جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 12:12 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«عادل مرزوق» يكتب: أنت فى سطور من تكون ؟ تعرف على ذاتك كإنسان

عادل مرزوق
عادل مرزوق

من خبرتى البسيطة فى مجال التدريب والإستشارات، إستطعت بعد محاولات عدة ومازلت أحاول، فمن منا وصل لكمال الوعى !! وإن إدعى شخصاً ما كمال الوعى وتمام الحكمة والإدراك، فإنه وللأسف لم يعى ولم يدرك نقص الوعى لديه وإدراكه. فإنى أرى من خلال ما تثنى لى من وعى، أن الإنسان الكائن الحى، الذي ننتمى له سويا أنا وأنت ما هو إلا ......

كائن يشعر

كائن معير

كائن نفعى يحتاج

كائن مفكر

كائن إستهلاكى،

كائن يؤثر ويتأثر ..

كائن يشعر ..

تحكمه المشاعر والأحاسيس والعواطف، منها ما هو إيجابى كالحب والأمان والسعادة والإمتنان والمودة والألفة و غيرها من المشاعر الإيجابية، ومنها ما هو سلبي كالكراهية والخوف والإكتئاب والإنكار والغربة والوحدة و غيرها من المشاعر السلبية.

كائن معبر، يسعى دوما للتعبير عما بداخله من مشاعر وأفكار، إما لغرض التعبير وفقط عن تلك المشاعر، أو لغرض الوصول لتحقيق تلك المشاعر؛ كالوصول لتقدير الذات أو تقدير الأخرين .. فمثلا أوقات يعبر عن مشاعر الحب تجاه الأخر .. وأوقات أخرى يعبر ليكسب حب الآخر ويعبر له الآخر عن حبه له.

كائن نفعى يحتاج، ولأن الغرائز تلعب دورا كبيرا فى تشكيل طبيعته، فهو دوما فى حالة إحتياج دائم، فهو منذ ولادته؛ إحتاج لثدى أمه للرضاعة، وهو بطبيعته نفعى لا يقدر ظروف الأخر، فكان يصرخ ويعوى لتحقيق وتلبية احتياجاته .. وبالطبع الإحتياجات كثيرة منها ما هو فسيولوجى؛ كالمأكل والمشرب والكساء والأمن والتكاثر والجنس. ومنها ما هو سيكولوجى نفسي؛ كالحب والتقدير والأمان والاحترام والثقة والتفرد والتميز والانجاز والحرية وإثبات الذات وغيرها من الإحتياجات النفسية التي لا تقل أهمية عن الفسيولوجية العضوية. ولأنه نفعى ..

لا يريد سوا تلبية إحتياجاته ولكن المفاجأة أن أقرانه من البشر أيضا لديهم نفس الرغبة فى تلبية احتياجاتهم. وقتها؛ أدرك البعض أنه من الضرورى أنه يجب ان أعطى كما على أن أخذ ..وأصر البعض الأخر أن يأخذ فقط دون أن يعطى للأخر، وتنازل البعض عن حقه فى الأخذ وصار يعطى بلا حساب.

كائن مفكر، تسيطر عليه الأفكار والمعتقدات والقناعات والتصورات، فهو يفكر ويحلل ما حدث .. ماذا حدث؟ ومن السبب؟ وكيف حدث ؟ ولماذا حدث؟، يفكر من أنا ؟ وماذا اريد ؟ وكيف أصل ؟ تتحكم فيه التساؤلات والاستنتاجات والتحليلات والتفسيرات والتوقعات. وبالطبع منهم من يحركه التفكير في اتجاهات إيجابية، نحو تحمل المسؤولية والبحث عن الحلول والتفكير بمرونة فيما هو قادم .. ومنهم من يحركه التفكير السلبى .. نحو اللوم والندم والحسرة والألم وإلقاء الملامة على الأخرين والتفسير العقيم الأسباب والتوابع، والحزن والأسي على ما فات، والقلق علي ما هو آت.

كائن استهلاكى؛ تعود منذ نعومة أظافره على الاستهلاك .. فكم من سلعة إستهلاكية يستهلكها البشر كل يوم بل كل دقيقة، فيكد ويتعب ليشترى ويستهلك. ولكن ليتها وقفت على حد استهلاك السلع،بل إنها صارت سمة يتصف بها جنس البشر؛ فتراه يستهلك وقته ومشاعره وأفكاره وماله وعلاقاته. ولكن البعض كان على وعيا كافيا فصار يستثمر وقته ومشاعره وأفكاره وماله وعلاقاته، فصار بين الإستهلاك والاستثمار تدور دوائره.

كائن ويؤثر ويتأثر؛ فهو فى سعى حثيث كى يؤثر فى الأخرين، بالإيجاب تارة وبالسلب تارة أخرى، يؤثر ليثبت وجوده، يؤثر لكى لا يشعر بالغربة فما قرىت أن أخوض فيه؛ فأنتم معى لست وحدى، صار يؤثر كى يشار عليه بالبنان. أو يؤثر لتحقيق معنى أو هدف أو رسالة، وايضا هو نفسه ككائن حى يتأثر فمنهم من يتأثر بسرعة البرق حبا فى التغيير وهروبا من النمطية، ومنهم من يتأخر كى يتأثر ، ولكن الكل يتأثر وبدرجات وعلى مراحل؛ فكم من وسيلة أو أداة تأثر بها جموع البشر، تحت عنوان العقل الحمعى، ومنها الوسيلة التى بين أيدينا حاليا من هاتف نقال بل ووسائل التواصل الإجتماعي التى لولا هى ما قرأت هذا المقال.