جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 07:55 مـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

د.أحمد محرم يكتب هل نزع الإيمان بالقضاء من قلوب المسلمين ؟

الدكتور أحمد محرم
الدكتور أحمد محرم

أرى أن أعداء الإسلام استطاعوا أن ينتزعوا من قلوب بعض المسلمين تسليمهم بقضاء الله وقدره وأنه لا يجري شيء في مُلك الله إلا على مراده وأنه سبحانه لطيف خبير

فتارة يقولون: ما دخل الله في السياسة؟!
وما أفجره من سؤال استنكاري
ثم هم يُردِّدون: ما دخل الله في المطر والرياح والأمراض وغيرها؟! فليس منها عقاب ولا بلاء ولا غوث ولا رحمة، بل هي -في ظنهم- ظواهر طبيعية محضة كما يزعم الملاحدة

ولذا: فقد استتبع انتشار تأثير دعوتهم أن صدقهم البعض، وأثّر كلامهم طعنًا في قلوبهم آخرين
فبدلًا من أن تمتلأ المساجد بالمصلين وكثرة التالين والداعين مع القنوت في الصلوات أثناء المحن والزلازل كما عهدنا صِغَارًا؛ صارت متابعة الأمر لدى كثيرين على أنها أفعال الطبيعة أو هي ظواهر بلا نزعة دينية..
بل صور هؤلاء الداعي للناس بأن يلزموا طريق التوبة والابتهال للعزيز الجبار؛ محض دروشة وانتكاسة عن العلم وكأنهم قدموا للعلم شيئًا!
أو كأنهم اكتشفوا أصناف الأدوية لكل داء!!
أو كأنهم عاكفون على اكتشاف أمصال للڤيروس المنتشر !!
بل ما هم إلا ألسُن تردد كلام أعداء الإسلام قديمًا
وقد صوّر الله تعالى هذه الحالة التي يحياها البعض؛ فقال سبحانه: "فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" نعوذ بالله من اتباع الشياطين
✍️ فالواجب على المسلم أن يوقن بأن الله تعالى هو القاهر القادر المقتدر وأنه الفعّال وحده لما يريد، مع ضرورة الأخذ بالأسباب وبذل الوسع والطاقة مع التسليم بأنه سبحانه هو صاحب الفعل والعطاء والمنع والعقاب، وإلا فهو طريق الهلاك؛ ففي الصحيحين عن ​زيد ​بن ​خالد ​الجهني، ​أنه ​قال: ​صلى ​لنا ​رسول ​الله ​صلى ​الله ​عليه ​وسلم ​صلاة ​الصبح ​بالحديبية ​على ​إثر ​سماء ​كانت ​من ​الليلة، ​فلما ​انصرف ​أقبل ​على ​الناس، ​فقال: ​هل ​تدرون ​ماذا ​قال ​ربكم؟ ​قالوا: ​الله ​ورسوله ​أعلم، ​قال: ​" ​أصبح ​من ​عبادي ​مؤمن ​بي ​وكافر، ​فأما ​من ​قال: ​مطرنا ​بفضل ​الله ​ورحمته، ​فذلك ​مؤمن ​بي ​وكافر ​بالكوكب، ​وأما ​من ​قال: ​بنوء ​كذا ​وكذا، ​فذلك ​كافر ​بي ​ومؤمن ​بالكوكب ​"
✍️ وبيّن أن الأمراض والأوبئة قد تكون عقابًا؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ".. خمس ​إن ​ابتليتم ​بهن ​ونزل ​فيكم ​أعوذ ​بالله ​أن ​تدركوهن: ​لم ​تظهر ​الفاحشة ​في ​قوم ​قط ​حتى ​يعملوا ​بها ​إلا ​ظهر ​فيهم ​الطاعون ​والأوجاع ​التي ​لم ​تكن ​مضت ​في ​أسلافهم.." قال الحاكم صحيح الإسناد
بل بين أن المرض قد يكون رحمةً بقوم وعذابًا بآخرين؛ قال صلى الله عليه وسلم: "والطاعون ​شهادة ​لأمتي ​ورحمة ​لهم ​ورجسا ​على ​الكافرين ​".
رواه ​أحمد ​وابن ​حبان
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا
وعلى طاعتك أعِنّا
ومن شرار خلقك سلِّمنا
وعلى الإيمان الكامل توفنا وأنت راضٍ عنا
وللحديث بقية
د.أحمد مصطفى محرم الأستاذ بجامعة الأزهر