جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

قضية سد النهضة عادت للمربع الصفر

كامل السيد
كامل السيد -

ذكر السيسى فى مؤتمر الشباب أنه لولا ثورة 25 يناير ماأمكن بناء سدود على النيل تؤثر سلبا على حصة مصر من المياه وضرب مثلا عمليا بحصة العراق من المياه حال ضعفه وبناء تركيا لسد أتاتورك وكأنه يريد أن يقول أن مصر الآن جيشها أقوى جيش فى المنطقة العربية والإفريقية بترتيبه العالمى المتقدم حيث صرح سامح شكرى وزير جارجيتنا أيضا أثناء مؤتمره الصحفى مع نظيره الكينى المتضررة هى الأخرى من سد النهضة الأثيوبي حيث قال شكرى قبل يومين عن أن الأضرار إذا تجاوزت سيخرج الأمر عن قواعد القانون الدولى وتصريح التلميح بإستخدام القوة كان قد طالبت به لجنة مصرية متخصصة أثناء حكم د مرسى وألمح إليه عبد الفتاح مطاوع خبير الرى والسدود وأحد قيادات حزبنا منذ أكثر من عام فى ندوته بحزب التجمع بالقليوبية وكذا البيان الصادر عن إجتماع وزراء الرى الثلاث الأثيوبي والسودانى والمصرى المنعقد فى مصر منذ يومين أؤكد أن أثيوبيا لم تنصاع للطلب المصرى علما بأن مصر مستعدة للقبول ببعض الأضرار والبيان يلمح إلى أن الموقفين الأثيوبى والسودانى متوافقان معا فى مواجهة الموقف المصرى مثلما كان عليه الحال أيام حكم الرئيس البشير المخلوع والحالة العصبية لوزيرى الخارجية والرى المصريان أثناء تحدثهما تؤكدان أننا فوجئنا بالموضوع وأن آبى أحمد رئيس وزراء أثيوبيا قد حنث بقسمه فى رمضان قبل الماضى فى مؤتمره الصحفى عندما طالبه السيسى بالقسم تأكيدا لما يقول بأن سد النهضة لن يضر بحصة مصر المائية فأقسم الرجل بالله العظيم أمام الجميع فى رمضان أن سد النهضة لن ينتقص من حصة مصر المائية بل ربما تزيد وذلك فى زيارته لمصر بعيد إنتخابه كرئيس وزراء لأثيوبيا كأن الفرج قد أتاه بهذا القسم لأن ماوصل إليه الحال الآن يؤكد أنه كان يخطط لشيئ آخر فقد سعى ونجح فى عقد مصالحة تاريخية مع عدوتين جارتين له أريتيريا والصومال المؤيدتين للموقف المصرى على طول الخط كما نجح فى التوسط بين القوتين المتصارعتين فى السودان ونجح فى كسب ثقتيهما ونجحت الوساطة ونجح فى إستعادة الموقف السودانى المساند لأثيوبيا فى موضوع سد النهضة من جديد كما نجح مع إسرائيل فى تزويده بمنظومة دفاع جوى متطور للدفاع عن جسم سد النهضة بينما إنحزنا نحن لموقف المجلس العسكرى الذى هو جزء من نظام أساسى من حكم البشير الإخوانى المعادى لمصر وأغضبنا قوى النضال المدنى وقطاع غير قليل من الشعب السودانى وكانت أواصر العروبة والجيرة ودفاعا عن مصالحنا الإستراتيجية ومن مواقف مصر السابقة فقد مات عبد الناصر من الإجهاد وهو يتوسط فى مؤتمر قمة لحل تلصراع المسلح بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية كل ذلك كان يحتم علينا أن نكون الوسطاء لحل الأزمة السودانية وقد نبهت كثيرا لخطورة أن نضع البيض المصرى كله فى سلة المجلس العسكرى السودانى ومن هنا تبرز أهمية توفير المناخ المناسب من الحرية والديموقراطية وتنشيط الحياة السياسية للتعبير عن الرأى والرأى الآخر وشفافية المعلومات وتوافرها بالقدر المناسب والولوج لموضوعات عامة تمس الأمن القومى والصالح العام لتكون أمام صانع القرار كبدائل وتطرح كذلك حسن إختيار الكفاءات السياسية والتنفيذية للمواقع القيادية بدلا من الإعتماد على أهل الولاء والطاعة