثيره علي المشاركين فيه إلا من عاش تفاصيله ومارس و قائعه وخرج وهو عضوا رئاسيا مُنتمي لفريق المنتصرين فيه، لقد كانت أحداث في سجل الزمان والتاريخ والقانون الدولي رائعة تشرفت أن أساهم وأكون طرفا فيها، خصوصًا أنها وقائع قضية تشاجوس في المحافل الدولية أضافت رصيدًا هائلاً وسجلاً من التأثير والفعلية والقدرات والقوة السياسية والإحترام لمنظمًة الإتحاد الإفريقي علي المستوي الدولي و الإقليمي وأكدت مكاناتها ودورها وفاعليتها في الدفاع عن حقوق دول القارة السمراء ، لأنها موجودة ومؤثرة و تفرض رأيها علي الآخرين بالأدوات المشتركةً للسياسية والقانون وتحمي مصالح دولها أمام أقارنها في العالم.

الجدير بالذكر، أن مدينة ليستر تعتبر اليوم من أهم المراكز التجارية والصناعية وكذلك التعليمية في وسط إنجلترا بشكل خاص والمملكة المتحدة بشكل عام. وتشتهر بصناعة المنتجات الغذائية والملابس والأحذية والمصنوعات الإلكترونية والهندسية والمطبوعات والبلاستيك.

وفي العصر الحديث وإبّان الحرب العالمية الثانية سكن ليستر الكثير من الجاليات المهاجرة من أصول هندية وباكستانية ومن كينيا وأوغَندا وصارت الأقليات تشكل حوالي 40% من سكان المدينة في منتصف السبعينيات، وحديثًا أتى إليها الكثير من هم من أصل صومالي ومن شرق أوروبا، و يوجد في ليستر العديد من المساجد، وتعتبر من أكثر المدن تنوعًا في إنجلترا من حيث النسيج السكاني وهي أول مدينة في بريطانيا أغلب سكانها من الأقليات العرقية.