”السجائر المقلدة” ... سرطان يواجه سرطان!!

مختصون: مخاطرها تواجه المدخنين أكثر من عشرين ضعف السجائر التي تنتج في المصانع .. والداخلية أحبطت الكثير من عمليات تهريب السجائر المقلدة ومجهولة المصدر !!

تتنشر ظاهرة إنتشار السجائر المقلدة ومجهولة المصدر، التي تعد من المخاطر التي تواجه المدخنين اكثر من عشرين ضعف من السجائر التي تنتج في المصانع باستخدام المواد المتعارف عليها في صناعات التبغ وذلك لاستخدام تلك الأماكن مكونات رخيصة وكيميائية في التصنيع وبأردء أنواع التبغ الذي ترفضه الشركات لاحتوائه علي نسب عالية من مادتي سيانيد الهيدروجين والزرنيخ فتقوم تلك الأماكن المصنعة للسجائر المقلدة ومجهولة المصدر بشرائه ليدير عليها مكسب هائل ولا يقف الأمر عند هذا الحد فقط، ولكن أيضا يضر الصناعة التي تدير للدولة المليارات سنويا أيضا سواء داخليا او خارجيا فنسبة تجارة السجائر المهربة تصل إلى حوالى 12% من حجم سوق السجائر في مصر حسب ما صدر عن مصلحة الجمارك المصرية .

وقد تم إحباط الكثير من عمليات تهريب السجائر المقلدة ومجهولة المصدر كما تم ضبط كميات مهولة داخل القطر المصري ايضا ومعظمها لعبوات كليوباترا وبوكس التابعة لشركة الشرقية للدخان "إيسترن كومباني" التي تكبدها تلك المنتجات مليارات سنويا.
الا ان الأمر لم يقف عند هذا الحد فعلي سبيل المثال كانت الشرقية للدخان "إيسترن كومباني" تسيطر علي 49% من السوق الليبي وذلك حسب تصريحات سابقة لمحمد هارون رئيس مجلس ادارة شركة الشرقية للدخان الا ان عمليات التهريب قلصت حصتها كثيرا امام منافستها شركة ليبرتي إف زد إي التي تدعي حصولها علي رخصة انتاج سجائر كليوباترا في الجبل الأسود ولكن الحقيقة انها فقط تقوم بتقليد العبوة وتصديرها الي ليبيا واحيانا الي مصر في ظل تشابه تلك العبوة مع نظيرتها التي تنتجها الشرقية للدخان وأيضا عليا لاصقة خالصة الضريبة ورقم الإقلاع عن التدخين داخل مصر ومدون عليها صنع في مصر ، الأمر الذي لا يضر فقط الشركة ولكن يضر الخزانة العامة للدولة التي تمتلك 55% من أسهم الشركة الشرقية للدخان "إيسترن كومباني" ويمتلك اتحاد العاملين بالشركة نحو 5.8% من الأسهم والباقي مطروح للتداول في البورصة المصرية بحسب قوائم الشركة المالية والتي تخضع لمراقبة الجهاز المركزي للمحاسبات، الجهاز الرقابي الأعلى في مصر.
وتمثل الشركة موردًا رئيسيًا من موارد خزينة الدولة المصرية إذ أسهمت في الموازنة العامة لعام 2017/2018 بـ56 مليار جنيه وهو المبلغ الذي يشمل حصة الدولة في الأرباح والضرائب والرسوم الجمركية بحسب تقرير مجلس إدارة الشركة المرسل للبورصة.

وعندما قامت السلطات اليونانية بضبط أكثر من 50 مليون سيجارة تحمل العلامة التجارية المصرية الشهيرة كليوباترا مكتوب عليها صنع في مصر علي سفينة قادمه من جمهورية الجبل الاسود متجهة الي ليبيا واخري محملة بــ11 حاوية بها 146 طن بنفس المواصفات وتسلك نفس المسار وكلا الشحنتين كانت شركة ليبرتي إف زد إي كمصدر والمستورد شركة تشاركية الليبو ومقرها طبرق في دولة ليبيا.

وفي ذلك الوقت كانت إدارة شركة الشرقية للدخان تكتفي بالمطالبة بإعدام شحنات السجائر المضبوطة دون اتخاذ الإجراءات المطلوبة ومقاضاة الشركات المصنِعة كانت تلك الشركات تُخطط وتختار خطواتها الجديدة للتوسّع في عمليات الانتاج.

فبعد ضبط شحنة سجائر كليوباترا المتجهة إلى ليبيا بالموانئ اليونانية في مارس 2015 من إنتاج شركة ليبرتي إف زد إي تبين من المستندات أن ليبرتي كانت تنفذ هذه العملية لصالح شركة أخرى تسمى ملفينكو إس إيه مسجلة في دولة ليختنشتاين وهي إحدى الملاذات الضريبية إذ سجلت شركة ملفينكو العلامة التجارية كوين كليوباترا كملكية خاصة بها باليونان في يوليو 2015 فاليونان تقع على خط السير الملاحي للسفن التي تحمل شحنات سجائر كليوباترا المزيفة من دولة التصنيع جمهورية الجبل الأسود في طريقها إلى دولة التصدير ليبيا،وبذلك تؤمن الشركة شحناتها ضد أي محاولة مستقبلية لضبطها سبق ذلك تسجيل الشركة 3 علامات تجارية أخرى هي كليوباترا ملفينكو وكليوباترا سوبر ستار وكليوباترا جولدن كينج في اليونان منتصف 2013.

ووصل الأمر ان العديد من الشركات التي تتخذ البانيا والجبل الاسود وفيتنام مقر لتصنيع العلامة التجارية كليوباترا الي تسجيلها ونسبها لهم في ظل تقاعس الشركة المصرية للدخان إيسترن كومباني عن حماية العلامة التجارية الخاصة بها ليصل الأمر للصراع بين شركات أوروبية على حق العلامة واستمرار هذه الشركات في التوسع بعمليات الإنتاج وزيادة حجمه وإيصاله إلى عدد أكبر من المستهلكين لتصل الخسارة السنوية للدولة المصرية ما يقرب من مليارات جنية وذلك حسب بيانات الجهاز المركزي للمحاسبات.

ومن جانبه صرح مصدر مسئول طلب عدم ذكر إسمه، بشركة الشرقية للدخان، للديار ان الشركة بالفعل قامت سابقا بتسجيل العلامة التجارية كليوبترا كينج دوليا بالمنظمة الدولية للملكية الفكرية بعدد ٩ علامات لعائلة كليوبترا وكذلك هناك تسجيل اقليمي ل١٠ علامات كليوباترا في ١٥٥ دوله بعضها مازال يستكمل اجراءات اما بخصوص الشركات التي تقلد المنتج وقامت بالتسجيل في عدد من الدول قمنا برفع ٣ دعاوي في كل دولة لإلغاء التسجيل تلك العلامات ومازالت القضايا قائمة.

وأضاف المصدر ان أسباب تأخر الشركة في إتخاذ الاجراءات هو استهانة القائمين بالشركات التي تقوم بالتقليد والاعتقاد في البداية انهم عصابات تهريب ليس شركات تقوم علي ذلك الوضع ليفاجئوا بالنهاية بالقيام العديد من الشركات بتسجيل العلامة التجارية داخل اليونان ومالطا باعتبارهم بخط سير السفن التي تنقل السجائر المقلدة الي ليبيا وغيرها .