جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 07:00 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حكاية267 سيناريوهات وباء سنة 1947 م

أرشيفية
أرشيفية

بداية المشهد 25 سبتمبر 1947 وعلى باب مستشفى حميات العباسية فوجئ الدكتور إبراهيم حسن بدكتور زميل بيستقبله على باب المستشفى بجملة "الكوليرا وصلت المستشفى" جملة ماينفعش بعدها يتقال "صباح الخير".

اتحرك الدكتور ابراهيم لجناح العزل، وكشف على المريض المسجل فى سجلات المستشفى برقم 6937، واتأكد فعلا إن الكوليرا دخلت المستشفى.. أسف دى دخلت مصر بعد غياب 45 سنة انحسرت فيهم فى ولاية البنجاب بالهند. أول سيناريو.. إجتماع طارئ نتج عنه حالة الطوارئ فى الحميات، وعلقت لافتات "لا راحة ولا سكون"، وامتدت الطوارئ لكل مستشفيات مصر "حكومية وخاصة وخدمية وأهلية".

وبالحوار مع 6937 إكتشفوا انه كان شغال فى معسكر إنجليزى فى الصعيد، ومعسكرات الإنجليز فيها من كل لون ومن كل جنس.. حاجة كده زى عصبة أمم.. فيها هنود وأفارقة واسكتلنديين وأيرلنديين وعرب وكام إنجليزى لزوم القيادة. فى الوقت اللى اتحرك فيه الأطباء للصعيد.. ضربت الكوليرا الشرقية والقليوبية والقاهرة بعد أقل من اسبوع من اكتشاف الحالة الأولى.

فكان السيناريو التانى.. لافتات تعليمات صحية اتوزعت فى كل مكان "الزموا بيوتكم.. ممنوع منعا باتا السلام باليد.. ممنوع منعا باتا البصق على الأرض.. ممنوع إستخدام سماعة التليفون العام.. بلغوا عن مرضاكم.. ممنوع التنقل من مكان لمكان" تحذيرات للأسف مالقتش صدى عند الناس، فزاد أعداد المصابين، وزادات الأماكن والمحافظات المنكوبة.

فظهر السيناريو التالت.. صدرت الأوامر بتأجيل الدراسة وأغلقت دور العبادة ومنع الحج ، ودى مش أول مرة يلغى فيها مناسك الحج.. سنة 1915 حسين باشا رشدى ألغى الحج والاحتفال بعيد الأضحى لان البلد كانت منكوبة بنقص الغذاء بسبب الحرب العالمية الأولى.. لغى الحج علشان كنا مسئولين عن تموين التكايا فى السعودية، ولغى عيد الأضحى علشان عندنا عجز فى عدد المواشى، فكفروه ودافع عنه الأزهر الشريف وأصدر فتوى تدعم قرار رشدى باشا.

وللأسف الشديد حتى السيناريو التالت ماكنش فعال واستمر الوباء فى الزحف لدرجة ان الصفحة الأولى لجريدة صوت الأمة كان بيتصدرها أعداد الوفيات فى كل محافظة، والأعداد كانت تخض. فالسيناريو الرابع أصبح حتمى.. أكتوبر 1947 غرفة عمليات بقيادة رئيس الوزراء النقراشى باشا ووزير الصحة نجيب اسكندر، وف الاجتماع أعطى النقراشى وزير الصحة كل الصلاحيات السياسة والتنفيذية للقضاء على وباء الكوليرا، فأصدر نجيب باشا قرار حظر التجوال بين المحافظات إلا بأمر كتابى منه، وأمر بسيطرة الشرطة والجيش على كل مداخل ومخارج المدن والمحافظات، وطالب نجيب باشا من الشعب بضرورة التبليغ عن الحالة او حتى المشكوك فيها أول 24 ساعة من معاناته رحمة به وبأهله، ووصل الأمر لتفتيش البيوت.

سيناريوهات 4 فى 4 حروب.. الحرب الأولى ضد الوباء "سبتمبر 47 : نوفمبر 48" الحرب التانية ضد الاستهتار اللى زود حجم الحرب الأولى. الحرب التالتة ضد الهلع والخوف ع النفس من العزل الصحى فكان بيتم إخفاء المرضى فزادت كارثة الحرب الأولى.

والحرب الرابعة ضد أغنياء الحرب.. وسموا بأغنياء الحرب لان ظهورهم كأغنياء جدد بيكون تحت مظلة حرب أو أزمة أو نكبة.. قال عليهم النقراشى باشا فى أزمة وباء 47 "الجشع أكثر فتكا بالمصريين من الكوليرا".