جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 04:14 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حرية رهف

أثيرت الأسبوع الماضي قضية الفتاة السعودية رهف التي هربت من أسرتها بحجة التعنيف الذي وقع عليها والبحث عن الحرية المفقودة للإناث في المجتمعات العربية عامة والخليجية خاصة .

من المعلوم أن رهف لم تكن الفتاة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تقرر الهرب من أسرتها لتلتحق بالمجتمعات الغربية المنفتحة ذات الحرية المفقودة في مجتمعاتنا حسب وصفهن ، إلا أن قضية رهف أثيرت إعلاميا ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي بسبب محاولات حثيثة من قبل أسرتها للإمساك بها وإعادتها مرة أخرى لكنفها ، بدأت من خلال التواصل بداية مع شركة الخطوط الجوية الكويتية ومن ثم السلطات التايلندية .

وقد كان لقطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية فيما بين تايلند وبين المملكة العربية السعودية أن جعل تايلند تستغل هذه القضية وتثيرها إعلاميا ورفضها القاطع بإعادة الفتاة مرة أخرى للكويت من خلال ذات الطائرة الكويتية التي أقلتها إلى بانكوك ، وحرصت على تحويل الفتاة إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تايلند نكاية في السعودية مما زاد من تفاقم المشكلة التي كان بالإمكان حلها بوسائل تقليدية ودية بسيطة إلا إن تعنت السلطات التايلندية مستغلة خلافها مع المملكة العربية السعودية منع كل الحلول الممكنة .

ومن جانب آخر دخلت دولة أخرى على الخط نكاية أيضا في المملكة العربية السعودية بسبب قطعها علاقاتها معها ألا وهي كندا التي رحبت فوراً باستقبال رهف ، مما أدى لمغادرتها إلى مطار بيرسون الدولي في تورونتو قادمة من تايلاند وذلك بعد أن منحتها السلطات الكندية حق اللجوء السياسي ، ولدى وصولها كانت في استقبالها وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند بنفسها في المطار وأدلت بتصريحات صحفية تحدثت فيها عن رهف واصفة إياها بالمواطنة الكندية الجديدة الشجاعة ، في الوقت الذي ينتظر فيه الآلاف من العرب على مدى سنوات طويلة منحهم حق اللجوء في كندا دون جدوى .

من المعلوم أن اللجوء السياسي وفقاً للقانون الدولي هو الحماية التي توفرها الدولة لمواطن أجنبي ضد دولته الأصلية، ولا يعتبر هذا الحق إجبارياً لتحقيقه في حالة المطالبة به، أي أنّ للدولة الحق في الموافقة عليه أو رفضه ، أما في قضية رهف فهو خلاف بينها وبين أسرتها ولا علاقة للملكة العربية السعودية بها سوى أن رهف تتمتع بجنسيتها ولاحظ الجميع أن السعودية لم تستخدم قنواتها الدبلوماسية في هذه القضية ولم تتدخل فيها ، فأين الحماية التي ستقدمها كندا لرهف ضد دولتها السعودية حسب تعريف حق اللجوء السياسي ؟! .

كيف بدأت رهف باستخدام حريتها التي كانت تبحث عنها وأدى لهروبها ؟! كانت البداية بكأس نبيذ على متن الطائرة المقلة لها لكندا ثم تلتها قطعة من لحم الخنزير في أحد المطاعم الكندية وذلك حسب تغريداتها المصورة على حسابها في برنامج التواصل الاجتماعي " تويتر " .

هل هذه هي الحرية المفقودة التي كانت تبحث عنها رهف التي من الواضح أنها فتاة غير متعلمة ولا تجيد حتى أساسيات اللغة الإنجليزية ؟!

هذه الفتاة ستعاني لاحقاً بعد ابتعاد الأضواء عنها في ظل مخصصات شهرية لا تكاد تسد الرمق في بلد يعاني من الغلاء الفاحش وضرائب باهظة مع عدم وجود تكافل اجتماعي أسوة لما هو قائم في السعودية مع ترابط أسري تحصل فيه الفتاة على متطلباتها دون عناء يذكر أسوة بالفتاة في الغرب التي يجب عليها أن تعمل لساعات طويلة من أجل توفير كافة احتياجاتها .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل