جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

”دورة كأس الأمم الإفريقية”.. فرصة ذهبية أعادت صورة مصر أمام العالم

كأس الأمم الأفريقية
أحمد عبد الحليم -

تنظيم الدورة أعطي صورة إيجابية للعالم كله على قدرة المصريين في الإنجاز وتحقيق الأمن والاستقرار داخل مصر

الملاعب المصرية أصبحت تليق بالمستوى الدولي في الرياضة .

مصر تتعرض لحروب الجيل الخامس لإضعاف الجبهة الداخلية وإنجاز الإستضافة أحبط المحاولات الفاشلة .

فرصة ذهبية حققت نتائج مُبهرة في قدرة المصريين على تنظيم الدورة في كل المجالات

تعظيم الفائدة الوطنية من القنوات الرياضية غاية في الأهمية ورسالة ستصل لمئات الملايين

الانتقال من مرحلة إثبات الذات إلى مرحلة تأكيد الذات وتنظيم البطولة في وقت قياسي أثبات القمة

الدعاية والإعلان عن المناطق السياحية بالتنسيق مع سفرائنا بالخارج أمر واجب

منذ قديم الأزل ومصر تحتل مركز الريادة بين بلاد العالم وأثبتت ذلك في أمور عديدة يشهدها التاريخ، وجاءت دورة بطولة كأس الأمم الأفريقية التي كُلفت مصر بتنظيمها لتُبهر العالم كله بالإستعدادات الكاملة والإنجاز في وقت قصير لهذه الدورة خاصة بعد ما أعتذر عن تنظيمها بلاد أخرى إفريقية من بينهم الكاميرون، فقامت مصر بقبول الإستضافة لهذه الدورة بغض النظر عن تحمل العبء التنظيمي والإداري والمالي حتى أصبحت فرصة ذهبية تعطي لمصر صورة إيجابية يحتذى بها بلاد العالم وتدل على أن المصري قادر على الاستعداد والتنظيم لأي دورة رياضية وتحقيق الأمن والاستقرار داخل مصر مما أثار إعجاب الجميع والبث في وسائل الإعلام العالمية لهذه الصورة الإيجابية.

صورة إيجابية

يقول د. إكرام بدر الدين ـ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ـ إن تنظيم هذه الدورة بمصر يعطي صورة إيجابية لمصر والمواطن المصري والعالم كله على قدرة مصر التنظيمية للدورة الأفريقية والقدرة على تحقيق الأمن والاستقرار داخل مصر والقدرة على الإنجاز والأداء والتنظيم في وقت قصير بملاعب مصرية تليق بالمستوى الدولي، مع العلم بأن هذه الدورة مذاعة على العالم كله وستكون عاملاً رئيسياً في مواجهة التحديات والشائعات التي تبث سمومها على مصر، حيث أن مصر تتعرض لحملة غير تقليدية بحروب الجيل الخامس بطريقة مستحدثة بالحرب النفسية والشائعات بهدف إضعاف الجبهة الداخلية وثقة المواطن بنفسه وثقته بالقيادة فكل إنجاز يتحقق يصبح مسار للانتقاد ومحاولة للتشكيك فيه، ومواجهة هذا النوع من الحروب يكون بوسائل وطرق مختلفة وبمزيد من الإنجاز والعمل الذي أشار إليه السيد الرئيس السيسي مؤخراً في تصريحاته علاوة على إنه زار المنتخب المصري ووجه على "أهمية تحلى أفراد المنتخب بالانضباط والسلوك الراقي بما يعكس كونهم واجهة لحضارة مصر وعراقتها ويبرز قيمة مصر وشعبها العظيم ويكمل الصورة النهائية لنجاح البطولة تنظيمياً وجماهيرياً".

تعظيم الفائدة الوطنية

يؤكد د. سعد الزنط ـ أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ـ أن هذه الدورة يجب أن تستثمر لصالح مصر بعرض الصور التنظيمية الإيجابية التي قامت بها مصر من خلال دور هيئة الاستعلامات والجهات المسئولة عن تسويق مصر، منوهاً على أن استحسان اختيار الاسم والرسم لقناة مصر الرياضية لأن هذه الدورة فرصة ذهبية لتحقيق نتائج مُبهرة من قدرة المصريين على تنظيم الدورة في كل المجالات، متمنياً عرض الأفلام التسجيلية الخاصة بالمشروعات العظيمة التي تم افتتاحها وإظهار الفرص الاستثمارية المتاحة بذكاء في توقيتات مناسبة، فالقناة رياضية أولاً لكن تعظيم الفائدة الوطنية منها خلال فترة بث الدورة من اللحظة الأولى غاية في الأهمية ورسالة ستصل لمئات الملايين من داخل القارة وخارجها.

تأكيد الذات

يشير د. أيمن شبانة ـ أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة ـ إلى أهمية الانتقال من مرحلة إثبات الذات إلى مرحلة تأكيد الذات، لافتاً إلى أن مصر نظمت البطولة في وقت قياسي لا يتعدى ست شهور بعد اعتذار الكاميرون وكثير من الدول الإفريقية وتحملت العبء التنظيمي والإداري والمالي فهذا يُعد مُعجزة، خاصة وأن الملف أسند لمصر بالتكليف مما يدل على الثقة بمصر ومدى صلاحيتها لإدارة الدورة، علاوة على إبهار الناس بحفل افتتاح خرافي رائع لم يكن لكأس العالم وإنما لدورة أولمبية، كما أن مصر قامت بتجهيز بنية أساسية لاستضافة البطولة والملاعب مما يمكن للإتحاد الأوروبي للفيفا وضعها ضمن قائمة الاستعداد لاستضافة نهائي كأس الأمم الأوربية.

روابط التواصل

ويطالب شبانة، بعمل روابط للتواصل مع المشجعين الأفارقة للارتباط بمصر حتى يصبح نتاج جيد لاستقبال فرق مصر لبطولات إفريقيا وسيكون فرصة للالتقاء مع شباب الإفريقي، خاصة بعد تصريح الرئيس السيسي عن ضرورة عمل مدينة لشباب إفريقيا في مصر، كما أن توجيه السلوك الحضاري إلى إفريقيا أمر مهم جداً من خلال مذيع مثقف لنشر المعلومات الصحية وتحقيق التجانس مع ضيفه من شباب إفريقيا، مقترحاً عمل نصب تذكاري أو جيدارية على هامش هذه الدورة لتجسيد فكرة وروح وثقافة الشباب الإفريقي، مضيفاً أن المكسب الحقيقي من هذه البطولة لا يكمن في كرة القدم وحدها بل في فوز مصر بالجدارة في التنظيم وتأكيد الذات والتواصل المستمر مع الأفارقة وتعزيز الصورة الذهنية من الجوانب الإيجابية لمصر في إفريقيا والعالم.

فرصة ذهبية

ترى د. نادية حلمي ـ أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف ـ أن الدعاية لهذه البطولة بالقنوات الأجنبية تصدر للعالم أن مصر بلد آمن مستقر، مقترحة أن يتم دعوة جميع الاتحادات الدولية لكرة القدم لمشاهدة جودة تنظيم الدورة والترويج لمصر سياحياً، مؤكدة أن هذه الدورة ستكون فرصة ذهبية لعودة بعض الملاعب المصرية لدائرة الأضواء مجدداً على المستوى الدولي، ويمكن لوزارة السياحة أيضاً استخدام "فيديوهات" للاعبين الأفارقة أثناء زيارتهم للمناطق السياحية والأثرية المصرية والترويج للمواقع السياحية من خلال سفراء مصر بالخارج، كما يمكن الاستفادة من الطاقات البشرية المصرية ودول القارة الإفريقية مع الترويج لمؤتمرات الرئيس السيسي للشباب دولياً وأفريقياً، بالإضافة إلى إتاحة تذاكر طيران مخفضة لجذب الشباب الإفريقي لمصر.

تبادل ثقافي إفريقي

تضيف د. نرمين الأزرق ـ أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة ـ أن لدينا إمكانيات لجذب عدد كبير من الأفارقة من مناخ جميل وشواطئ ساحرة ومتميزة فلابد أن نستغل ذلك بالدعاية والإعلان عن المناطق السياحية بالتنسيق مع سفرائنا بالخارج، كما أنه يمكن عمل شراكات علمية على مستوى إفريقيا والدعاية لذلك لإتاحة تعلم الشباب الإفريقي في مصر لإيجاد فرصة للتلقي الثقافي، وكذلك على مستوى المرأة الإفريقية هناك أكثر من شكل حضاري وثقافي وفني يمكن استغلاله بتدعيم واستثمار تواجدهم معنا في الدورة الإفريقية، لافتة إلى أن دور الإعلام أساسي في نشر الوعي للمجتمع المصري وتعزيز شعور الأفارقة بترحيب المصريين لهم ونقل المعلومة وتوعية الجمهور بمزيد عن دور مصر في المنطقة.