جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

في ليلة مُقمِرة.. بقلم: أماني الوزير

أماني الوزير -

قبل أن تنام جثتي في ليلة صافية قمرها بدرٌ ونسيمها من الياسمين اكتسب رائحته... أحرقت كل سيديهات الموسيقى وكسرت أغلب الأقراص المدمجة لامنح الذكريات المتراصة في احشائها قيلولة بلا أرق ...

قبلت شفتيك بطريقة باردة خالية من الشغف وابتسمت لك لبضع دقائق دافئة وأنا أرسم أخر خطى النظرة فوق جلد ملامحك التي احببتها قبل أن أحبك ...

أكلت صحنا يكفي لعائلة من الخضار السوتيه وتفاحة واحدة حمراء وبعض حبات من المندلينا التي كنت أضع طرفها الأول في فمي وطرفها الاخر في فمك كمبادرة لإتمام ليلة ساخنة ....

شربت كاسة من الزنجبيل بالقرفة وبعد أن انتهيت من الرشفة الأخيرة أطلقت ضحكة ماجنة وكسرت الكأس على رأس أبي أحمد بائع الروبابيكيا الذي كان صوت ندائه على بضاعته المزجاة يصيبني بنوبة صداع قاتله ثم دعوتك إلى رقصة هادئة في غرفة لا سقف لها ولا جدران ولا أرضية ذات شروخات واضحه أخبرتك فيها أن أجمل ما حظيت بها في هذه الفانية كان لقاؤك الذي أثمر زمرة من أحلام نادرة وذكريات بعد أن يفنى الجسد ستظل آثارها باقية تركتك لحيرة كان فيها التساؤل قاتلا مأجورا تمكن منك في اجابة وحيدة صادقة بعد أن تذكرت موعدي مع إحدى الجمعيات الخيرية التي تملكها أمرأه ثرية لكي اتبرع بخزانتي التي كانت تعج بحاجياتي النسائية السينيه وأحتفظت برداء شفيف أبيض وقلادة واحدة وحذاء زجاجي بكعب لا لون له ...

تفقدت أخر أشيائي فعثرت على رواياتي السرية التي لم يقرأهن أحد وخطاباتك التي أنجبت منك فيها عشرين صبيا بعيون فضية وفتاة واحدة فاتنه بعيون عشبية نكاية في واقع اغتصبه المجاز عمدا بطريقة متكررة ...

تفقدت هاتفي بعد إعادة ضبط المصنع وانا اصنع إبتسامة ساخرة من ذاكرته الفارغة. وتمنيت بكل سخريتي ومجازي وجنوني أن افرغ تماما من كل شىء قبل أن تنام جثتي بلا وجع في ليلة مقمرة لا قلق فيها ولا أرق