جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 11:27 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

فى تحقيق استقصائى… بالصور .. «الديار» ترصد العالم الخلفى لـ«تجار المقابر»

جانب من المقابر
جانب من المقابر

► عبدالسلام: دفنت شقيقى وبعد 7 أيام لم أجد جثته

► عبد العليم: الجثث يسرقها المشعوذين من المقابر لاستخدمها فى أعمال السحر

للقبور حكايات كثيرة لم ترو بعد، البعض يعتبرها من الأساطير والخرافات، والبعض الآخر يعتبرها حقائق من الممكن أن تحدث، لك أن تتخيل الموقف، حينما يقص لك "حفار المقابر"، عن حكاياته مع الموتى، تارة يتقلب الميت أمام ناظريه، وتارة يخرج الميت يديه، ويظن لوهلة أنه ما زال على قيد الحياة لكنه بالفعل فارقها، ويظل ذلك الأمى يجهل تفسير تلك القصص التى يعتبرها من سر الأسرار التى لا يمكن البوح بها إلى أى شخص كائن من كان.

وفى قضية أخرى تختلف تمامًا عن سابقتها، حينما يدق العالم ناقوس الخطر، ويعلوا صراخ التجار لتكبدهم الخسائر الضخمة ويعلن الفقراء الحداد لعدم المقدرة ويتشائم النشطاء ويطلقون حملات المقاطعة وتكتب المقالات فى الصحف عن عدم السيطرة على الأسواق ويشرع المحللون والسياسيون فى وضع التحليلات وكيفية مواجهة ذلك الوضع الاقتصادى المتدهور وتتوالى تصريحات النواب عن استيائهم والتأكيد على انتهاء الأزمة فى أسرع وقت ممكن، لكن عندما يتعلق الأمر بالأموات فحدث ولا أحد يسمع وكأن آذانهم لم تعد تسمع تلك الاستغاثات المتوالية من ذوينا الأموات عندما يتم نبش قبورهم واستخراج جثثهم والمتاجرة بها فى وضح النهار.

لم تكن تلك الكارثة وليدة اليوم ولكنها معروفة منذ سنوات عديدة ولم يجرؤ أحد على الحديث فيها أو الكتابة عنها وذلك خوفًا من "سيدنا الولى" كما يقولون أن يصيبهم بأذى مع أن الذى يملك الضر والنفع هو الله لكن الرهبة والخوف من ذلك الولى كانت أكبر دافع لديهم لعدم الخوض فى هذا الموضوع.

أكثر من 200 دجال بمحافظة أسيوط يشتهرون بهذه الأعمال منهم من تم القبض عليه وخرج بعدها بأيام قليلة ومنهم من لم يعرف إلى قسم الشرطة طريقًا، ملايين تدخل فى خزائنهم المعروفة بالعالم السفلى وفقراء لا يجدون حتى عشائهم وبسبب جهلهم يبيعون أمواتهم فى ظاهرة تعد هى الأخطر والأكثر بشاعة على مر التاريخ.

يقول "حنفى عبدالسلام" حاصل على دبلوم ومقيم بناحية عرب مطير التابعة لمركز أبنوب، دفنت شقيقى والذى توفى نتيجة حادثة موتسيكل منذ قرابة عام ولم يكن فى مخيلتى أن تسرق جثته من القبر من أجل أعمال الدجل والشعوذة وجمع المال وعبر قائلًا: "هتروحوا فين من ربنا".

البداية كانت بعد الجنازة بحوالى 7 أيام كنا فى زيارة للمقابر وفوجئت بحفرة عميقة بداخله لم أكن أعلم من قام بحفرها وظننت فى نفسى أن الكلاب هى من فعلت ذلك لكن ما أثار شكوكى أن جزءً من الكفن كان ظاهرًا من تلك الحفرة فاتصلت على حارس المقابر وهو أيضًا من يقوم بدفن الموتى.

حضر الحارس ونظر إلى الحفرة فشكك بالأمر وقال لابد من حفر القبر لإعادة الجثة إلى مكانها مرة أخرى وبعد الحفر كانت المفاجأة أننا لم نجد فى القبر سوى قطعة قماش سوداء بداخلها حبيبات سوداء وذيل كلب وبعضًا من عظام المواشى.

تعجب الحارس وقام بإجراء العديد من المكالمات بأصدقائه ولكنهم لم يعلموا شيئًا عن هذا الأمر ثم أخبرنى بعد ذلك أن الجثة ربما تكون سرقت من قبل أحد السحرة بالمنطقة القريبة من المقابر وأنا فى الحقيقة سمعت كثيرًا عن الجثث التى تباع لأطباء بقسم التشريح من أجل إجراء الأبحاث عليها لكن لأول مرة أسمع عن السحرة وهذه لم تكن الحادثة الأولى بل اتضح لى بعد ذلك وجود الكثير من الأهالى لم يجدوا جثث ذويهم فى قبورهم.

وتابع "عم محمد" حارس المقابر اكتشفنا هذا الأمر عن طريق الصدفة ولم نتوصل إلى مرتكب تلك الجريمة البشعة حتى, لكن ما أكد لنا أن الدجالين والمشعوذين هم من يسرقون جثث ورفات الموتى وجود أدوات السحر داخل المقبرة وهذا الأمر لم أعلم متى بدأ يحدث ولم أعلم عدد الجثث التى تمت سرقتها لكننى أحذر من انتشار هذه الظاهرة التى أدت إلى استياء الأهالى ولابد أن تكون هناك إجراءات رادعة من قبل الجهات الأمنية وإلقاء القبض على هؤلاء المجرمون الذين أعمى المال قلوبهم حتى انعدمت من قلوبهم كل معانى الرحمة والإنسانية.

ومن جانبه أكد "محمد عبدالعليم" أن الجثث التى يتم سرقتها من المقابر يستخدمها المشعوذين فى أعمال السحر التى يضرون بها الناس من أجل كسب الأموال الطائلة ويتم ذلك عن طريق بعض اللصوص الذين تخصصوا فى بيع هذه الجثث للأطباء من قبل.

لا تزال القضايا مفتوحة، وحكايات المقابر لا تنتهى، عم ممتاز، حفار القبور، يروى لـ"الديار" قصة عجيبة "فتحت تلك المقبرة بعد 5 أعوام، وكنت أنا من دفن صاحبها بيدى، لكننى تفاجئت بعدم وجود أى آثر للجثة، فمن المتعارف عليه أن الجثة تبقى متحللة بعد مرور سنوات، ونجمع عظامها كل حين ليتسع المكان لغيرها، لكن هنا لا توجد آثر.

لعلها كانت الحادثة الوحيدة، وكان بجانب القبر حفر جديد، لا أعلم إن كان حيوانًا أكلها أم أنها سرقت مثلما كان يُشاع"، غير أن هناك من يدعى وجود الجن بالمقابر، وهى شائعة قديمة لا يوجد لها آثر، حيث أن المقبرة تعتبر مكانًا له قدسية مثل المسجد تمامًا، لكن قضية السحر هى موجودة بالفعل وتعد كارثة نعانى منها جميعنا، فكل يوم نجد أعمالًا وأسحارًا نفكها، ولعل ما حدث فى أبوتيج خير شاهد على صدق ما أقول، مناشدًا الجهات الأمنية، تشديد الرقابة على المقابر تجنبًا لحدوث الكوارث".