جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

حرمـــــــة الغيبة والنميمة في ايام رمضان ...!

أحمد ابراهيم -

الغيبــة هي الأمور الخطيرة التي يقع فيها الكثير من الناس دون الأنتباه اليها في شهر رمضان الكريم ، ومن ثم عـــــدم إدراك الخطورة الإلهية على هذا الجزء الإثم الاعظم، فإذا كان الناس يهتمون بعدم ارتكاب ذنوب شديدة الوضوح كالقتل والزنا والسرقة.. وغيرها، فإنهم يتساهلون في الوقوع في الغيبة ولا يدرون انها كبيرة من الكبائر التي حرمها الله ونحاسب عليها جميعا . فعن السيدة عائشةَ، رضي اللَّه عنها، قَالت، دخلت امرأَة قَصيرة والنبِي صلى اللَّه عليه وسلم جالس، فَقلت بأبهامي هكذَا، وأَشرت إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم أَنها قَصيرةٌ، فَقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم .. "اغتبتها" رواه ابن أبي الدنيا .

ويوضح الإمام الغزالي حقيقة الغيبة وحدودها، فيقول .. اعلم أن حد الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه، سواء ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه أو في خلقه أو في فعله أو في قوله أو في دينه أو في دنياه حتى في ثوبه وداره ودابته، ويضيف أن الفعل فيه كالقول والإشارة والإيماء والغمز والهمز والكتابة والحركة وكل ما يفهم المقصود فهو داخل في الغيبة وهو حـرام .

ومن ذلك المحاكاة، يمشي متعارجاً أو كما يمشي فهو غيبة، بل هو أشد من الغيبة لأنه أعظم في التصوير والتفهيم . هنا نجد الأسوة والقدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف نتصرف، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كره من إنسان شيئاً قال، ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا. فكان لا يعين شخصًا بعينه، وهذا لعله أرجى في الاستجابة؛ لأن الفضيحة قد تولد العند، ولكن إن علم المرء أن الناس يتحدثون عن سلوك مرفوض يفعله، ولكنهم لا يعلمون أنه هو الذي يقوم به، فلعله ينزجر ويعود إلى الحق .

ومن الأمور الخطيرة أيضاَ في هذا الباب، استساغة المرء الاستماع إلى الغيبة، وإنه في هذه الحالة ليكون شريكاً في إثمها، ولا يظن أنه لعدم حديثه يكون قد برِئ من الذنب، بل إن عليه أن يرد غيبة أخيه عسى أن يرد الله عنه النار يوم القيامة .

وقد نهانا الله سبحانه وتعالي عن الغيبة فقال: "ولا يغتب بعضكم بعضا"، والغيبة أن يذكر الإنسان غيره بما يسوؤه، سواء أكان هذا الذكر بصريح اللفظ أم بالكناية، أم بالإشارة أم بغير ذلك.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحا هذا الخلق السيئ: «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم.

قال: ذكرك أخاك بما يكره قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته. وكان التحذير الإلهي من سوء الظن والتجسس والغيبة والنميمة لما لهذه الكلمة، السيئة من أضرار فادحة للفرد والمجتمع الذي يعيش فيه. يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الحجرات: "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم" .

ففي هذه الآية الكريمة ينهي الحق سبحانه وتعالي، عباده المؤمنين عن سوء الظن بالآخرين من دون مبرر، كما ينهاهم عن التجسس وعن الغيبة، حتى تبقى للمسلم حرمته وكرامته.