جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 08:07 صـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: «ذكري اغتيال يوسف السباعي»

أحمد سلام
أحمد سلام

تأتي الذكري الأليمة التي تؤرخ لجريمة نكراء نفذتها جماعة فلسطينية من القتلة الذين صوبوا أسلحتهم نحو قامة مصرية بينما يحضر مؤتمرا في قبرص وكان من الأولي أن تكون هذه العملية في الأرض المحتلة في سبيل تحرير فلسطين واقصاها الرهين.

اكتب عن ذكري إغتيال يوسف السباعي وزير الثقافة المصري رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام الأديب والمفكر الكبير علي يدجماعة إرهابية فلسطينية هي جماعة أبو نضال وقد وقعت الجريمة في قبرص التي سافر إليها السباعي لحضور مؤتمر منظمة التضامن الأسيوية وكان ذلك في 18 فبراير 1978.

إقتحم القتلة مقر الفندق الذي ينعقد فيه مؤتمر منظمة التضامن الأفروأسيوي ليطلقوا النار علي «يوسف السباعي» ليلقي ربه في الحال تزامنا مع أخذ أعضاء المؤتمر كرهائن بغية الفرار لخارج قبرص بعد عملية الإغتيال الآثمة.

سبب الاغتيال هو سفر يوسف السباعي مع الرئيس السادات في زيارته للقدس نوفمبر 1977 وقد سافر بصفته رئيسا لتحرير جريدة الأهرام.

كانت غضبة مصر كبيرة حيث تم تشييع جنازة يوسف السباعي في اليوم التالي في جنازة رسمية وشعبية مهيبة وكانت مصر تحتفي وقتها بالمولد النبوي الشريف.

كان رد فعل الرئيس السادات إرسال طائرة مصرية علي متنها قوات من رجال الصاعقة لإطلاق سراح الرهائن في مطار «لارناكا» بقبرص وما إن وطأت الطائرة أرض المطار قيل بأنها تحمل وزيرا مصريا للتفاوض لإطلاق سراح الرهائن ولكن ماحدث هو أن قوات الصاعقة المصرية قد نزلت لتحرير الرهائن لتنشأ معركة حربية علي أرض المطار بين قوات الصاعقة المصرية والقوات القبرصية أسفرت عن تدمير الطائرة العسكرية المصرية وقتل 15 من رجال الصاعقة المصريين وجرح على ما يزيد على 80 مصابًا من الطرفين، وتم القبض على من تبقى من قوات الصاعقة المصرية.

إنتهي الأمر إلي فرار القتلة بالرهائن لخارج قبرص قبل أن يعودوا إليها مرة ثانية وكانت غضبة القاهرة شديدة، حيث قرر الرئيس السادات قطع العلاقات الدبلوماسية مع قبرص ولاحقا تم إطلاق سراح الرهائن ومحاكمة القتلة في قبرص بعد إستسلامهم وقد أوفدت مصر وقتها أحد رجال القضاء لمتابعة المحاكمات وهو المستشار عدلي حسين المحافظ فيما بعد وقد إنتهت المحاكمة إلي الحكم بالإعدام علي القتلة ولاحقا تم تخفيف الحكم في مشهد مريب إنتهي إلي إطلاق سراحهم تحت مسمي صون الأمن القومي لقبرص.

في ذكري الرحيل ال 42 يوسف السباعي «شهيدا» وقد قُتل بغير ذنب علي يد جماعة فلسطينية إرهابية. هي جريمة في حق مصر التي قاتلت لأجل فلسطين وقد وقر يقينا أن القضية لم تجد من الفصائل والجماعات الفلسطينية إلا الصراعات المتبادلة دون توحد لأجل استرداد الأرض المحتلة من براثن الدولة العبرية التي التهمت كامل أرض فلسطين.

اختفي أبو نضال ولا أثر للنضال ويوم أن اغتالت جماعة أبو نضال يوسف السباعي فذاك يؤرخ لنكبة فلسطين في فصيل ملعون لامحالة إلي يوم الدين.