جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 10:31 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الكاتبة أسماء علاء الدين في حوار صريح لـ«الديار»: نكتب لمحاولة التعايش مع الآخرين.. والحب يجعل الفرد يرى الحياة بشكل مختلف

أسماء علاءالدين
أسماء علاءالدين

في اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ودورته الخمسين يصدر للكاتبة الشابة أسماء علاء الدين رواية جديدة بعنوان الحيوان، وفي لقاءها مع جريدة الديار كان الحوار كالتالي:

- بداية..كيف كانت بداياتك في عالم الرواية؟

منذ صغري وأنا أكتب الخواطر واليوميات وبعد ذلك كتبت قصص قصيرة ثم كتبت أول رواية في الثانوية ونشرتها بعد كتابتها بشهور ما شعورك عند قبولك في اتحاد كتاب مصر كأصغر الأعضاء سنًا؟ اتصل بي نائب رئيس الاتحاد يبارك لي على عضوية الاتحاد وهو منبهرًا بسني، كنت سعيدة لأني وصلت لأحد الخطوات التي أسعى لها، ولكن طموحاتي دائمًا أعلى مما أصل إليه

-ماذا تعني لكِ الكتابة ولماذا يشتكي المبدع دائمًا من ألمٍ يعانيه أثناء كتابته؟

دائمًا ما أقول أننا نكتب لمحاولة التعايش مع الآخرين بعدة أشكال، بجانب أني أصف الكتابة بأنها هي الاغتصاب الفكري الذي يحدث في أذهاننا، ولا نستطيع مقاومته فنستمتع به على الورق، والشخصيات التي تتصارع في أذهان الكاتب، والأبطال الذين يحملهم بداخله من دوافع ورغبات ومشاكل واهتمامات تخلق حالة من "الدوشة" تجعله يتمنى أن يعيش في حالة من الهدوء وأعتقد أن هذه هي المعاناة التي يعانيها كل مبدع، فالمؤلف الحق لا يملك سبيل للراحة أو أن يقرر أن يعتزل الكتابة فهو فعل قهري للتخلص من ضغط ما في رأسه.

-ماذا عن سر اسم روايتك الجديدة الحيوان؟

التناقض وليس لدي اجابة اخري افضل من قراءة الرواية ما الذي يجعلك منعزلة عن حضور ندوات ومناقشات زملائك في الوسط، وما سر اختفاءك وعزوفك عن اقامة ندوات او حفلات توقيع لأعمالك؟ لا أشعر بالانتماء إلا لقلمي، الصداقات المزيفة لا أحبها، والمعرفة السطحية أفضل لي من قرب مزيف أو لمصلحة ما، أما عن الندوات فبسبب انشغالي.

-أليس الا الأعمال التي تقدميها تحمل أسماء مختلفة وأفكار تواجه المجتمع وتتمرد عليه، هل هذا سبب لكِ مشاكل مع الآخرين؟

أقول دائمًا بأن كل مؤثر هو في البداية متمرد، وقلت لك مسبقًا أن الفكرة تدفعني بشكل قهري لكتابتها وطرحها بشكل ما، لم أندم على عمل قدمته حتى مع الهجوم ولن أندم عما أكتبه، وأسعى دائمًا لارضاء قلمي لا ارضاء الاخرين.

-هل هناك من يشجعك دوما على الكتابة؟

الأفكار في رأسي هي التي تشجعني أن اطرحها على الورق.

- أخبرتينا أنك تنهي عمل جديد، فماذا عنه؟

هي رواية كالعادة نفسية ولكن من نوع آخر، تناقش قضية حساسة وطالما تمنيت أن أطرحها وها قد حان الوقت وسمح لي القلم.

- هل بحكم عملك في المجال النفسي تكتبين في هذا النوع من الروايات؟

الاجابة على هذا السؤال ليست عندي لكن دعني أخبرك أني أزعم بأني أتمكن من الحديث عن نفسيات الآخرين، وتحمل دوافعهم، والإحساس بهم، والتقمص حسب رغباتهم، فأشعر أن القلم يطاوعني في سرد شخص بداخلي بكل ما فيه دون تنسيق أو ترتيب، واحتواء شخصية معينة بكل تفاصيلها هي نعمة من الله ازعم أنها عندي قبل أن تكون دراسة أو عمل..ولكن احتمال ان يكون انصاتي الى مخاوف الاخرين والامهم ساعد في تطور عمق الشخصيات.

- يقولون أن الكاتب في صراع دائم مع المجتمع فمن وجهه نظرك كيف يكون هذا الصراع؟

الكاتب في النهاية هو إنسان مبدع هذا يعني أنه يقع بين السواء واللاسواء، وهذا أول سبب للصراع أن الاخرين لن يهضموه كشخص سوي، ولن يرحموه بدافع أنه غير سوي، أما السبب الثاني والرئيسي أنني أشعر أن الأنا الأعلى للكاتب(أي الانتساب للمجتمع بقيمه وأخلاقياته) ضعيف وهذا ما يحوله في نظر العامة إلى شخص منحل أو غير ملتزم بالقوانين والأعراف.

منذ أيام كتبتِ على صفحتك " في حضرة حديث أسماء عن الحب يجب الصمت" فماذا يعني الحب بالنسبة لكِ وما حال الحب في بلدنا؟

الحب بالنسبة لي حالة تجعل الفرد يرى الحياة بشكل مختلف تمامًا هذا بالنسبة لي أهم علاماته، أما عن الحب في بلدنا ف الحب موجود في كل مكان وإن كان هذا المناخ لا يتحمل سعادة الحب وانتشاء المحبين إلا أن ذلك لا يعني عدمه، الحب في بداخلنا ونحمله للأماكن حيث كنا.

-نريد أن تأخذينا إلى حياتك الخاصة، أسماء الأنثي التي لا تتخطي الأربعة والعشرين، ماذا عن حياتها ؟

أنا مؤمنة بأن أسماء الكاتبة لا تنفصل عن أسماء الأنثى كلاهما شخص يحاول التعايش مع الآخرين بدون أذي، ويحاول أن يسرق من عمره لحظات ممتعة ويوثق أفكاره، أحب الليل وأنجز الكثير في الليل عن الحياة الروتينية في النهار من الذهاب إلى الجامعة والمستشفى، أنا شخص اجتماعي ومحب للحياة وأقدر الاخرين ولكني أعشق اللحظات التي أشعر فيها أني وحدي وتكون هذه اللحظات في الليل غالبًا.

وماذا عن أسماء التي لايعرفها إلا أسماء؟

أنا انسانة تلقائية للغاية والجزء الغامض مني يكتشفه القريب من قلبي يومًا بعد يوم .

كتبتِ في أحد رواياتك نصيحة" لا تتزوج كاتبة" فلماذا كانت نصيحتك بهذه القسوة على الكاتبات وعلى نفسك أوًلا؟

بعدما أخبرتك بكل الضغوط التي يعانيها الكاتب وأنه في محاولة دائمة للتخلص من أفكار ملحة باستمرار تلاحقه في حياته اليومية ويسعى أن يهنأ ببعض لحظاته، أظن أن الإجابة على هذا السؤال بسيطة، أنه ما الكاتبة إلا إمرأة حالمة،إحساسها الأنثوي متضاعف، تعيش في خيالها بين شخوص رسمتهم بنفسها ويأبى عقلها استيعاب ذلك، لتصطدم كل فترة أنها موهومة بأبطال على ورق، فهي دائمًا تعيش في حالة درامية مبالغ فيها ولن يكفيها إلا شخص ترسمه بنفسها، هذا بجانب عدم تحمل معظم الرجال إمرأة مثل هذه، كنت أعني نصيحتي تمامًا.

- هل هناك بطل في أحد رواياتك هو رجل أحلامك؟

ربما في الرواية القادمة وربما لا، لكن الأهم أن أبطال الكتب والأحلام غالبًا لن يكونوا واقعًا ملموسًا وإن كان هناك شبيهًا فهي لعبة القدر، وأتمنى أن ألتقي بكل بطل رسمته يومًا.

- البعض يتهمك بالخفة والجنون والولع بنفسك لدرجة النرجسية فماذا كان ردك؟ لا اؤمن ان هناك مبدع غير مجنون يطير من واقعه لأرضه الخصبة_الخيال_ أما عن الولع بنفسي فأنا لا انكر حبي وانتمائي لنفسي أولًا ولذلك أعرف أعطي جيدًا وأساعد الآخرين ولا سيما ان مجالي وعملي كمعالجة نفسيه يحتاج لشخص يتقبل نفسه ويقدرها لكي يستطيع تقبل وتقدير الآخرين .

-النرجسية جزء من شخصية أغلب الكتاب والمفكرين ولكنها ليست الا حد الاضطراب هل هناك من يدعمك داخل الأسرة أو خارجها؟

داخل الأسرة أبي قبل الزواج وبعده لا يفوته أن يقرأ خبر أو يشاهد برنامج أكون ضيفة فيه ولا يمل من قوله "انتي هتبقي حاجة كبيرة اوي اما تكبري" وأمي أيضًا تراني دومًا في مكانة عالية وتدعك هذا بداخلي وأخيرًا زوجي هو الرجل الوحيد الذي شعرت بالأمان معه ويحرص على دعمي .

- قبل أن ننهي حوارنا نود أن نعرف بماذا تطمح أسماء علاء الدين؟

للأفضل دائمًا وأتمنى أن أكون عند حسن ظني بقلمي وعند حسن ظن الآخرين بي