جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

موال حنين الى وطن حلم ..

تعبيرية
محمد الفضيل جقاوة -

أنا مذ عشقتك عمري استدار الزمان و أورق قبل الأوان الشّجرْ وضاع بكل السهوب ـ برغم الجفاف ـ الزّهرْ و أصبح للّيل طعم بلون النجوم بوجه القمر ..

أنا مذ عشقتك أيقنتُ أنّ العروبة نبضي و شريان قلبي ..

و أنشودة سيردّدها الدّهر يوما ..

يهيم بها الكون ..

يشدو بها في الصلاة البشرْ أنا مذ عشقتك أيقنتً أنّ العروبة دين و حرفُ هجاء تسامى فما تستجيب لغير شذاه السّورْ ..

أنا مذ عشقتك غيّرت كلّ الهوايات .. أدمنتُ في مقلتيك السّفرْ أتيه ..

ألاحق تأريخ قومي ..

أسائل فيه المعالم ..

أقرأ كل أثرْ ..

لبلقيس أرخى الزمان العنان ..

لزينب دانت عروش أخر ..

و كان لميسون وهي تجزّ الضفائر مجد تأثّل في حبّة القلب حلما نديّا أنيق الصّور ..

أبى أن يصيخ لغير صهيل الخيول و وقع القنا ظامئات لرشف دماء الأعادي تصدّ عن الأرض كلّ التّتر أنا فيك أنت رأيت العواتك يهزأن بالعاديات و يلهبن في الخانعين ضرام البطولة يهتزّ بعد الركود ..

و يصعي إليهنّ حتى الحجر لذي قار مازال حيّا حنيني و لمّا يزل هانئ الخير في مقلتي يستترْ أنا مذ عشقتك ..

بدّدت كالطفل كل الحدود التي فرّقتنا و سفّهت كل العقول التي عبدتْ صنما من حجرْ و أبدعت خارطة لبلادي .. أعدتُ الأساميَّ فيها أعدتُ المواسم حبلى بكلّ صنوف الثمر تماما كقدّك خارطتي ..

شكلها فاتن يستبيني ..

و يشتل بين الحنايا ضرام اشتياق لليل ضفائرك الحالكات تسافر من منبع النيل حتى الفرات تظلّ الرّبوع الأخرْ و بغداد كانت بخارطتي ومض عينيك شوقا لليل عناق .. لليل سمر

و كانت دمشق امتدادا لجيد و صدر ..

لكون يبدّد أحلام عاشقك المستهام يعيد إليه الأمان الموشى بالف ربيع عطرْ ألا تسألين عن النيل ..

عن مصر قلبك يخفق عشقا ..

يلملم كلّ جراح العروبة رحمى يهيم بأحلامها الغافيات الغررْ كطفل على راحتيك أرى مغربي العربي الكبير شتائل مجد ..

تحنّ الى رئتيك ..

إلى عبق أنفاسك المرهفات ..

تحن الى صولة تستردّ المقدّس ..

تطرد عن أرضنا كلّ خبّ لعين أشرْ .