جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 09:55 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: «هيكل» .. الإنصراف الأخير

أحمد اسلام
أحمد اسلام

كان بارعا في انتقاء كلماته بليغا لابعد مدى وذاك بحكم زخم السنين لشخصية استثنائية في تاريخ الصحافة المصرية عاش عمرا مديدا عاصر خلالها مصر الملكية الملك فؤاد والملك فاروق ثم مرحلةالجمهورية من الرئيس محمد نجيب وحتي الرئيس عبد الفتاح السيسي.

محمد حسنين هيكل المولود 23 سبتمبر 1923 يلقي ربه 17 فبراير 2016 بعد توهج لازمه حتي النهاية وقد كان بارعا حتي في صياغة مانشيت ما بعد الرحيل، حيث أوصي بوضع تسجيل لصوت الشيخ محمد رفعت في غرفته حال الوفاة وأن يشيع من مسجد الحسين قبل أن يواري الثري في مقبرته التي تحمل لافتة عليها عبارة دار العودة.

الإنصراف الأخير للأستاذ محمد حسنين هيكل في الرابعة والتسعين من العمر نهاية بيد القدر لكاتب ترك الكثير والكثير من التجارب من خلال محطات رحلته الصحفية وقد كان ذهاب الضابط جمال عبد الناصر الي، مكتبه في مؤسسة اخبار اليوم، عام 1951 وقت أن كان يترأس مجلة أخر ساعة للحصول علي نسخة من كتاب «إيران فوق بركان» بداية لصداقة غير مسبوقة إمتدت طوال تسعة عشر عاما عنوانها الصحفي والرئيس ومحصلتها اقتران بمرحلة غيرت وجه مصر .

«هيكل» في المشهد السياسي مستشاراً للرئيس عبد الناصر قريبا منه حتي النهاية رافضا منصب الوزير متمسكا بمقعد رئيس تحرير الأهرام وكان تعيبنه وزيرا للإرشاد القومي في سنوات حكم الرئيس عبد الناصر الأخيرة دون إرادته بحسب تصريحاته وقد أصر وقتها أن يظل رئيسا لتحرير الأهرام وكانت صداقته بالرئيس عبد الناصر تسمح!.

«هيكل» كان داعما للرئيس السادات في بداية حكمه في مواجهة مراكز القوى والمسمي من هيكل إلي أن أقاله الرئيس السادات أول فبراير 1974 من منصب رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير الأهرام قرين قرار بتعيينه مساعدا لرئيس الجمهورية وهو ما رفضه هيكل لتنتهي علاقته بالرئيس السادات وانتهي الأمر باعتقاله في 5 سبتمبر 1981 وعقب اغتيال الرئيس السادات تم الإفراج عنه وقد كتب بعدها كتابه الشهير خريف الغضب.

هيكل الصحفي الأوحد بحسب اللقب الذي لازمه خلال حكم الرئيس عبد الناصر بعيدا عن أي منصب رسمي وقد كان ذلك سببا في تفرغه، لتأليف الكتب التي حققتت رواجا إلي أن كتب مقاله الشهير الذي نشرته الأهرام تحت عنوان الاستئذان في الانصراف وقد سرد فيه، حيثيات الابتعاد ولكنه لم يفعلها وقد عاود الظهور متحدثا في الفضائيات وقد تعرض لتضييق من نظام الرئيس مبارك إلي أن تعاقد مع فضائية الجزيرة ليظهر فيها متحدثا يجتر الماضي في توثيق تليفزيوني أحدث ضجّة وقتها. هيكل في المشهد الإعلامي بعد 25 يناير 2011 وقد ظل، حتي بدايات عهد الرئيس السيسي إلي أن داهمه المرض ليلقي ربه في17 فبراير 2016 إيذانا بالإنصراف الأخير.