إيناس الشناوي تكتب: صلة الأرحام

ان صله الأرحام من أعظم وسائل التقرب من الله ذي الجلال والإكرام .
قال تعالى(.وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ )
وقد أمر الإسلام بمكارم الأخلاق والإحسان الي الناس والابتعاد عن أذيتهم . وخص الله عز وجل الأرحام ومنحهم منزله كبيره حيث أمر الله سبحانه وتعالي بصلتهم والإحسان إليهم وذلك لتماسك الأمه الإسلامية وبقاءها قويه.
وقد عد الإسلام صله الارحام بالواجبه وحرم
القطيعه وجعلها من الكبائر التي تدخل صاحبها النار.
فمن وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله.
وقال الله تعالى(. فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ (23)فصله الأرحام أمرنا بها الله سبحانه وتعالي وقد وصى عليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فصله الأرحام سبب فى الرزق واطاله العمر فمن كان منكم يريد أن يطيل فى عمره فليصل رحمه.
ونهي ديننا عن قطع الأرحام فقال نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنه قاطع رحم.) لما تسببه قطع الأرحام من كره وبغيضه بين الناس.
وفى زماننا هذا نري قطع الأرحام قد تفشى بشكل كبير جدا بين جميع الطبقات وعلي كل المستويات ومع انتشار الإلكترونيات فقد أثر ذلك على صله الأرحام فقد أصبحت الرسائل الإلكترونية تحل محل التزاور بين الناس والود وكلمه فى رساله وكفى وإن أمكن. ومع كثره ضغوطات الحياة وايقاعها السريع فقل التزاور والتودد بين الأقارب بل أصبحوا لا يزورون بعض ولا حتى في الأعياد.
ومع كثره المشاكل الاجتماعية وسوء الفهم بين العائلات يحدث كثير من قطع الأرحام فمنهم الأخ الذي لا يزور أمه بعد وفاة والده بحجه كثره الإنشغال فى أمور الحياه اليوميه ومنهم من لا يزور أخته المريضه بعد وفاة أمه ومنهم كذلك زوج الأخت الذي يمنع أخته من الذهاب او الاتصال باختها لاي سبب من الأسباب دون مراعاة الله ولا مراعاة صله الدم والقرابه وأنه كما تدين تدان فكيف يرضى ذلك على أبناءه؟ كذلك نرى الأخ الذي يمنع أخته من الإرث ولا يعطيها حقها مما يترتب عليه الكره والضغينه فيما بينهم ومن ثم قطع الأرحام.
والأغرب من ذلك كله نجد قاطع الرحم صلب القلب وعند مواجهته بخطئه والمبادره بالصلح لا يقبل بذلك ويتعنت فى الخصومة ونفس الشخص نراه مرتبط باصدقاءه بصله قويه جدا وبعيد كل البعد عن أهله وذوي الأرحام.
ومن أسباب عدم صلة الرحم
الجهل بصله الرحم وضعف الوازع الديني. التكبر والتعالي على من هم أقل منه مكانه من الأقارب والانقطاع عنهم مده طويله والبخل الشديد وعدم التربيه منذ الصغر علي صله الأرحام.
ومن مظاهر عدم صلة الرحم .
عدم التصدق على الأقارب المحتاجين وقطع زياره الأرحام وعدم مشاركتهم فى الأفراح والأحزان .بث الفتنه بين الأقارب وتفتيت
شملهم والإساءة اللفظيه والجسدية الي الأرحام.
ومن عقوبه قطع الرحم .
عدم قبول الله تعالى عمل الفرد حيث ان الله تعالى لا يرفع له عمله
عدم نزول الرحمه علي قوم فيهم قاطع للرحم
إغلاق أبواب السماء أمام قاطع الرحم
تعجيل العقوبة لقاطع الرحم في الدنيا.
والحفاظ علي صله الرحم أمر في غايه الأهمية فهو الطريق الوحيد لكي يصبح المجتمع متوحد ومتماسك قوى ومتعاون ضد اي عدوان او خطط تهدف لنشر الفتنه بين أبناء المجتمع الواحد حيث ان صله الرحم تساعد على تأسيس مجتمع قوى متماسك متحاب وقوي وناجح.
وفقني الله وإياكم لصله ارحامنا ونشر المحبه والاخاء فيما بيننا لإعلاء ديننا الإسلامي ورفعه شأن أمتنا الإسلاميه.