جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 04:28 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«مفيدة عبد الرحمن»… أول محامية مصرية «17 عام من العمل النيابي» وزوجة ناجحة وأم لـ9 أبناء

مفيدة عبد الرحمن
مفيدة عبد الرحمن

مفيدة عبد الرحمن عملت علي تشجيع دخول المرأة لميدان العمل ومشاركتها في الحياة العامة.

مفيدة عبد الرحمن أحد الشخصيات المصرية التي يجب علي المجتمع ان يحتفي بها ، ويُعلم شخصيتها للأجيال ، وذلك كونها نموذجاً ناجحاً ، وحتي يتعلم منها الأجيال كيف استطاعت ان تجمع بين نجاحها في عملها ، والتزامها النيابي ، بجانب نجاحها كزوجة ورعايتها لأبنائها .

ولدت مفيدة عبد الرحمن في الـ20 من يناير من عام 1914، وتوفيت في عام 2002 عن عمر يناهز الـ88 عاماً ، وتزوجت من محمد عبد اللطيف وكتبت قصة نجاح أصبحت نموذجاً .

دخلت مفيدة عبد الرحمن مدرسة داخلية للبنات وهي في سن الخامسة، وكانت مشرفات المدرسة بريطانيات مما ساعدها في تعلم النظام والترتيب الصارم حلمت بدراسة الطب مثل أختها الدكتورة توحيدة عبد الرحمن، لكنها تزوجت قبل امتحانات البكالوريا من محمد عبد اللطيف الكاتب الإسلامي وتاجر المصاحف، وظلت في المنزل حتى أنجبت ابنها الأول، تقول عن نفسها أنها تزوجت وهي لا تعرف كيف تسلق بيضة وأصبحت سيدة بيت بعد فترة تعد موائد كاملة.

زوجها كان محبًا للعلم فعرض عليها العودة للدراسة واقترح دراسة الحقوق فوافقت قررت الالتحاق بمدرسة الحقوق الفرنسية، فوفر لها زوجها مدرس للغة الفرنسية قبل أن الدخول للجامعة، لكن بعد فترة قررت وزوجها دراسة الحقوق بالعربية ورفض عميد كلية الحقوق الإذن لها بدخول الكلية بعد علمه أنها متزوجة وأصر على مقابلة زوجها لمعرفة موافقته وبالفعل عضدها زوجها لتستطيع مفيدة الالتحاق بالكلية.

دخلت الكلية وهي أم لابنها الأكبر عادل، وتخرجت منها وهي أم لخمسة أبناء عام 1935 عملت في البداية بوظيفة حكومية براتب قدره 9 جنيهات، ثم عملت في المحاماة لتصبح أول محامية مصرية، وبعدما حصلت على أول حكم بالبراءة لموكلها استطاعت أن تحقق شهرة واسعة وظل الناس يطلبونها بالاسم، وكانت تذهب للمحكمة وهي حامل حتى قبل الولادة بأيام ، لها من الأبناء 9 ، سبع أولاد وبنتان ، كانت أول سيدة تشغل منصب عضو بمجلس إدارة بنك عام 1962.

مفيدة عبد الرحمن أول محامية في مصر ، تخرجت من جامعة فؤاد الأول ، وأول من تخرج من كلية الحقوق ، هذا بجانب كونها ناشطة وعضوه في عدة منظمات ونائبة بالبرلمان لأكثر من 17 عامًا ، وفي الوقت نفسه كانت زوجة ناجحة وأما لـ9 أبناء.

كانت القضية الأولى التي ترافعت فيها «عبدالرحمن» هي قضية قتل خطأ، عندما نجحت في إقناع رئيسها في العمل بقدرتها على تولى القضية، فأعطاها الفرصة، وكسبت القضية، وذاع صيتها كمحامية بارعة فأسست مكتب محاماة خاص بعد عدة أعوام.

اشتركت «عبدالرحمن» كعضو في لجنة لإجراء تعديلات على لائحة قوانين الأحوال الشخصية في الستينيات، وتشجيع دخول المرأة لميدان العمل ومشاركتها في الحياة العامة.

مفيدة عبد الرحمن واحدة ممن يقترن اسمهن بالرائدات، كانت دائمًا رمزًا لنضال المرأة المصرية من أجل حقوقها، وواحدة ممن فتحن السبيل أمام النساء لإكمال ما بدأته.

ترأست الاتحاد الدولى للمحاميات والقانونيات بالقاهرة بعد جهودها داخل المحاكم العسكرية كاول امرأة في هذا الاتجاه ، تعاملت مع الأمم المتحدة في قضايا تخص المرأة وتنظيم الأسرة، وأنشأت على إثرها العديد من مكاتب توجيه الأسرة وبيوت المطالبات المغتربات ، شغلت عضوية مجلس نقابة المحامين ودربت العشرات منهم أبناؤها وحفيدها ، كانت رئيسة جمعية نساء الإسلام منذ عام 1960 وحتى 2002 ، تقاعدت عن العمل عندما بلغت الثمانين من عمرها، واستمر زواجها أكثر من 70 عامًا .