جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

قصيدة ”شفتاه” .... بقلم : الأديبة الإعلامية هيفاء الأمين

محمد السعيد -

شَفَتَاهُ إنْ سُئِلَتْ قالَتْ بلا خَجَلِ
أنَا التى ريقُهَا أحْلَى مِنَ العَسَلِ
قالتْ تُخَاطبُني مَنْ أنْتِ يَا دَنَفٌ
فَقُلْتُ يَا حُبُّ أنْتُمْ مُنْتَهَى أمَلِي
تَكْفِي مُخَاطبَةٌ جَادَتْ بها شَفَةٌ
وأنظرُ اللؤلُؤَ المَنْضُودَ في جَلَلِ
واللهِ لو نَطَقَتْ قَوْلا يُجَرِّحُنِي
أنا الغريقُ فمَا خَوْفي مِنَ البَلَلِ

لكِنَّمَا قَوْلُهَا دُرٌّ بلا عَدَدٍ
سُبْحَانَ مَنْ زانَهَا لا تَهْذِي بالخَطَلِ
تُحْييكَ مِنْ شَفَةٍ رَقَّتْ مَحَاسنُهَا
لا طاقَةٌ لكَ في قَوْلٍ وَلا جَدَلِ
رَبَّاهُ كَمْ شَاقني وَرْدٌ على شَفَةٍ
غَدَوْتُ مِنْ بسْمَةٍ كَمُدْنَفٍ ثَمِلِ
اللهُ خَالِقُهَا وَالكلُّ نَاظِرُهَا
وَالعِطرُ طلْعَتُهَا وَالقَتْلُ فى المُقَلِ
ترمي السِّهَامَ بِنَظْرَاتٍ فتَقْتُلُنَا
لكنَّمَا سهمها من شفة يصلِ
سَحَائِبُ الغيثِ تَهْمِي لوْ تُخَاطِبُنَا
كجَدْوَلٍ رَائِقٍ الأمواجِ مُنْهَمِلِ

وَاللهِ مَا وَصَفُوا تَاللهِ مَا بَلَغُوا
وَصْفًا يَلِمُّ بِهَا فالنَّقْصُ فيهِ جَلِي
أستغفرُ اللهَ كَمْ تَاهَتْ مُخَيِّلَتِى
فمَا رأيْتُ فَمًا يَخْشى مِنَ القُبَلِ
إني رَأيْتُ عيُونًا فى صَفَا شَفَةٍ
فهَلْ رَأيْتُمْ كَذَا فى سَالِفِ الأزَلِ
إني رأيت شفاهًا رَاحَ حَامِلُهَا
يَرْمِي على نَاظِرٍ سَهْمًا مِنَ الغَزَلِ
وَتسْتَبيحُ قِتَالا فى مُحَرَّمِهَا
وَتَسْتَبيحُ جَميلَ القَوْلِ بالخَجَلِ
العطرُ أنفاسُهَا قدْ مَرَّ مِنْ شَفَةٍ
وَالهَمْسُ قَوْلٌ لها فى قَلْبِ مُعْتَمِلِ

هىَ الصَّبَابَاتُ وَالأنْسَامُ تُرْسِلُهَا
هىَ العَذَابَاتُ إنْ قَالَتْ وَلَمْ تَقُلِ
وَثَغْرُهَا دَعْوَةٌ فى وَجْهِ فَاتِنَةٍ
إياكَ تَلْثُمُهَا تَرْميكَ بالعِلَلِ