جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 05:03 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

القتل لغة الحوار في الأسرة المصرية

القتل بين الأسرة
القتل بين الأسرة

انتشرت في الآونة الأخيرة وخاصة من بعد ثورة يناير ظاهرة في غاية الخطورة وتهدد بقوة معاني الرحمة والتدين الذي يعتبران هما الصورة المثالية التي تعتبر سمة المجتمعات العربيه والإسلامية بأنها الأكثر عموما في سلوكيات المجتمع. فتبنيت ظاهرة القتل سواء قتل زوجات أزواجهم أو قتل الأزواج زوجاتهن.

فما الذي سيخطر في بالكم عندما تسمعون ان رجلا قتل زوجته او علي العكس امرأة قتلت زوجها واشعلت فيه النار، فما الدافع وراء تلك الجرائم الي تثير تساؤلات حولها وتثير فضولا لدي الجميع;مالذي دفعهم بارتكاب أكبر جرم حرمه الله وحرمه القانون. فأصبح المجتمع في غيامة من الجرائم التي تنفر السمع وتوحش بها القلب وتثير الغضب وتؤذي النفس وتشعل الخوف في النفوس فعندما ننظر الي هؤلاء المجرمين نجدُهم او نجدُهن أناس في كامل قواهم العقليه ويتعايشون في وسط مجتمع يسوده التدين وروابط اجتماعيه يعرف بها منذ آلاف السنين.

قالت أحدهن" للديار" وصوتها يحمل نبرات من اليأس والانتصار المزعزم أو الندم، فتتضارب مشاعرها المتخبطة تُزيد من أنين صوتها معبرة عما بداخلها قائلة " انا مش عارفة عملت كدا ازاي وكل مشاكلنا مشاكل بسبب الفلوس وقلة الشغل والشرب ويقوم زهقان عليا وايده تتمد عليا ليل ونهار كل يوم من دا زهقت وتعبت ولحد ما قررت في مرة اني هرمي عليه" جركن التنر" وهولع فيه بس آخرتي هتبقي السجن أو الشنق".

وتروي أحدهن أيضا أنها فعلت ذلك دون وعي وكثرة الخلافات هي التي دفعتها لذلك وغيرهن يروين قصصهن التي تحمل في طياتها عوامل تعبر عن عدم التوافق وعدم الرضي بالحال وسوء الأخلاق التي تهدد من انهيار العلاقه الزوجيه مما يدفعهن إلي ارتكاب جرائم دون وعي وتُلقي بهم إلي مصيرٍ مجهول.

وهناك من تحرق زوجها بسبب باسورد هاتفه المحمول فهذه أسباب واهية ولكن ترجع أسبابها إلي وجود تراكمات سابقة جعلتها تُقدم علي إرتكابِ جُرمٍ مثل هذا.

فما الذي يعتقدونه الأزواج تجاه زوجاتهن ان يفعلن حين يرفضون إعطائهن كلمة سر الهاتف او بما يسمي في وسطنا الباسورد ظناً منهم انهم سيلتزمن الصمت والخضوع.

طلبت الهام من زوجها كلمة سر هاتفه المحمول حين كان يصلح بلاطات سطح منزلهما فرفض واشتد الجدال بينهما ونازعا بعضهما البعض وقام الزوج بضربها فإذا بها تسكب عليه علبة بنزين في بيتها مشعلة فيه النار.
جاء ذلك وفقا لما ذكرته وسائل إعلام محلية اندونيسية وادلي شاهد عيان للصحفين انه قد توجه الي مكان الحادث مشاهدا نيران مشتعلة في جسد الزوج وبذل كل ما في وسعه لاخمادها.

وعلي الفور تم نقل الزوج الي المستشفي وخضع للعلاج مرتين لكن دون جدوي في معالجته حيث كانت حروقه بالغة الشدة وخاصة في الجزء العلوي من جسمه.

وتوفي الزوج بعد يومين من محاولات الأطباء لإنقاذ حياته.
واعتقلت الهام بعد وفاته وتم التحفظ عليها بإندونيسيا، ولكن لم يعرف ما نوع التهمة وما سيكون الدافع لديها لتوجه التهمة لها بعد فتح الشرطه ملف التحقيق معها.

فعندما نمعن قليلا في رواياتهم سنجد ان طريقة القتل واحده وتعبر عن ما بداخلهم من قهر مما جعلهم يقتلون بابشع وسيلة وهي الحرق.
فالدافع ليس سببه مع سبق الاصرار ولكن الدافع سببه هو عدم الوعي وقسوة الحياة وانعدام الثقافة وماهية الإنسان الحقيقية.

وأكد دكتور جمال فرويز استاذ علم الاجتماع بجامعه القاهرة، ان الأسباب الرئيسية لدفع هؤلاء علي ارتكاب جرائمهم هو الانحدار الثقافي والأخلاقي الذي اغتال الثقافة العامة فضلا عن انحدار القيم الدينية وانحدار العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة، فمن دواعي الأسف ان تقابل ملتحيا ذو اخلاق سيئة وفكر متحجر ذو عقلية متعصبة.

وشدد فرويز بأهمية غرز القيم مُحذراً من ظاهرة غياب الوعي للابوة وماهية غرز مشاعر الابوة والامومة تجاه أبنائهم.

وقال إن من أسباب ارتكاب تلك الجرائم، ترجع الي رغبات جنسية ومادية ونفسية، وحذّر من الاهتمام الزايد بها وتسليط ضوء كاميرات الإعلام والفضائيات التي تتداولها كنوع من الشو الإعلامي كما يقول البعض مبررا انه كل ما زاد الحديث عنها إعلاميا أو من خلال مسلسلات وأفلام المقاولات ستزداد لأنه وللأسف نحن شعب لايمتلك الوعي والثقافة الكافية للفهم التي تعم فيه ثقافة التقليد.

واشاد فرويز بضرورة التفات الدولة إلى دعم التغير الثقافي الذي انحدر من أواخر السبعينات وفترة الثمانينات إلى وقتنا هذا متخوفا أن يزداد إلي الاسوأ. مشيدا بدعم الحكومة لدورها في السعي دائما علي عملية التغيير الثقافي والمجتمعي والذي لابد وان نتكاتف معه إعلاميا وصحفيا في نشر الوعي الدائم بأهمية تغيير الثقافة العامة للمجتمع.