جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 06:24 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
أسعار بيع وشراء الذهب اليوم الخميس أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الخميس حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس المدير التنفيذي لجهاز حماية البحيرات والثروة السمكية يتقدم بالتهنئة للرئيس والقوات المسلحة بمناسبة ذكري تحرير سيناء حفل ختام الأنشطة بمدرسة الأيوبية الإعدادية بنات ومعرض اللغة العربية بمدرسة الهدى والنور بالدقهلية محافظ الدقهلية يهنئ فريق المنصورة الاول لكرة القدم ومجلس الادارة اعتبارا من مساء اليوم يبدأ العمل بالتوقيت الصيفى بهيئة السكة الحديدية النيابة العامة بشمال الجيزة تباشير تحقيقاتها في حادث اصابة عدد من الأطفال باختناق داخل حمام سباحة الترسانة رئيـس مجلـس إدارة جهـاز حمايـة وتنميـة البحيـرات والثـروة السمكيـة يهنئ الرئيس والقوات المسلحة ذكـرى تحريـر سينـاء شباب قادرون تستعد لتنظيم ملتقي توظيفى بالبحيرة وكيل أوقاف الإسكندرية يتابع فعاليات امتحانات طلاب المركز الثقافي افتتاح مؤتمر «صناعة السياحة في ظل التغييرات العالمية »بجامعة الإسكندرية

محمد خليفة يكشف: أسرار بناء قاعدة برنيس « الرَّبة المنقذة »

محمد خليفة
محمد خليفة

" السادات ومبارك والسيسى" يرفضون بناء قاعدة عسكرية امريكية على ارض برنيس، ترى ما هى أسرار هذه القاعدة العسكرية التى أنشأها السيسى وضرب ضربته لحماية مصر من الأعداء، وتأمين سواحلها ؟

قديما كانت تسمى "ميناء أهل الكهوف" والربة المنفذة، كما جاء فى التاريخ المصرى القديم ، وأطلق عليها فى العصر البطلمى "برنيس الذهبية"، وكان بها أكبر ميناء تجارى عام 275 قبل الميلاد.
سميت بهذا الاسم نسبة إلى زوجة أول ملك حكم مصر بعد الإسكندر الأكبر وعرف باسم الملك" بطليموس الأول" من مقدونيا، وكانت تسمى برنيس -مقدونية الأصل- وابنة أحد ملوك مقدونيا. وأصبحت برنيس إلهه للمصريين بعد موتها وتعرف باسم "الربة المنقذة"
"
برنيس" هى أول ملكة مقدونية في مصر، واسمها الأصلى باليوناني "برنيكى، وبالإنجليزية برنيسى"، وسميت المدينة تيمنًا باسمها .
إنها منطقة "برنيس" جنوب مصر، التي أقيمت بها القاعدة العسكرية وافتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتصبح ثانى قاعدة عسكرية كبيرة في مصر بعد قاعدة محمد نجيب بالمنطقة الشمالية، وأكبر قاعدة فى البحر الأحمر.
كانت القاعدة العسكرية الجديدة ميناءً مصريًا قديماً، وهى قريبة من مناجم الذهب المنتشرة في محيط جبل العلاقى، وكان يعمل فى مناجمها رهائن الحرب.
ومن المعروف أنَّ برنيس تابعة جغرافيا لمدينة مرسى علم وتبعد عنها بحوالى 140 كيلو مترا. ويقع معبد سميراميس المهدَّم قريباً من المدينة.
وترجع أهمية "برنيس" استراتيجياً وعسكرياً، الى أنها نقطة استراتيجية مهمة تتوافر بها مقومات واحتياجات الجيوش للقيام بأعباء ومهام التفوق العسكرى والاستراتيجى. فالمنطقة متلازمة مع أهمية مضيق هرمز، ومع أهمية الخليج العربى على خريطة الاستراتيجيات العالمية، لأنَّها تعد سهلاً ساحلياً ضيقاً وسط سلاسل جبال البحر الأحمر تمنح تفوقاً استراتيجياً لمن يتحصن ويتركز بها، وظلت قروناً عديدة ميناء مصر الأول على البحر الأحمر، ومركز تجارة الهند والجزيرة العربية.
وأهمية قاعدة "برنيس" استراتيجياً أيضاً تأتى من خلال توافر أقل مساحة طيران بين مصر والخليج العربى كله، وتعد نقطة عبور استراتيجية إلى منطقة القرن الإفريقى، ونقطة التقاء بحرية وجوية بين قارتين وثلاث بحار استراتيجية ومحيطين كبيرين، وتأتى أهمية "برنيس" أيضاً من خلال مفارقة غريبة، وهي أن الرئيس السوفييتي الأسبق خروشوف كان أول زعيم أجنبى يطأ أرضها فى القرن الماضى، "فخروشوف" جاء إلى مصر فى عهد الزعيم جمال عبد الناصر ليشارك فى احتفال السد العالى وتحويل مجرى النهر بأسوان، وقرر أن يأتى بحراً، واختار أن يعبر من البحر الأسود إلى المحيط الهندى، ثم إلى البحر الأحمر، ولم يكن من المناسب بعد كل هذه المسافة البحرية أن يصل "خروشوفط بحرا حتى السويس في أقصى الشمال، ثم ينتقل بعد ذلك إلى أسوان فى أقصى الجنوب لحضور الاحتفال.فقرر الاتحاد السوفيتى، وقتها، البحث عن أقرب نقطة بحرية تنقل "خروشوف" من البحر الأحمر إلى أسوان، ولهذا السبب أرسلت مصر بعثة عسكرية على شاطئ البحر الأحمر، ويصلح أيضا لهبوط طائرة صغيرة، تقلع به مع أسرته إلى أسوان.

واختارت البعثة العسكرية المصرية منطقة "برنيس"، وأنشأت بها مرسى للسفينة، ثم مهدت طريقا يمكن أن تتحرك منه الطائرة إلى أسوان.

المفارقة الثانية لبرنيس وهي اهتمام الإدارة الأميريكية بها لعدة معطيات حسابية وعسكرية، خاصة بعد استخدامها من جانب الجيش المصرى كميناء لنقل وحدات كبيرة من القوات المسلحة المصرية كانت متواجدة في اليمن إلى مصر قبل اندلاع حرب 1967.

وبالحسابات رأت واشنطن أهمية المنطقة استراتيجياً، لذلك تفاوضت مع مصر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات لبناء قاعدة عسكرية أميركية بها، وكانت الحسابات التي أجراها البنتاجون تؤكد أنه بالنسبة لحساب المسافات فالمنطقة تعد الأقرب من القواعد الأميركية في العالم، إلاّ أنّ الطلب الأمريكى قوبل بالرفض من جانب السادات.
وبالقياس إلى مسرح العمليات، فمثلًا قاعدة خليج "سوبيك" بالفلبين تبعد عن مسرح عمليات الجيش الأميركى فى منطقة الشرق الأوسط لنحو 10 آلاف كيلومتر، وقاعدة "جوام" في المحيط الهادى تبعد مسافة 12 ألفا و500 كيلومتر، وقاعدة "نوفوك" بفرجينيا تبعد مسافة 18 ألف كيلومتر، وحتى جزيرة دييجو جارسيا رغم قربها النسبى 3800 كيلومتر من مضيق هرمز، لا يمكن أن تلعب دورا مؤثرا لصغر رقعتها بالنسبة للجزر المحيطة بها.

وبالنسبة لتكلفة انشاءها ، رأت الإدارة الأميركية وقتها ، أن تكلفة إقامة قاعدة في "برنيس" تعادل نصف التكلفة التي ستقام فيها قاعدة في تركيا، وثلث تكلفة إنشاء قواعد أخرى، وسيتكلف نقل المعدات والأفراد والجنود إليها سدس تكلفة النقل لأى قاعدة أخرى فى العالم، لذا قال وزير الدفاع الأميركي وقتها، "كاسبر واينبرجر"، في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريجان إن "برنيس" هى الحل المسيطر!

وزاد من أهمية المنطقة وتمسك الإدارة الأميريكية بإقامة قاعدة عسكرية فيها ما أكدته دراسة حول تكاليف ووقت النقل من أميريكا إليها، فقد كشفت الدراسة أنه باستخدام نصف جسر استراتيجى يمكن أن يستغرق الوقت من أميريكا إلى مسرح العمليات فى الشرق الأوسط 77 يوما، ومن قاعدة موباسا في كينيا سيستغرق الوقت 22 يوما، ومن أزمير في تركيا سيستغرق الوقت 17 يوما، أما من قاعدة "برنيس" فى مصر فلن يستغرق الوقت سوى 10 أيام فقط.

ومن هنا ظلت الولايات المتحدة تفاوض مصر حول القاعدة، وكان الرئيس الراحل أنور السادات يرفض، وبعد رحيل السادات، طلب الرئيس الأميركى ريجان بشكل مباشر من الرئيس الأسبق حسنى مبارك أن يوقع بنفسه على خطاب تعهد يتيح للولايات المتحدة استخدام القاعدة بنفس الطريقة التي قدم بها السادات تعهدا سابقا يسمح فقط باستخدام القاعدة في حالة تعرض مصر وأميركا لخطر مشترك، مضيفا أن مبارك رفض وبإصرار شديد وجود أى قواعد أجنبية فى مصرأو حتى مشاركتنا باستخدامها.

المفاجأة أنَّ أميريكا لم تتوقف عن طرح عروضها على الرئيس عبد الفتاح السيسى لإقامة القاعدة وقدمت وعودًا كبيرة سواء اقتصادية أو تسليحية، وتنوعت اقتراحاتها ما بين استخدام دورى مؤقت لإدارة مشتركة للقاعدة، أو استخدام دورى مؤقت، أو تأجير تحت سقف زمنى محدد، وكان كل ذلك يواجه بالرفض من جانب الرئيس السيسى حتى وقت قريب. وفجأة صفع السيسى الولايات المتحدة الأمريكية الصفعة الأكبر فى تاريخها ، وقام ببناء قاعدة برنيس " الربة المنقذة" على ارض مصر .

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد اتخذ قرارا جريئا ببناء القاعدة بتمويل مصرى وسواعد مصرية لتكون نقطة انطلاق استراتيجية لمصر، ولتتمكن القوات المسلحة المصرية من خلالها في تنفيذ كافة المهام التي توكل إليها على الاتجاه الاستراتيجى الجنوبى، وتكون مرتكزاً لانطلاق الجيش المصرى لتنفيذ أى مهام توكل إليه بنجاح، وبما يعزز التصنيف العالمى له بين مختلف الجيوش العالمية. تحيا مصر..تحيا مصر.. تحيا مصر