جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 04:56 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد فياض يكتب: خَزَّان إدلب.الأسدوحرب المخابرات

تثبت الأحداث كل يوم في الميدان السوري مدى الغباء السياسي الذي إحتكرته الإدارة الأمريكية لنفسها.وينزع الجيش العربي السوري كل الأغطية البالية المهترئة التي إلتحفت بها عواصم الرجعية العربية.وصَوَّبَ الأسد رصاصاته على مؤَخّرات منتدى جمعية تحالف أجهزة الإستخبارات التي تحالفت ونَسَّقَت فيما بينها لإسقاط الجيش العربي السوري وسورية والأسد خلال عدة أسابيع فقاومت سورية وانتصرت لعشر سنين.طاولة القمار السياسي التي وضعت عليها المخابرات المركزية خارطة الجغرافيا العربية السورية وجمعت نُظَراءها لاقتسام الجمهورية العربية السورية ووضع الألوان على كل شطر منها بعد الإتفاق على الإقتسام..وبعد رحيل الأسد.

نسف الجيش العربي السوري الطاولة ومن إلتفُوا حولها.ولقنهم الرئيس السوري دروساً ستتدارسها أجيالهم في عواصمهم.كيف استطاع الرئيس الشاب أن يهزم كل أجهزة المخابرات التي خططت ودربت ومولت وأدَارَ جنرالاتها الحرب الكونية التي اشتركت فيها مرتزقة أكثر من مائة دولة وتم فتح الإعتمادات المالية من دون حساب أو أسقف وجُنِّدَت للحرب القذرة هذه أكثر من ثلاثة آلاف وسيط إعلامي.وأعلنت عنواناً واحداً وحيداً...هو لابد من رحيل الأسد.

لم يكن الأسد شخصاً أو مجرد رئيساً للجمهورية العربية السورية..بل كان وسيظل هو قائد المشروع المناهض.والذي لن يمر المشروع الصهيوأمريكي بخارطة السايكسبيكو الثانية إلا على جثة المشروع المقاوم.ولن يتحقق وعد بلفور بإقامة الوطن القومي لليهود إلاّ إذا رحل الأسد وسقط الجيش العربي السوري وتمزقت سورية وتم التحضير النهائي والإعدادات الكبرى ذهاباً إلى المعركة الأخيرة من الحرب.مع جناحي الجيش العربي الثاني والثالث في مصر.

يسجل التاريخ أن الدكتور بشار الأسد أجاد اللعبة باحتراف ضد كل أدوات الحرب الكونية الموجهة ضد بلاده.

إن الجيش العربي السوري الذي طوال سنوات الحرب كان يذهب إلى منطقة ليحررها ثم وقبيل التحرير وربما أثناء إحتدام المعارك يقرر المايسترو أن ينسحب ويُغيّر وجهته.وفق إستيراتيجيات المناطق وموقع كل منطقة ليس على الجغرافيا الميدانية فحسب.بل وعلى الخرائط المُجَهّزة للضغط بها على الطاولة.

كان ولازال القائد ينقل قطع الشطرنج بإرادته وبعبقرية عسكرية فذة معطياً للجندي والقادة في الميدان قدرة على الحسم..وفي اللحظة التي تُمَكِّن الدكتور بشار الجعفري من ممارسة الدبلوماسية الصلبة والناعمة وبسخرية من كل ممثلي الحكومات والأنظمة الداعمة للإرهاب والمُشَغِّلة لأدواته.

يعطيهم دروساً في الدبلوماسية والسياسة والإعلام.يسخر من مواقف بلادهم ومواقفهم المُتقزِّمة..

والأسد ومن خلال بسالة الجيش العربي السوري في الميدان يفك فوراً الطوق عن المناطق الاستيراتيجية التي في كثيرٍ من جولات جنيف كان إستمرار تطويقها أو إحتلالها بفعل الأدوات الإرهابية يُضعِف الممثل الرسمي للدولة..وقبيل إطلاق إشارة البدء..وبعد تناغم الترتيبات بين لقطاء مايسمونهم بممثلي المعارضات وأجهزة الإستخبارات التي تُناغِم أداءها المخابرات المركزية..يتمكن المايسترو الدكتور الشاب وجنوده البواسل من قلب المشهد الميداني لصالح دمشق وإحداث الصدمة لدى الطرف الآخر في جنيف.

وتكرر تحرير المناطق وتركها والذهاب ميدانياً إلى مناطق أخرى من الجغرافيا..مثل تدمر.والقنيطرة وحمص وحماة..وإدلب.

واعتمدت الدولة السورية قواعد جديدة لممارسة فنون القتال وإدارة الأزمة.ولم ينتبه لا الخونة والعملاء ولا المرتزقة ولا البيت الأبيض ولاحتى لندن وباريس وبرلين..ولا تل أبيب.ناهينا عن عواصم الرجعية العربية فهذه لاتفكر بل يفكر لها غيرها وتأتيها الأوامر..لم يَدُر بخلد أولئك أن الرئيس السوري ذاهب إلى تجميع كل أوساخ الأدوات الإرهابية من كل الجغرافيا وكبسهم في إدلب.

وقد هللت واشنطن وبالتالي أدواتها الإرهابية وأجهزتها المخابراتية العميلة الفاشلة لانسحاب الجيش العربي من إدلب في غضون العام 2015.

جميعهم لم يتوقع أن الأسد يجمع شملهم في جغرافيا واحدة..هناك في الزاوية.في الشمال في إدلب.

أكثر من مائة فصيل إرهابي لاينتمون جميعاً إلى كفيل واحد..سواء كان هذا الكفيل من فريق الطبقة الأولى في واشنطن أو واحدة من عواصم أوروبا.او حتى إلى تل أبيب.

أو كان الكفيل من فريق الطبقة الثانية المُؤتَمِرة بأوامر الأولى.

لم ينتبه أحد من كل هؤلاء أن إرادة الأسد وهو يحدد للإرهابيين وجهتهم .إما البقاء وقتالهم وقتلهم المؤكد وفق ظروف الحال.وإما المصالحات أو ركوب الباصات الخضراء.. وإلى إدلب.

هناك في إدلب تصدر الفتاوي التكفيرية فيما بين الأدوات الإرهابية..هناك الخلل الطبقي في إطار الوظيفة والموقع من قيادة الفريق الإرهابي..بل وموقع كل فريق من الٱخر من حيث حجم الأموال والتباينات الكبيرة من حيث الولاءات الكبرى والصغرى..ولاءات الفرق الإرهابية إلى واشنطن تختلف عنها إلى الرياض تختلف عنها إلى أنقرة والتي تختلف عن مثيلاتها إلى الدوحة.

حالة من الإقتتال البيني وضعهم فيها الرئيس الأسد ودون أن يتوقعوا المصيدة التي كبسهم فيها لتتحول بهم إدلب إلى خَزَّان جمع فيه كل النفايات والأوساخ التي دنست المناطق في الجغرافيا السورية..لم يضع بشار الأسد هذه العصابات لتجربة..بل ليقين أن حالات التخلّي من عواصم واستخبارات المشروع عن منظماتهم الإرهابية في الميدان سوف تحدث.. وأن خزائن التمويلات سوف يتفاوت إستمرار إنفاقها وتمويلها لحرب تم التخطيط لإنجاز نتائجها في عدة أسابيع وتستمر لعشر سنوات.

كل هذا سيحدث ويخلق كل مبررات الإقتتال البيني في إدلب.

أراد الأسد هذه النتيجة وأعلن في العام 2012على شعبه أن سورية ستنتصر وأن هذه الحرب الكونية ستستمر عشرة سنوات..ولم تدرك أيضاً إستخبارات لابن جوريون ولا بن جورج واشنطن.. وأتباعهم.

وقد بنى بشار الأسد هذه النتيجة على معطيات عدة منها أن فريق العدو سوف يفتر إلتزامه لسبب صمود الجيش العربي ومحور المقاومة.وأن الإنقسام الدولي الذي استطاع الحصول عليه الرئيس السوري لدعم قضيته وشعبه وأرضه..

لعدالتها ..

والأهم من كل المعطيات أن الجيش العربي السوري يحارب على أرضه دفاعاً عن وطنه فلديه كل أسباب الإنتصار أو الإستشهاد دونه.

وأن البيئة الشعبية التي تنتج المدد لاتنضب..على خلاف المرتزقة سواء كانوا أفرادا أو تنظيمات أو حتى قادة ورؤساء دول إقليمية ودولية..كبرى أو صغرى.

فضلاً عن حالة التناغم بين أطراف أصحاب القضية..محور المقاومة.

الجيش العربي السوري والقوات الرديفة وقوات حزب الله والدعم اللامحدود من طهران.

ويقابل ذلك تشظي فريق المؤامرة لتباين حاجاتهم في المنطقة ومصالحهم المهددة وخيباتهم الكبرى في هزائم متلاحقة وسريعة ومستمرة لأدواتهم في الميدان وفي كل الجغرافيا السورية..

وكارثة تخزينهم في إدلب وتساقطهم المروع والذي يرسل رسائل الفشل النهائي للمشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة.

سيحرر الأسد إدلب ويندحر كل اللاعبين الإقليميين للتخلي الدولي عنهم وإن بقيت أطماع أردوغان سيسحقها جيشنا العربي السوري دون رحمة..وسمع العالم ومعه الشعب التركي ردة فعل الخليفة الواهم على أسر الجيش السوري لعدد من ضباطه في إدلب.

وكان تصريحه: سوف أخبر الله بما حدث.

سيُطْبِق الجيش العربي السوري في أسرع مما يتوقع فريق المؤامرة على خزَّان إدلب والقضاء نهائياً على كل ماكبسه فيه الأسد من جرزان.

وليس أمام العواصم الأوروبية. والرجعية العربية

إلاّ الإنتقال إلى مابعد التخلي عن المطالبة برحيل الأسد..وستذهب إلى دمشق بحثاً عن ثمةمصالح مشتركة

..ويقف الجميع طويلاً أمام خزَّان إدلب..والحرب التي كسبها الأسد مع أجهزة المخابرات