جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 08:13 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«واشنطن بوست »السعودية تمتلك مصنعا سريا لإنتاج الصواريخ الباليستية

بن سلمان وبوتين
بن سلمان وبوتين

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا تتساءل فيه عن إمكانية امتلاك السعودية مصنعا سريا لإنتاج صواريخ باليستية.

ويكشف التقرير، عن وجود مصنع للصواريخ الباليستية، لافتا إلى أن الصور وتصريحات المسؤولين في المجال الدفاع تطرح أسئلة حول طموحات المملكة العسكرية والنووية في ظل ولي العهد البالغ من العمر 33 عاما.

وتذكر واشنطن بوست أن إذا تم تشغيل المصنع حيث رصد في قاعدة الوطح في جنوب غرب البلاد، فإنه سيفتح المجال أمام السعودية لإنتاج صواريخها الباليستية، بشكل يغذي سباق تسلح مع إيران، وهي المنافسة الرئيسية لها في المنطقة.

ويفيد التقرير بأن السعودية لا تملك في الوقت الحالي سلاحا نوويا، لذلك فإن أي صاروخ ينتج في المصنع سيظل سلاحا تقليديا، مستدركا بأن وجود المصنع سيشكل مكونا حيويا في أي برنامج نووي سعودي مستقبلا، ويعطي المملكة نظريا القدرة على إنتاج الرؤوس النووية المناسبة.

وتنقل الصحيفة عن الخبير في شؤون السلاح النووي في معهد "ميدلبري للدراسات الدولية" في مونتيري في كاليفورنيا، جيفري لويس، قولهإن إمكانية بناء السعودية لصواريخ طويلة المدى، ومحاولة الحصول على سلاح نووي، نتخيل أنهم غير قادرين على هذا، وربما أسأنا تقدير رغبتهم وقدراتهم.

وينوه التقرير إلى أن لويس وزملاءه كشفوا عن المصنع عندما كانوا يحللون صورا فضائية من المنطقة، وقام خبيران آخران في الصواريخ بتحليل الصور الفضائية لصحيفة واشنطن بوست، وهما مايكل إيلمان من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية، وجوزيف أس بيرموديز حي آر من المركز ذاته، لافتا إلى أنهما وافقا على أن الصور الفضائية عالية الجودة في موقع الوطح تكشف عن آلة لصناعة المقذوفات الصاروخية باستخدام وقود صلب.

وتفيد الصحيفة بإنه فيما إن كان المصنع قد أكمل، أو أنه أصبح ذا قدرة على تصنيع الصواريخ، ومهما يكن فإن المجمع الصناعي، الذي تشير الصور إلى أنه أنشئ في منتصف عام 2013 وعندما كان الملك سلمان وزيرا للدفاع، يعكس رغبة البلد في الحصول على صواريخ متقدمة بعد سنوات من محاولة استيرادها من الخارج.

ويلفت التقرير إلى أن متحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن رفضت التعليق على ما ورد في التقرير والصور الفضائية، أو تقديم معلومات عن طبيعة المنشأة في قاعدة الصواريخ، كما رفضت وزارة الدفاع الأمريكية التعليق أيضا.

وتشير الصحيفة إلى أن الأخبار عن وجود منشأة للصواريخ تأتي في وقت تواجه فيه المملكة منعطفا حرجا، فقد تبنت سياسة هجومية في ظل ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، الذي حذر في برنامج ستون دقيقة على شبكة "إي بي أس" من تطوير بلاده السلاح النووي في حال حصلت إيران على القنبلة النووية، لافتة إلى أن ولي العهد تولى وزارة الدفاع عام 2015، أي بعد وصول والده إلى العرش السعودي.

ويلفت التقرير إلى أن السعودية تتفاوض مع الولايات المتحدة لتوقيع صفقة تسمح لها ببناء مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة للأغراض السلمية، إلا أن إصرار المملكة على تخصيب اليورانيوم محليا أدى إلى تنامي مخاوف الولايات المتحدة التي باتت تشك في أن المفاعل لا يهدف للأغراض المدنية فقط، بل ليكون غطاء للأهداف العسكرية أيضا، مشيرا إلى أن مقتل الصحفي خاشقجي في أكتوبر 2018 في تركيا أدى إلى تصلب في مواقف الكونجرس بشأن المفاعل النووي.

وتضيف الصحيفة أن مقامرة السعودية لإنتاج صواريخ باليستية منطقية في ضوء ما تقوم به الجارة الإيرانية من تطوير برامجها للصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى إسرائيل التي تملك برامج نووية وباليستية متطورة، ولو توقفت إيران عن الالتزام ببنود الاتفاقية النووية التي خرجت منها إدارة دونالد ترامب العام الماضي فإنها ستكون قادرة على تطوير رؤوس نووية في أقل من عام، بحسب ما يقول الخبراء.

وتختم واشنطن بوست تقريرها بقولها أن الولايات المتحدة قررت الخروج من الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015 لاعتراضها على عدم وجود بنود لم تشملها وتجعل من إيران خطرا، لافتا إلى أنه في حال طورت السعودية صواريخها الباليستية فإنها ستكون قادرة على مقاربة التطور الإيراني وما تعمل عليه إيران من سنوات بشكل سمح لها بتزويد المتمردين الحوثيين بالصواريخ الباليستية، التي قاموا بتوجيهها ضد المدن السعودية في أكثر من مرة.