بالصور … مغامرة صحفية لـ«الديار» تكشف النقاب عن تجار اللحوم «الوقيع» بالأسواق

«الوقيع» ملاذ مواطنى كفر الشيخ بسبب ارتفاع أسعار اللحوم، حيث يصل سعر كيلو اللحم البلدى الكندوز إلى 110 جنيه ولحم البناتى البلدى يصل إلى 120جنيه لدى محلات الجزارين.

وتشتهر أماكن بعينها فى محافظة القاهرة وكفر الشيخ ومحافظات أخرى، ببيع تلك اللحوم على أنها لحوم بلدى وسليمة، وهذا يدفع بعض الجزارين إلى ذبحها فى المنزل أو فى "سلخانات غير مرخصة"، كما يطلق عليها الأهالى وهى لا تخضع لأى إشراف بيطرى، وتتم عملية الذبح دون الكشف الطبى عليها، وذلك فى غفلة من بعض المسئولين.

يشرح لـ"الديار" تاجر وقيع سابق، القصة كاملة لتجارة اللحمة الوقيع، بداية من شراء العجول والأبقار «الوقيع»، وحتى بيعها إلى محلات الجزارة بكفر الشيخ.

ويقول "التاجر السابق للوقيع" تبدأ عملية الشراء للأبقار والجاموس من الفلاحين بمكالمة تليفون يتلقاها تاجر اللحم الوقيع من السمسار بوجود بقرة أو جاموسة مكسورة أو مذبوحة فى دوار مواشى أحد الفلاحين، على الفور يتحرك تاجر الوقيع إلى مكان الدوار ليجد هناك أكثر من تاجر لحوم وقيع يحاول شراء البقرة أو الجاموسة، وعند شرائها من أحد التجار الموجوين بالمكان بسعر يصل ثمنها إلى الربع أو الخمس فى الكثير من الأحيان.

وتابع التاجر، يقوم المشترى بإعطاء كل تاجر لحوم وقيع موجود مبلغ مالى يطلقون عليه "استفتاح مشوار" ومن ثم يقوم المشترى بإعطاء السمسار مبلغ مالى يطلق عليه "التعريق" نظير اتصاله بالتاجر ومن أجل اتصالات أخرى تتم من قبل السمسار عند ظهور أى جاموسة أو بقرة أخرى مكسورة أو مذبوحة.

ثم يقوم المشترى بتحميل البقرة أو الجاموسة على ظهر سيارته عن طريق أحبال معدة خصيصًا لرفعها إلى السيارة، ويتوجه بسيارته إلى المكان الذى قام بتخصيصه لذبح المواشى، ثم يقوم بذبح البقرة أو الجاموسة، وسلخها وأخذ جلدها لبيعه منفصل.

ويؤكد يتم رفع الذبيحة الوقيع على ما يسمى «بالبلنكو» وتعليقها فى سقف المكان، ويقوم الجزار بتنظيف بطن البقرة أو الجاموسة لتنريل الكرشة والفشة والممبار أو ما يطلقون عليه اسم "الساقط"، ويقوم "تاجر الوقيع" بالاتصال بتاجر الأسقاط، الذى يأتى على الفور لشراء "ساقط الوقيع" بربع ثمن مهما كانت حالته.

ومن بعدها يتصل "تاجر الوقيع" بأحد أصحاب المحلات المتعاملين معه، والذى يثق فيه يبلغه بوجود بقرة أو عجل وقيع، جاهز للبيع ليأتى على الفور هو الآخر، لشرائه بسعر للكيلو يبدأ من 45 جنيه حتى 54 جنيه ليبيعه فى محله بسعر لا يقل عن 85 جنيه للمواطن.

ولكن فى النهاية، تستمر تجارة اللحمة الوقيع فى رواجها على الرغم من المواجهات التى تلاقيها من حملات الأمن وحملات مباحث التموين، وحملات الطب البيطرى وحملات الصحة لتهافت المواطنين على شرائها بسبب ثمنها الرخيص.