جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 04:54 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

خاص… «نيويورك تايمز » تدعو لإنقاذ حياة الناشطة السعودية المعتقلة «لجين الهذلول»

لجين الهذلول
لجين الهذلول

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للمعلق الأمريكي المعروف نيكولاس كريستوف تحدث فيه عن الناشطة السعودية السجينة لجين الهذلول.

ويقول كريستوف في مقاله، الذي طالعتة وترجمتة "الديار" الذي جاء تحت عنوان كانت تريد قيادة السيارة فسجنها حاكم السعودية وعذبها تذكروا هذا الاسم لجين الهذلول29 عاما، المدافعة الشجاعة عن المساواة بين الجنسين، وهي في سجن في السعودية، وهناك تقارير تقول إن حلفاءنا السعوديين عذبوها، بل عرضوها أيضا لأسلوب الإيهام بالغرق.

ويذكر كريستوف أن المجتمع الدولي شجب وغضب لاغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، كاتب العمود في صحيفة "واشنطن بوست"، الذي كان يعيش في فيرجينيا في الولايات المتحدة، وكان جمال صديقا لي، وأشعر بالغيظ من عدم تحميل الرئيس دونالد ترامب وغيره المسؤولين السعودية مسؤولية قتله وتقطيعه.

ويضيف كريستوف لكننا لن نعيده للحياة مرة أخرى، ودعونا بدلا من ذلك الالتفات إلى الذين لا يزالون على قيد الحياة مثل الهذلول ومعها تسع نساء ناشطات في مجال حقوق الإنسان معتقلات، تعرض بعضهن للتعذيب.

ويلفت الكاتب إلى أن الرئيس ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو ومستشاره جارد كوشنر راهنوا كثيرا على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلا انهم خدعوا فـ مبيس كما يعرف، ليس مصلحا عظيما، ولم يخرج نظيفا من جريمة مقتل خاشقجي، ولم يطلق سراح الهذلول وغيرها ممن قادوا على مدى سنين حملة سلمية مستمرة للسماح للمرأة بقيادة السيارة.

ويشير كريستوف إلى حياة الهذلول ونشاطها، قائلا إنها اعتقلت عام 2014، عندما قادت سيارتها إلى السعودية برخصة قيادة إماراتية، والمرخص بها شكليا في السعودية، وكانت الهذلول واحدة من نساء رشحن أنفسهن للانتخابات البلدية في عام 2015، لكنها خسرت، وانتقلت إلى الإمارات، إلا أن قوات الأمن السعودية عام 2017، قامت بشكل فعلي باختطافها وزوجها وأعادتهما إلى المملكة، وانفصل الزوجان، ومع أن هناك روايات متضاربة عن سبب الطلاق، إلا أن البعض يعتقد أن الانفصال كان بسبب الضغوط التي مارستها الحكومة على الزوج.

ويفيد الكاتب بأنه قبل مدة قصيرة من السماح للمرأة بقيادة السيارة، في يونيو 2018، اعتقلت الحكومة الهذلول إلى جانب عدد من الناشطات اللاتي كافحن من أجل حق القيادة، الذي كانت الحكومة سترفع عنه الحظر.

وينقل كريستوف عن شقيقتها عليا الهذلول، التي تعيش في بلجيكا، قولها في مقال مؤلم نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في قسم الرأي هذا الشهر قالت إنها احتجزت في زنزانة انفرادية، وضربت وتعرضت لأسلوب الإيهام بالغرق، وعذبت بالصعقات الكهربائية، وتحرشوا بها جنسيا، وهددت بالاغتصاب والقتل، وكتبت بناء على ما قاله والداها بعد زيارتهما لها والدي شاهدا فخذيها مسودين بسبب الكدمات.

ويعلق الكاتب قائلا رغم التهديدات بالاغتصاب والقتل ورمي جثتها في المصارف الصحية، فإن الهذلول لم تسكت، وأخبرت والديها بالتعذيب، مشيرا إلى ما كتبته شقيقتها، بأن لجين كانت ترتعش باستمرار، ولم تكن قادرة على الإمساك بشيء، أو المشي بطريقة طبيعية.

وينوه كريستوف إلى أن النساء الأخريات عانين من المعاملة ذاتها، بحسب تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش وأمنستي إنترناشونال وعائلاتهن، وقلن إنهن تعرضن للتعذيب بالصعقات الكهربائية والجلد، وأجبرن على معانقة وتقبيل بعضهن، وهددن بالاغتصاب، وأكثر من هذا، وتم تقييد بعضهن إلى السرير وجلدن.

وتورد الصحيفة نقلا عن سارة ليا ويتسون من منظمة هيومن رايتس ووتش قولها تقدم حالة لجين أساليب القيادة السعودية التي لا يمارسها إلا قطاع الطرق، المصممة على القيام بانتقام سادي ضد أي مواطن يتجرأ على التفكير الحر، وأضافت الشعب السعودي مدين وبشكل كبير للجين، مشيرة إلى أن الحكومة السعودية لم ترد على أسئلة حول الهذلول، إلا أن صحيفة موالية للحكومة أشارت إلى أن لجين الهذلول خائنة وتستحق الإعدام.

ويقول الكاتب إن السعودية زادت من حملات الإعدام في الفترة الأخيرة، حيث وصل العدد إلى 150 العام الماضي، وطلب المدعي العام ولأول مرة حكم الإعدام ضد ناشطة في حقوق الإنسان، وداعية سلمية، وهي إسراء الغمغام.ويعلق كريستوف على ما يقوله الرئيس دونالد ترامب حول السعودية، وبأنها حليف مهم، قائلاهو محق، ولهذا السبب فإنه من المهم أن يكون لديها حاكم محتشم، وقائد حداثي، بدلا من شخص يعادي جيرانه، ويختطف رئيس وزراء لبنان، ويغزو اليمن، ويقتل صحفيا، ويعذب ناشطات جريئات.

ويشير الكاتب إلى أن السياسة السعودية غامضة، لكن هناك همسات عن عدم ترفيع ولي العهد لمنصب الملك بعد وفاة والده، إلا أن ترامب وبومبيو وكوشنر يتصرفون بصفتهم حماة وداعمين لـ أم بي أس ليتورط العالم بمحمد بن سلمان الحاكم المزعزع للاستقرار، وخلال نصف القرن المقبل.

ويذكر كريستوف أن أمريكا لا تملك نفوذا لتحسين وضع حقوق الإنسان في دول مثل الصين وفنزويلا وإيران، لكن لديها نفوذ ضخم على السعودية لأنها تعتمد علينا في أمنها، لكن ترامب وبومبيو وكوشنر يرفضون استخدام هذا النفوذ.

ويقول الكاتب لم أجد ما يشير إلى ذكر أي مسؤول في إدارة ترامب اسم الهذلول، أو طالب بالإفراج عنها، وآمل أن يتقدم الكونجرس ويشرف على العلاقة ويطرح السؤال، لماذا نقف صامتين عندما يقوم حليف قريب بممارسة أسلوب الإيهام بالغرق ضد امرأة طالبت بحقوق متساوية.

يختم كريستوف مقاله بالقول لن تكتشف السعودية إمكانياتها طالما ظلت تعامل المرأة على أنها مواطنة من الدرجة الثانية.