جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 11:58 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

خاص||«نيويورك تايمز » جنازة مبارك احتوت على عناصر تكريم لبطل حرب وتجاهلت حكمه الطويل لمصر

السيسي يصافح ارمة الرئيس الاسبق مبارك
السيسي يصافح ارمة الرئيس الاسبق مبارك

تناولت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير لمراسلها ديكلان وولش ، جنازة الرئيس الأسبق حسني مبارك، يوم الأربعاء، بأنها احتوت على عناصر التكريم لبطل حرب سابق إلا أنها تجاهلت حكمه الطويل لمصر أو كرئيس يحكم البلاد لأطول فترة منذ ثورة يوليو عام 1952.

وقال وولش عندما تجمعت الحشود في بداية الربيع العربي يناير 2011 أقسم حسني مبارك ألا يهرب من البلاد إلى المنفى حاملا معه العار. وقال أنا ومصر لن ننفصل حتى أدفن على ترابها وهو ما حدث يوم الأربعاء عندما تم دفن حاكم مصر لثلاثة عقود في جنازة عسكرية بالقاهرة حضرتها عائلته وحلفاؤه والرجل القوي الذي يدعمه الجيش عبد الفتاح السيسي.

وتقول الصحيفة أن صحيفة الأهرام الرسمية حمل عنوان رحل مبارك إلى عناية الله وفي جنازة تم التحضير لها بعناية وجرت خارج مسجد تابع للجيش قاد السيسي المعزين خلف نعش مبارك الذي توفي يوم الثلاثاء في المستشفى نتيجة مشاكل في الكلى والقلب.

وكانت لحظة خشي فيها السيسي من بقايا تعاطف شعبي مع مبارك والتي توقعها منذ سنين. وتلفت الصحيفة إلى أن ترتيب الجنازة على أنها لبطل حرب لعب دورا في حرب عام 1973 ضد إسرائيل ولكنها تجاهلت سجله باعتباره أطول رئيس حكم مصر. ومع انطلاق 21 طلقة من مدفعية حيث وضع نعش مبارك على عربة قادتها الخيول وتم لفه بالعلم المصري قام جندي يحمل ميدالياته العسكرية ورتبها على النعش. وتنوه الصحيفة الى أن السيسي مشى بنظارته السوداء إلى جانب نجلي مبارك علاء وجمال اللذين كانا محلا لسخط الشعب بسبب المحسوبية التي ظللت سنوات مبارك الأخيرة في الحكم.

وهما يعيشان حياة هادئة في حي من أحياء القاهرة. وصافح السيسي أرملة مبارك، سوزان التي كانت قوة مهيمنة في الحياة المصرية العامة خلال سنوات حكم زوجها. وتم الثناء عليها لدورها في تشجيع التحكم بالنسل ونشر التعليم.

ولكنها انتقدت كزوجة رجل قدم على نفسه على أنه فرعون جديد. وقدم قادة الأزهر تعازيهم وكذلك الدبلوماسيون العرب والأجانب.وكان واضحا غياب أي زعيم أجنبي في الجنازة. ويظل التكريم العسكري محلا للجدل، فقد بُرئت ساحة مبارك من عدة تهم جنائية بعد ثورة 2011، ولكن تهمة الفساد لصقت به بعد الحكم الصادر عليه في عام 2015 مما دعا الصحافة المحلية للتكهن أن التهمة كفيلة بحرمانه من جنازة عسكرية، إلا أنه تم تجاهل هذا العرف، وعندما تم بث الجنازة عبر التلفزيون الرسمي بدا واضحا أن الحكومة تريد أن تتحدث عن مسيرته العسكرية بتلميحات عابرة حول فترته كرئيس وسياسته الخارجية.

ويقول الكاتب أن جنازة مبارك أظهرت بعدا من انتفاضة عام 2011 فالمسجد الذي نظمت فيه الجنازة يحمل اسم المشير حسن الطنطاوي الذي قاد المجلس العسكري الذي أخذ السلطة من مبارك.

واصطف على طول الطريق السريع الذي يقود إلى المسجد الضخم رجال الأمن في بدلاتهم وسترهم الجلدية، كتذكير للأجهزة الأمنية المعروفة بوحشيتها في ظل مبارك. وهي التي قتلت 800 من المتظاهرين في الأسابيع الأولى من ثورة عام 2011، وقبل إجباره على التنحي عن السلطة.

ولكن مكان الجنازة كان إشارة لرؤية السيسي عن مصر، فالطريق السريع يقود إلى عاصمته الإدارية الجديدة التي كلفت عشرات المليارات من الدولارات ولا تزال تحت الإنشاء في صحراء القاهرة.

وعلى الطريق يافطات ضخمة تحاول جذب أبناء الطبقة المتوسطة والعالية للمشروع، مثل صورة تعد بأنه أكبر تجمع لا نهائي في العالم. ويكمل وولش بالقول لقد كان مبارك رجلا ضخم الجثة بحيث أعطى مظهره حس الرجل الذي لا يقهر ونجا من محاولة اغتيال وبحسب النكتة الشعبية، فعندما امر الله مبارك بوداع المصريين كان جوابه إلى أين سيذهبون .

وبعد الإطاحة به بدا ضعفه الذي أدهش المصريين وهم يشاهدونه في قفص المحاكمة أو يجر على عربة إليها لمواجهة تهم الفساد والقتل. وبحلول عام 2017 تمت تبرئة مبارك من التهم الكبيرة وعادت أسطورة بقائه الطويل. وفي الخريف الماضي، ظهر بمقابلة تفاخر بها بدوره في حروب مصر.

وفي 21 يناير نقل للمستشفى بسبب مشاكل في البطن وخضع لعملية. ويختم وولش تقريره بقوله إنه لم يمت حس الرجل الذي لا يقهر فقد عاش ليرى من ثاروا ضده وقد سجنوا أو ماتوا أو خرجوا إلى المنفى ولكنه اليوم دفن في تراب مصر.