جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 01:01 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أسماء علاء الدين تكتب : اعذريه عنده « البريود »

الكاتبة
الكاتبة

خلافًا للرجال الحقيقيين المنشغلين بحكم حيثياتهم ابدأ حديثي‎ ‎عن فئة من الرجال (يحيضون) بعض الأيام!

‏ترتبط الفتاة بهذا النوع فتجده في البداية جميلًا ناعمًا معسول اللسان، أفعاله محسوبة، يغرقها بالاهتمام ‏والحب، يبرز محاسنها، ويجعلها تطمئن له، أيضًا يوهمها بالثقة فيحكي لها مايريده من حياته -التي لا تهم ‏أحد في الكون غيرك يا ساذجة- فتتعاطف هي الأخرى معه، وتبدأ رحلته في نفخها كبالون كبير يطير في ‏الهواء بأمر منه، وهكذا عدة شهور تزيد وتنقص حسب استجابة الفتاة للوقوع في المصيدة وحسب قابليتها ‏للدور الأنثوي الأكثر شيوعًا بفعل التنشئة الاجتماعية -دور الأم الضحية- وما إن تقع في الفخ حتى تبدأ ‏فترة (الحيض الرجالي)‏‎.. ‎

يغيب الذكر من يومها الأول فتشعر هي بغصة في حلقها، وتتسارع الأفكار إلى ‏ذهنها لتستقر عند فكرتها البائسة (أكيد مشغول- أو حصل له حاجة- يالهوي حصل له حاجة!! لازم اتطمن ‏عليه)‏‎ ‎على الجانب الآخر يستلم هذا الذكر رسالتها بكل ترحيب دون استجابة أو بكل ملل دون استجابة ‏أيضًا، وهكذا أيامًا تمر وهو ينظر للبالونة التي ملأها (بالهوى) الزائف وهي تهبط أمامه من خوف الفقد، ‏وقبل أن تسقط على أرض الواقع يعود من غيبته، ويستدرجها مرة أخرى بطرق مختلفة يعلمها جيدًا هذا ‏النوع من الذكور (كنت مشغول اوي.. معلش مضغوط.. مكتئب بقالي فترة.. انتي عارفة مبحبش التواصل ‏وباتغير عشانك.. بحب العزلة كل فترة..) وهكذا تستمر الدائرة، تغلق وتفتح بأمر منه، وبالتزامن تستمر ‏الفتاة في الحفاظ على صورتها المثالية في عينيه التي أوهمها بها، بل تدخل في مرحلة جديدة من الإيذاء ‏النفسي وهي أن تسعى بكل جهدها أن تثبت له أنها جديرة به، وأنها تستطيع تحمله واستيعابه، فتتزايد ‏فترات الغياب، وعليه تزدات الفتاة احتراقًا ينير "الايجو" الخاص به، إلى أن (تفرقع) البالونة من الضغط ‏ودخان الاحتراق، فينتقل إلى أخرى ويبدأ معها من جديد إلى أن (يحيض) مرة أخرى.. والسؤال هنا.. هل ‏هذا (المؤذي) هو من يتحمل كل اللوم وحده؟ وللحديث بقية‎.‎