جريدة الديار
الثلاثاء 23 أبريل 2024 12:07 مـ 14 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مُسلسل ”إغتصاب الأطفال” وماذا بعد ذلك؟!! علّام: تدهور الحالة الإقتصادية تؤدي إلى انتشار الظاهرة

الطفلة زينة
الطفلة زينة

غلاب: إهمال الأسرة وتدّني المستوى الديني والأخلاقي أهم أسباب إغتصاب الأطفال

من منِّا لا يعشق تلك المرحلة ويشتاق إليها وإلى ذكرياتها، المرحلة التي تكونت فيها شخصية كل إنسان وعلى أساسها أكمل البعض حياته فالطفولة هي أجمل مرحلة في حياة الإنسان، يتمتع فيها الطفل بنقاؤه وصفاؤه وبراءة إبتسامته، وفيها يكتشف البيئة المُحيطة به، ولكن ماذا لو كانت تلك البيئة تسلب منه أبسط حقوقه وتستغل تلك البراءة والنقاء؟!.

تلك الجرائم التي اهتزت لها الأبدان ودمعت لها القلوب قبل الأجفان، وثارت من أجلها كل منظمات الطفل والإنسان، وصارت في حينها حديث الرأي العام، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة جرائم إغصاب الأطفال وهتك أغراضهم يختلف الضحايا والفاعلون ولكن الجرح واحد.

من لم يسمع عن الطفلة زينة ذات الخمسة أعوام التي كانت تسكن مع عائلتها في أحد أحياء مدينة بور سعيد خرجت زينة من شقة أُسرتها التي تتواجد بالطابق الثامن لتلعب مع إبن الجيران، وفي أثناء عودتها إلى أسرتها وجدها إبن حارس العقار الذي كان يتربص لها وأخذها وتوجه بها إلى الطابق ال11 أعلى السطح، حيث كان في انتظاره صديقه الذي يسكن في نفس العقار، واتفق الإثنان على اغتصابها، وأثناء تجريدها من ملابسها قاومتهما بأظافرها ليقوما بحملها وإلقائها من أعلى السطح في المنور.

وبعد اكتشاف الجريمة والعثور على الطفلة وهي تُصارع الموت داخل منور العمارة ذهبت زينة لتُقابل ربها بعد رُبع ساعة من نقلها إلى المُستشفى.

وفي قرية "أديش الحجر" التي تبعد سوى عدة كيلومترات عن مدينة المنصورة كانت الطفلة صاحبة ال8 سنوات عائدة من مدرستها برفقة شقيقها الذي يكبرها بعام واحد فقط، قام ثلاثة شُبان بالإعتداء بالضرب على الطفل فيما قاموا بوضع الطفلة في "توك توك" وأخذوها بعيداً إلى إحدى المناطق المهجورة خارج القرية ولكن الطفلة لم تتوقف عن الصراخ مما جعل خاطفيها يعتدون عليها بالضرب في عدة أماكن من جسدها، كما هددوها بوضع سكين على رقبتها وأجبروها على خلع ملابسها وتمزيق الملابس الداخلية لها وحاولوا الإعتداء عليها جنسياً بالقوة.

"ملابس البنات هي التي تُثيرنا وتُحرك غرائزنا" ذلك المُبرر الذي تسمعه تلقائياً من كل مُتحرش ومُعتدي، ولكن ما الذي يُثير في طفلة ترتدي البامبرز؟!.

كانت الطفلة "جنا" التي لم تبلغ عامها الثاني تلعب أمام منزلها في وجود جِدتها التي تُعاني من ضعف شديد في البصر، بينما قام "ابراهيم . م . أ" 35 سنة عامل ومُقيم بنفس قرية الطفلة بحملها واتجه بها إلى أحد الأماكن المهجورة بالقرية وقام بالإعتداء عليها جنسياً باستخدام يده مما أدى إلى جرح قطعي في غِشاء البكارة ونزيف حاد في المهبل مما جعل الطفلة تخضع للعمليات الجراحية والوضع تحت الإشراف الطبي.

كثيراً ما يُصاحب القتل جريمة الإغتصاب وهذا ما حدث مع هُدى صاحبة الأربع سنوات من مركز مغاغة بالمنيا عندما شاهدها "رجب . ع" 20 عاماً وهي جالسة بمفردها بجوار أحد المنازل المهجورة، فأوهمها باللعب مع إبنة أحد أقاربه واستدرجها إلى داخل المنزل، ثم قام بالتعدي عليها جنسياً وقتلها.

ومن "عروس الصعيد" ننتقل إلى "عروس البحر المتوسط" حيث وُجدت طفلة 4 سنوات مُلقاة عارية بشارع مكة بالعجمي الإسكندرية بعد أن تم اغتصابها وقتلها على يد سائق "توك توك" ولم تقتصر جرائم الإغتصاب والإعتداء الجنسي فقط على الإناث ولكن هناك أيضاً جرائم تمت ضد ذكور، ولكن ما الذي دفع هؤلاء الأشخاص للتجرد من إنسانيتهم ورتكاب مثل تلك الأفعال؟!!

يذكر الدكتور أحمد علَّام خبير العلاقات الأُسرية أن تدهور الحالة الإقتصادية لبعض الأشخاص يدفعهم لارتكاب تلك الجرائم كالسرقة والإغتصاي والقتل.

وأضاف أن للبطالة عامل كبير في انتشار ظاهرة إغتصاب الأطفال وان اغلب المُعتدين يكونون مرضى نفسياً أو مُجرمون بالطبيعة.

وأشار علَّام ان عملية الإفتتاح التكنولوجي والقنوات الفضائية يجعلون الأشخاص زيادة للرغبة الجنسية بسبب ان بعض المواد التي تُقدم تدل على أُمور غير طيبة إلى جانب المشاهد الإباحية التي تُعرض.

وأضاف أيضاً أن الجاني ربما لا يستطيع التعدي على الكبار لذلك يلجأ لاغتصاب الأطفال لضعفهم وفي بعض الأحيان يقوم بقتل الضحية خوفاً من افتضضاح أمره.

قالت "عائشة حمادي" ناشطة موريتانية وأحد المُدافعين عن حقوق الإناث: نسبة مرض "البوديفليا" وهو مرض الميول الجنسي نحو الأطفال قد تزايدت في الفترة الأخيرة نظراً لتستر المجتمع على المُصابين به وضحاياه على حد سواء خوفاً من الفضيحة ولعدة أسباب أخرى، والتستر على أشياء مثل هذه لا يزيد الوضع إلا سوءاً وتعقيداً، فغياب القوانين الرادعة لمُغتصبي الأطفال يُساعد على انتشارها.

وأضافت إنني أُلاحظ أحياناً أن الأطفال الذين تعرضوا للإغتصاب أو التحرش واستمرت حياتهم دون علاج نفسي يُصابون بهذا المرض في مرحلة مُعينة.

واختتمت حمادي ان الأطباء حتى إلى الآن لم يكتشفوا علاجاً لهذا المرض - حسب عِلمي - وانه يُمكن محاولة علاجه بأن يخضع الأطفال لدروس في الثقافة الجنسية الصحيحة كما ضرورة الحديث عن كل ما يتعرضون له من ممارسات جنسية بشعة.

قال المُستشار "محمود غلاب" المحامي بالإستئناف العالي ومجلس الدولة ان تدني المُستوى الأخلاقي والديني وإهمال الأسرة في تربية النشئ، أيضاً المخدرات التي تجعل صاحبها مُغيباً لا يُدرك ما يفعله من أكبر العوامل التي تُساعد على انتشار تلك الظاهرة.

وأضاف أن الحُكم في تلك القضايا يختلف من حيث المحاكم التي تنظر القضايا ومن حيث عُمر الجاني، فإذا كان المُعتدي دون السن فإنه يُحول إلى محكمة جنايات الأحداث وتكون أقصى عقوبة هي الأشغال الشاقة
بينما إذا كان الجاني بلغ السن القانونية فقد تصل العقوبة إلى الإعدام حيث كانت أقصى عقوبة سابقاً هي الأشغال الشاقة ولكن المُشرع المصري وبعد انتشار تلك الظاهرة شدّد العقوبة لتصل إلى الإعدام إذا اقترنت الجريمة بجرائم أخرى حرصاً للقضاء على تلك الظاهرة.

وأشار غلاب أن لرجال الدين دور هام للتوعية والحد من تلك الظاهرة كما أن الإعلام يجب عليه نشر القيم الأخلاقية.