جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 05:18 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رضا طاهر الفقي يكتب: المواوي في قريتنا .. كان ينقل الاخبار ولاينقل الاسرار

كان رجلا لبقا في الحديث والموقف رغم رقة حاله وشظف عيشه .. كل فاعليات القريه عنده افراحها واحزانها فهو صاحب عمل يجمع بين نقيضين .. فهو رجل البسمه يبثها في الطرقات .. ورجل الاتراح والاحزان يوزعها علي الشوراع والازقه .. فهو رجل الاحزان والسعاده .. هو نجم في الماتم والفرح.. فهو من اعلن عنهما فهو الناعق عند الفراق فراق الاحبه الموت.. وهو البشير بعودة حبيب او بفرح جديد .. كنا نراه يمشي في الطرقات ضربا بيده بعصاه الغليظه علي ابواب دور القريه كلها داعيا لفرح بنت فلان علي ابن فلان.

كان يدعو الجميع دون انتقاء يدعو الغني لفرح الفقير .. والغني لفرح المعدوم كنوعا افزره النظام الاجتماعي في القريه وهو دعوه لجمعيه عموميه للقريه كل القريه تقف مع العريس الجديد الغني والفقير متبرعا بمايسمي النقوط وهو نوعا من الكفاله الاجتماعيه.. انه ابراهيم المواوي والمواوي ليس لقبا لعائلته وانما هو مهنه لمن يستخدم مهارات التحدث والكلام كان يحفظ اشعارا وكلام موزون من جلساته من المتعلمين في القريه كان مرحبا به من الجميع .

كان عمودا للوفيات في البلد فما من احدا يموت الا وهو ناقل نعيه في كل اطراف القريه والقري المحيطه حتي يبادر الجميع الي واجب العزاء ورد الجميل السابق.. ومساندة اهل الذاهب الي الدار الاخري الحزين منهم او المتظاهر بحزن .. كانت حياته قائمه علي معرفة الوفاه والزواج وعندما يسمع عن احدهما يهرع الي عصاه الغليظه ويطوف بالقريه ضاربا بها علي الابواب وكانت ضرباته علي الابواب تختلف فالكل يعرف ان كان يدعو الي المشطاره في حزنا او مشاركة في فرح فطرقات العصي علي الابواب كان الناس يسمعوها فان كانت فرحا كانت طرقا ضاخبا وكانها عزف لحن فرح.. وان كان حزنا فهي طرقات اشبه بصوت ناي حزين ومع كل ذلك كان لايعبس في وجه الاطفال الذين يسيرون وراءه كان يحكي لهم الحكايات ومع كل هذا كل وكان محببا لدي الاطفال جميعا .

كان كريما ابيا ذو كرامة عاليه كان لايؤكل في منزل الا اذا تم دعوته وبشده من اصحاب البيت كان هذا عملا له لانه كان يكره ان يكون عاطلا وكان ياخذ اجره يو م الحصاد شان مهن كثيره كانت في القريه زي الحلاق وصاحب حوض المياه الذي يسقي الماشيه وغيرها من المهن .. ابراهيم المواوي الذي كان بمثابة الاذاعه للقريه او الجريده المتحركه التي تنقل الاخبار ولاتنقل الاسرار .. رغم معرفته بها لم يدعو يوما الي تحقيق في انه نقل سرا اذاعه اواحدث الوقيعه بين احد كان نبيلا رغم انه كان فقيرا