جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 11:14 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتداعياتها على أسعار النفط

في العام الماضى كان من المفارقات ارتفاع أسعار خام برنت إلى ما فوق 85 دولار للبرميل في تشرين الأول/ أكتوبر لتتراجع بنسبة 40% فقط في الثلاثة أشهر الأخيرة من العام، لينهى سعر تداول النفط الخام عام 2018 تحت سعر 54 دولار للبرميل، وقد أثرت التقلبات الهائلة في معنويات السوق على الأسعار بشكل كبير حيث تحولت مخاوف نقص المعروض بسرعة إلى مخاوف بشأن زيادة المعروض.

ومع بداية عام 2019 لا تزال قوى السوق نفسها التي أثرت على الأسعار في الماضى متواجدة، فالعقوبات الإيرانية وارتفاع الإنتاج الأمريكي والنزاعات التجارية التي لا نهاية لها والاضطرابات في الأسواق العالمية ستجعل الكثير من المتداولين يحاولون قياس اتجاهات أسعار النفط.

تبعات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

لقد أصبح النفط الخام في أزمة حقيقية عقب اشتعال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث انخفض سعر خام برنت منذ بداية شهر تموز/ يوليو الماضى بفضل تطبيق التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على العديد من السلع الصينية بقيمة مليارات الدولارات، لتنتقم الصين بنفس الطريقة وتفرض تعريفة صارمة ضد السلع الأمريكية، وتبادلت كبرى دول العالم اقتصاديًا المزيد من رفع التعريفات الجمركية على بعضهما البعض لتتفاقم الأزمة التجارية مسببة انهيار في الأسواق المالية العالمية.

وبدأت بوادر تبعات الأزمة التجارية في الظهور مع بداية عام 2019 حيث زادت التوقعات بتباطؤ الاقتصاد العالمى، الذى بدأ يتدفق على السوق الصينى، حيث أعلنت الصين عن تباطؤ الاقتصاد خلال 2018 بأقل وتيرة منذ 28 عام، وعلى أعقاب ذلك قام صندوق النقد الدولى بتخفيض معدل النمو العالمى لهذا العام.

وبالنظر إلى أن الصين هي أحد المستهلكين الرئيسيين للنفط العالمى فإن التباطؤ في اقتصادها قد يعوق طلبها على النفط الخام مما يؤدى إلى انخفاض أسعار النفط.

قال مسؤول بارز في شركة بريتش بتروليوم لرويترز أن أزمة الطلب على النفط تلوح في الأفق نتيجة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهناك قلق كبير من تبعات الحرب التجارية التي تظهر نفسها ببطء وبشكل تدريجى.

مساعى أوبك لدعم الأسعار

في شهر كانون الأول/ ديسمبر اتفقت منظمة أوبك وغيرها من منتجى النفط خارج المنظمة في مقدمتهم روسيا على تخفيض مستويات الإنتاج لدعم الأسعار بعد انهيارها بشكل مفاجئ وقوى في تشرين الأول/ أكتوبر، على أن يتم تنفيذ الاتفاق مع بداية شهر كانون الثانى/ يناير.

ولكن ما زال هناك ما يدعو للقلق لطالما كانت روسيا بطيئة في تنفيذ التخفيضات الموعودة، في حين أن العراق المنتج الثانى للنفط في أوبك سجل ارتفاع قياسى في الإنتاج والصادرات خلال كانون الأول/ ديسمبر.

تباطؤ الاقتصاد الصينى سيعرقل من سوق النفط العالمى

تستهلك الصين نحو 11.5 مليون برميل نفط يوميًا فهى ثانى أكبر مستهلك للنفط في العالم، ولهذا يحذر المحللون من أن استمرار التراجع في الاقتصاد الوطنى الناتج عن استمرار النزاعات التجارية دون إيجاد حل لها قد يؤثر على معدل الطلب على النفط الخام والذى بدوره سيؤدى إلى انهيار عالمى في أسعار النفط.

فمن مصلحة الصين والولايات المتحدة أن يتوصلوا إلى اتفاق تجارى يُنهى على الأزمة بينهما، ولكن على ما يبدو أن الطرفان لا يرغبان في تقديم تنازلات كبيرة مما يزيد من مخاوف الأسواق التي قد تعانى من هزات مستقبلية كبيرة.