جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

رامي زهدي يكتب : «دور المواطن الصالح في حماية وطن محاط بالتهديدات»

رامي زهدي
رامي زهدي -

"ان تكون مواطنا صالحا في وطنك شئ عظيم وغاية ومبتغي, خاصة عندما يكون الوطن محاطا بالتهديدات , في عالم دولي تحكمه قوانين عديدة ليست ذات صلة بالعدالة واحترام الجوار وشرف التنافس ونزاهة السعي للتكامل والتعاون دون طمع في ثروات الأخر او سعي من دول لإستغلال دول أخري او البناء علي أنقاضها.

على الرغم من إطلاق كلمة مواطن على من يولد ويسكن أرض الوطن؛ إلا أنّ المواطن الحقيقيّ؛ هو من يتمتع بصفة الصلاح قولاً وفعلاً, من يعمل من أجل وطنه , حتي وإن ظن في أحيان أن وطنه لم يعطيه ما يستحق او ظلم في أمر ما, فالأديان اوصت علي إحترام الوالدين وبرهما حتي ولو كان كافرين بالله, اي انك تحسن وإن لم يحسنوا, فما بالنا بمن أحسن الوطن لهم , وعاشوا تحت سمائه , وبلغ مجموع الخيرات لديهم أكبر كثيرا من أي سلبيات.

المواطن الصالح يشارك البناء , لا يشارك الهدم , ينتقد الفساد عبر القنوات الشرعية ويحتفظ لنفسه بالنهج المحترم الذي يتفق مع مكانة الوطن لدي المواطنيين الصالحين.

المواطن الصالح , يجرد مشاعره وأفكاره من المصالح والأهواء والأعراض, فالوطن أكبر وأبقي والله أكبر من كل شئ.

كلمة المواطن مشتقةٌ من الوطن، وهو المكان الذي يستوطنه الإنسان، ويُقيم فيه، ويؤسّس حياته وحياة من بعده، داخل حدوده الجُغرافية، كما يحمل المواطن محبّة وطنه، والحرص عليه؛ أينما ارتحل خارجه، ومهما بعدت بينهما المسافات؛ وذلك بدافع الانتماء الوطنيّ والوجدانيّ., وعندما نستشعر خطرا يهددنا جميعا والوطن ونحن سواء .. نحن الوطن , والوطن نحن , عند الخطر نقف صفا واحدا كالبنيان المرصوص ,

قبل ان تنتقد , فكر وتدبر, شارك في الإصلاح وفي توصيف المشكلات , كن ايجابي , كن معارضا وطنيا , وليس بائع هوي وبائع كلمة وبائع فكرة لمن يشتري ولمن يدفع , حتي لو بجهودك هدم بيتك , وقتل ابنك , وشرد أهلك.

اعمل لنفسك , ولوطنك ولدينك , وانتظر يوما يسألك الله عن كل كلمة وكل خطوة وكل مجهود أنفقته وفيما وعن كل جهد إدخرته ولما.

الوطن باق وكلنا زائلون , والله هو الباقي ويعلم ما نخفي وما نبدي , اذا ضاع الوطن , فنحن بلا هوية , بلا ضمير , وأولادنا بلا حياة.

المواطن الصالح , يدرك كيف يعمل من أجل الوطن والعكس صحيح."