الثلاثاء 19 مارس 2024 09:29 صـ 9 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
”الجنايني” .. في ذمة الله قطع المياه اليوم عن قرية ميت ابو خالد بميت غمر للقيام بتنفيذ اعمال ربط لخط محطة المياة المرشحة الجديدة الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية توجه نصائح وتعليمات هامة للمواطنين حال سقوط الأمطار والطقس السيئ محافظ المنيا يهنئ السيدة الفائزة بلقب الأم المثالية لهذا العام حجم كبير جدا للندوات التوعوية الصحية عن شهر فبراير بصحة دمياط تعرف على حالة البحر في ظل حالة الطقس اليوم الثلاثاء إستمرار متابعة محافظ الفيوم لرفع آثار الطقس السيئ تكريم وكيل وزارة التربية والتعليم لأبنائه الطلاب الفائزين فى مسابقة ابن سينا المنصورة بيطرى الغربية يستعد لتنفيد الحملة القومية لتحصين المواشى السكرتير العام يعقد اجتماعًا لدفع العمل بالمشروعات القومية الجاري تنفيذها على أرض محافظة البحيرة نائب محافظ البحيرة تتفقد مستشفي رشيد المركزى وأعمال الرصف وإصلاح الهبوط الأرضي بشوارع رشيد خصم 3 أيام من الراتب للمدير المناوب لمستشفي القنايات ..تعرف علي التفاصيل

المنيا .. و إشكالية مواجهة مع الطائفية

ايريني سعيد
ايريني سعيد


دلالات مؤسفة يكشف عنها الرصد المبدئى لأزمات المنيا الطائفية ، و أقربها أزمة منشأة الزعفرانة و التى اشتعلت على إثر تجمهر أكثر من ألف متشدد أمام كنيسة القرية ، اعتراضا على ممارسة الأقباط لطقوسهم الروحية ، وذلك أثناء إقامة الصلوات ، مرددين العبارات و الهتافات المعادية ، و لأننا اعتادنا التركيز على القضية فى حد ذاتها سواء كانت غلق كنيسة ، هجمة متشددين ، أو سطو مسلح من قبل إرهابيين، إلا أن الدسم كله يظهر فى الرتوش البسيطة و التى نحسبها على هامش الفعاليات ، تبدو غير جوهرية ولكنها أساس التأكيد و نواة البرهان ، تجلت هذه المرة فى مشاهد مفجعة أبرزها ترحيل كاهن الكنيسة " أبونا " على سيارة ربع نقل خصصت لنقل المواشى _فى مشهد تعجز كلمة مهين عن وصفه _ وسط عبارات ساخرة و انتقادات بذيئة و الأصعب بل و الأكثر قساوة هو تهليل و زغاريد النساء ، نعم فرحة عارمة غمرت البلدة ! ، و كأنها تمكنت من طرد عدو أو مستعمر ، و ليس شريك في الوطن له نفس الحقوق و عليه نفس الواجبات _ على فرض تطبيق مبدأ المواطنة فى المنيا _ .

المنيا و البعيدة عن العاصمة مسافة تقدر بأكثر من 240 كيلو متراً !، البلد صاحب الباع و التاريخ من الطائفية ، فترات وجيزة جدا هى من تفصل أحداثها الطائفية من بعضها ، لا يعترف متشدديها بوجود قانون أو حتى هيبة للدولة ، و فى تذكرة بالعصور الأولى ، تملك المنيا عددا من الكنائس لا ترفع عليها صلبان و لاقباب أو حتى جرس ، تُركت أزماتها منذ زمن ، و حينما عولجت استخدمت المسكنات و الجلسات العرفية ، تفاقمت و أصبحت أكثر تعقيدا ، ظلت المنيا على حالها ، ظل أقباطها بين متشدد كاره للتعايش و بين إرهابى نافر من الإنسانية ، حتى حينما سعوا للبحث عن الأسباب و التى أوصلت المنيا إلى هذا الحد من الطائفية ، عجزوا بل و حادوا عن وضع الأمور فى نصابها الصحيح ، تركوا المتشددين و صانعى الفتن ، تواطئوا مع المعتدين ، و الأدهى الترويج الإعلامى و البعيد تماماً عن المهنية ، و فيه تعمدوا الإسادة للقيادات الروحية ، و كأنها من حرضت المتطرفين ! ، من القيادة الروحية بالمنيا ؟ " الأنبا مكاريوس " _ أسقف عام المنيا و أبوقرقاص _ ، الرجل و الذى وقف عاجزا أمام أبنائه لا يملك سوى الصلاة و التضرعات ، الرجل الذى ترك المطرانية المشيدة بقلب المدينة ، و ترجل بين القرى و النجوع يصلى فى الخيام و الخلاء ! ، فيما أخطأ الأنبا مكاريوس ؟! .

بحسب تقرير أعدته المبادرة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تم رصد سبع وسبعين حالة توتر وعنف طائفي، بمختلف مراكز محافظة المنيا، منذ الخامس والعشرين من يناير 2011، منها عشرة منذ يناير 2016، بخلاف حالات العنف والاعتداءات على الكنائس والمباني الدينية والمدارس والجمعيات الأهلية والممتلكات الخاصة التي تعرض لها الأقباط خلال الفترة من 14 إلى 17 أغسطس 2013، عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة.

بديهيا ثمة سؤال يطرح نفسه ، يتكرر مع كل حادثة ، من المسئول عما يجرى بالمنيا ؟! ، محافظ تخاذل عن آداء دوره ؟! ، جهاز بعينه امتنع عن تنفيذ القانون ؟! ، أم مسئول يملك السيطرة على الأمر و لكنه تراجع بل و تواطئ مع المتشددين ؟! ، أم ثقاقات طالما تجذرت و رسَخت لطائفية واضحة ؟! .
تواجه المنيا إشكالية مختلفة ، أصبحت معضلة وتطلبت البحث و الدراسات من أجل الوقوف على الأسباب و وضع الحلول ، بالرغم من كونها تقليدية ، إلا أنها تعد نوعاً خاصاً ، أقرب إلى السهل الممتنع ، بكل بساطة و فى طائفية واضحة ، مجموعة من المتطرفين اعتادوا التربص بالأقباط ، و بكل بساطة و من الممكن جدا السيطرة عليهم و تطبيق القانون ، و لأن الأمر و القانون بعيداً عن التطبيق و التنفيذ ، أصبح السهل الممتنع ، و الأدهى أن تجد هولاء المتطرفين ، و قد نصبوا أنفسهم من أجل تطبيق القانون ، اعتلوا مكان الدولة و مؤسساتها ، يحاسبون الأقباط لمجرد أنهم مارسوا طقوسهم الروحية، فى مكان غير مرخص لإقامة الصلوات ، أكثر من 160 عاما على الخط الهمايونى ! _ مجموعة من القوانين صدرت إبان الحكم العثمانى لمصر و أهم بنودها لا ترخص أو تبنى أو ترمم كنيسة إلا بعد موافقة السلطان _ ، ألم تعد كافية من أجل أن يمارس الأقباط طقوسهم و صلواتهم ؟! ، حُرموا خلالها من أبسط و أهم حقوقهم ، و هو الحق فى الصلاة ، استُخدموا فيها و وظُفت قضاياهم سياسيا تارة من أجل تعقبهم ، و تارة من أجل مغازلة أطياف دينية و سياسية نعلمها جميعا ، ثم أين الأقباط و حقوقهم فى ممارسة العبادة من المادة 64 و التى يقرها الدستور ، و تنص على " حرية الاعتقاد مطلقة وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون " .
قبل تغيير الثقافات تحتاج المنيا السيطرة الأمنية ، و الضرب بعصا من حديد ، و وقتها ستجد الثقافة تغيرت من تلقاء نفسها ، أما الغوغائية فلن تتكرر ، طبق القانون ، طبقه على الأقباط قبل المتشددين ، لكن خذ فى اعتباراتك قبل تنفيذه بحق الأقباط ، أين يلتقون خالقهم ، و كيف ؟! ،

ماذا ينقصنا من أجل حسم الأمر و السيطرة عليه؟! ، لا سيما بعد الإرادة السياسية الحالية بقيادة الرئيس السيسى ، و التى ضربت لنا أروع الأمثلة على التعايش و قبول الآخر ، و أقربها و خلال الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ، و افتتاح أكبر كنيسة بالشرق و معها مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة .
[email protected]