عبد الفتاح يوسف يكتب : كلهم فاسدون .. لا نستثني أحدًا
في قوه وصرامة تضرب الرقابة الإدارية كل فترة وتقوم بالقبض علي بضعة فاسدين , وفي فرح أيضاً يستقبل المصريون تلك الأخبار التي تعلن في ترتيب منظم وبدون تفاصيل سوي نجاح التصدي للفساد بشكل عام , ولكن هل كل هؤلاء الفاسدون أحضرهم الشعب وعينهم في أماكنهم ؟ وكيف نحاسب هؤلاء الفاسدين ونترك من جعلهم في مكان يسمح لهم بالفساد و لم يقم بالاختيار الصحيح ؟
ان اي مسئول يتم القبض عليه قد عين بواسطة مسئول أعلي منه قد يكون متواطئا او لم يؤدي عمله بشكل صحيح في التحري عن من سيسلمة مقدرات الشعب المصري , و لا يجب أن يفلت دون عقاب لعدم قيامه بعملة بشكل صحيح أو توطئه ان ثبت ذلك .
أن مصر أصبحت كالجسد الميت الذي تخرج من أحشاؤه القاذورات ورائحة العفن ونحن أصبحنا كمن يقف أمام مقبرة مفتوحة مليئة بالأجساد المتعفنة , و الأدهى إننا نقف بلا حراك لا نحن أغلقنا تلك المقبرة و لا عالجنا العفن بل نقف لنمرض جراء ذلك التعفن والنتانة المتصاعدة من الفساد .
الرقابة الإدارية قد تقوم بعملها بشكل جيد ولكنها تغفل عن من يصدر لها الفساد في أروقة الدولة المصرية , الرقابة الإدارية تعمل بكد مع صغار المسئولين ولكن تترك عظامهم يحضرون غيرهم ليكملوا مسيرة الفساد .
ان الوطن المصري يئن من الأوجاع ويحاول ان يقف ولكن تمنعه ديدان العفن وغياهب الفساد المتطايرة هنا وهناك , فها هم رجال أعمال سحبوا مقدرات الشعب ليسرقوها و ها هو مسئول يرتشي ليوافق لرجل أعمال أخر علي سرقة الوطن او الأرواح المصرية البريئة إن أمكن .
قد يقول البعض أنت تهاجم لأنك رأيت الفساد بعد القبض عليهم و الأحرى بك شكرهم و تعظيم مجهودهم وقد يري البعض الأخر الأمور من وجهة نظري , فالوطن حق و الأمان حق , و دعم المواطن حق , والحرية حق , و العدالة الاجتماعية حق أيضا .
إن القبض علي الفاسدين لا يستدعي شكر من قاموا بعملهم بل يستدعي محاسبة من سمح لهم بالفساد أيضاً