جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

في ذكرى تحرير سيناء .. « وحيد رأفت » مايسترو عودة طابا لأرض الوطن

وحيد رأفت
دينا السعيد -

يعرف في تاريخ الأمة أيام مجيدة حفرت بحروف من نور في سجل ناصع البياض تتناقله الأجيال بعزة وفخر وكبرياء، وعيد تحرير سيناء الذي نحتفل به يوم 25 أبريل من كل عام أحد هذه الأيام المباركة، حيث عادت سيناء كاملة لأرض الوطن كاملة بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، هذا اليوم الذي شهد تحرير سيناء بالحرب والسلام في معركة عسكرية تدرس حتى الآن، ونجحت قوتنا المسلحة المصرية في استرداد كرامة الوطن وعزته وكبريائه . العلامة 91 وبعد أن نجح الجيش المصري في معركة العزة والكرامة التي استعادت الأرض المصرية وجعلت العالم ينبهر بخير أجناد الأرض، شاهدنا ملحمة دبلوماسية وطنية على أعلى مستوي استخدمت مصر فيها كافة الوسائل الدبلوماسية لإثبات حقها من أجل عودة طابا بعد أن افتعلت قوات الاحتلال الاسرائلية المشاكل لتصدر ان هناك خلافاً حول بعض النقاط الحدودية وخاصة العلامة 91. عودة طابا ولكن تم حسم هذا الامر بالرجوع الاتفاقيات الدولية في هذا الشان بعد أن قررت مصر أن يكون استرداد طابا عن طريق القانون وشكلت فريق لخوض هذه المعركة الدبلوماسية التي سجلها التاريخ بحروف من نور، وضم الفريق عددا كبيرا من السياسيين والدبلوماسيين والعسكريين والقانونيين .

فريق التحكيم الدولي عرف حينها بـ''اللجنة القومية لاسترداد طابا''، أشرف عليه الدكتور عصمت عبد المجيد، وزير الخارجية حينها، وترأسها الدكتور وحيد رأفت، نائب رئيس حزب الوفد، والخبير القانوني، وبعضوية كل من الدكتور مفيد شهاب، والباحث و المحقق التاريخي دكتور يونان لبيب رزق، الذي قدم خرائط ووثائق قديمة تثبت ''مصرية طابا''، منها ''جواب'' أرسله جندي إنجليزي لزوجته أثناء الحرب العالمية الأولى، يحدثها فيها أنه يتكلم من ''مصر'' عند نقطة طابا الحدودية.

كما ضم الفريق أيضًا كل من الدكتور نبيل العربي، كمساعد في إتمام الإجراءات وأوراق القضية، واللواء عبد الفتاح محسن، مدير المساحة العسكرية الأسبق، وقائد عمليات القوات المسلحة المصرية في حرب اليمن، وكمال حسن علي، قائد أحد فرق الإمداد في حرب أكتوبر، وحامد سلطان، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة.

وقد كان أداء فريق التفاوض المصرى الذى ضم العديد من الخبراء على أعلى مستوى، وقدّم كل الوثائق على أحقية مصر فى السيادة على طابا، حتى رضخ العدو الإسرائيلى فى النهاية، رغم محاولات المراوغة المعهودة بتسليم طابا ومنشآتها إلى مصر، حتى بلغت الملحمة ذروتها برفع العلم المصرى على طابا يوم 19 مارس 1989.

وحيد رأفت .. القيادي الوفد شغل القطب الوفدي الكبير الدكتور وحيد رأفت نائب رئيس حزب الوفد ، وأستاذ قانون دولي مصري، حاصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ، عام 1926 - دبلومات القانون العام والقانون الدولى الخاص والاقتصاد الدولى، ودبلوم معهد الدراسات الدولية العليا من باريس في العام نفسه، دكتوراة في القانون العام من جامعة باريس ، عام 1930. درس بكلية الحقوق ، جامعة القاهرة، وعمل أستاذ مساعد بالكلية، و أستاذ كرسى القانون عام 1940، ثم قاضى بمحكمة الإسكندرية المختلطة في فبراير 1942، ثم مستشار بمجلس الدولة بالقاهرة ، عام 1946 حتى عام 1952، ثم رئيس إدارة الفتوى والتشريع بدولة الكويت عام 1964، وخبير قانونى لسمو أمير الكويت حتى عام 1972، وقد اختاره المجمع العلمى المصرى في مارس 1980 عضوًا عاملا به. مذكرة قانونية.. ورشح ليكون العضو المصرى في هيئة التحكيم بين مصر وإسرائيل حول نزاعهما على حدودهما وخاصة في منطقة طابا عام 1982، وقد قدم دكتور وحيد مذكرة قانونية للدفاع عن حق مصر في طابا ، ولكن رفضت مناقشتها،واعترض هو علي هذا النهج، ورشح بدلاً منه الأستاذ الدكتور حامد سلطان عميد أساتذة القانون الدولي في العالم العربي .

إلا أن الدكتور وحيد رأفت استمر في المشاركة في اللجنة القومية والإسهام بإقتدار عظيم في مداولاتها وسافر الي جنيف مرة واحدة في أكتوبر 1986 لحضور اجتماع تسمية رئيس المحكمة، وبعد ذلك رحل الدكتور وحيد عن عالمنا في مايو 87 19 أي قبل أن تبدأ هيئة التحكيم بعشرة أشهر، وبالتالي لم تسنح له للمشاركة في التفاوض على استرجاع طابا.