جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 07:59 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: بطل معركة جبل المر في ذكراه

أحمد سلام
أحمد سلام

إنه التاريخ الذي يؤرخ لكل ماجري لمصر ولمصر بمداد لاينضب أبدا.

لأجل هذا كان تغييب التاريخ جريمة إذا تعلق الأمر بتجاهل أحداث جرت غيرت وجه التاريخ أو بطولات لشخوص لابد وأن يكون لهم موضعا يليق بهم لأنهم كانوا ضمن أبطال لايمكن وضعهم في غياهب النسيان ومهما طال الزمان لابد وأن يشار إلى صنيعهم بالبنان ليكونوا موضع اقتداء نموذجا للبطولة والفداء.

حديثي هنا عن بطل معركة جبل المر في اليوم التاسع من أكتوبر أثناء حرب أكتوبر المجيدة عام 1973البطل العقيد وقتها محمد الفاتح كريم الذي اقتحم ورجاله الجبل في مشهد أسطوري خلد المعركة والرجال وجعل من توثيق ماجري حتمية للتذكير بواحدة من أهم معارك نصر أكتوبر التي انتهت إلي نصر اقترن بقرار جمهوري من الرئيس السادات بتغيير أسم جبل المر ليكون جبل الفاتح تكريما للبطل العقيد محمد الفاتح كريم.

تلك مقدمة لابد منها بمناسبة الذكري السابعة لرحيل اللواء محمد الفاتح كريم بطل معركة جبل المر وقد لقي ربه 28 مارس 2013.

التذكير بيوم رحيل بطل عظيم بمثابة امتنان وعرفان إقامة مصرية خاض مع أبطال جيش مصر العظيم معركة رد الإعتبار التي ملأت بالانتصار ليضحي لزاما ونحن نحصد ثمار النصر جيلا فجيلا أن نرد جميل أغلي الرجال بالدعوة إلي توثيق بطولاتهم إسما ولاننسي أن عملا روائيا عرض مؤخراً آثار رد فعل غير مسبوق وهو فيلم الممر وهو مجرد عملية تم الإفصاح عنها فما بالك لو تم تكرار الأمر من خلال عمل روائي يوثق معركة جبل المر.

كان لزاما أن أعود إلي ما كتب عن معركة جبل المر بمناسبة ذكري رحيل بطل تلك المعركة المرحوم اللواء محمد الفاتح كريم. كان جبل المر بمثابةالقلعة الحصينة التي تتمركز فيها قوات العدو الإسرائيلي لتصب من نيرانها علي مدينة السويس خلال حربي يونبو 67‏ وحرب الاستنزاف‏ التي استبقت حرب أكتوبر المجيدة.

يبلغ طول الجبل 8.5‏ كيلو متر وارتفاعه 117‏ مترا وتحيط به الكثبان الرملية مما يجعل صعود المركبات إليه أمرا شبه مستحيل.

تم الاستيلاء على جبل المر من جانب مجموعة القتال التي قادها العقيد محمد الفاتح كريم بعد أربع ساعات فقط من صدور الامر بتحريره.

تم إبلاغ اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث بذلك، ولكنه لم يكن مصدقا وأخذ يسأل مستوضحا عدة مرات ولكنه عندما تأكد من الانجاز الرائع بنفسه ابتسم وقال: لقد فعلها الصعيدي، في إشارة إلى العقيد محمد الفاتح كريم، الذي تمتد جذوره إلى الصعيد في مصر.

وعندما زار اللواء واصل جبل المر بعد تحريره قال لقوات العقيد الفاتح: لقد حققتم معجزة بكل المقاييس وسألهم بماذا نسمي جبل المر الآن؟! فصاح الجميع نسميه «جبل الفاتح» يا أفندم.

وافق الرئيس السادات على إطلاق تسمية «جبل الفاتح» على «جبل المر» تكريما لبطولة القائد محمد الفاتح وانجازه العسكري الرفيع.

وسجل الفاتح أن سبب اشعال حماسة كان المقدم على الغليظ وكان يصفه بأنه أسد جسوروتم تسمية التبة التى كان يتمركز بها بتبة الغليض.

كرم الرئيس السادات العقيد محمد الفاتح كريم وقام بمنحه وسام نجمة الشرف العسكرية من الطبقة الأولى الذي لم يمنح لغيره سوى لقائد الجيش الثالث اللواء أركان حرب عبد المنعم واصل، والعميد أركان حرب أحمد بدوى قائد الفرقة السابعة، والعميد أركان حرب يوسف عفيفي، والعقيد على الغليظ قائد كتيبة باللواء الثاني، وهو أرفع وسام عسكري.

أما عن قائمة الشرف لأبطال معركة جبل المر يكفي القول بأنهم كانوا أقل من ثلاثين بطلا بقيادة العقيد محمد الفاتح كريم وبدوري أتمني أن أحصل علي القائمة كاملة للإشارة إليهم في مقال آخر بإذن الله لأن أحاديث النصر لاتنتهي فلكل بطل حكاية تستلزم التوثيق ومقالي عن بطل قاد مجموعة أبطال لتحقيق نصر عظيم في حرب أكتوبر المجيدة.

قامت إدارة الشؤن المعنوية بالقوات المسلحة بعمل فيلم تسجيلى عن معركة جبل المر وكم أود أن يكون ذلك الفيلم التسجيلي نواة لعمل روائي علي غرار فيلم الممر ليكون ملهما للأجيال توثيقا لمعارك الشرف التي خاضها اغلي الرجال.

في ذكراه السابعة التي تحل 28 مارس رحم الله اللواء محمد الفاتح كريم بطل معركة جبل المر يوم التاسع من أكتوبر 1973.