جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 05:15 مـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

قصيدة ”الأرض” لمحمود درويش أشهر ما كتب ليوم الأرض الفلسطيني

محمود درويش
محمود درويش

في الأدب الفلسطيني والعربي كتبت أهازيج كثيرة تتوحّد فيها البلاد للدفاع عن الأرض وفلسطين من مختلف الشعراء الفلسطينين وغيرهم من دول متعددة بالعالم العربي وغيره ، وكان من بين ما كتب ما سمي بأدب المقاومة من الشعراء والأدباء ، وعن حادثة يوم الأرض الفلسطيني الذي يتزامن ذكراه مساءً 30 أذار / مارس قصيدة " الأرض" لشاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش ، وتعد أشهر ما كتب عن هذا اليوم بالأدب والتي قال فيها " الأرض " -1- في شهر آذارَ، في سَنَة الانتفاضة، قالتْ لنا الأرضُ أسرارَها الدمويَّةَ.

في شهر آذارَ مَرّتْ أمام البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ. وقَفْنَ على باب مدرسة ابتدائية، واشتعلن مع الورد والزعترِ البلديّ. افتتحنَ نشيد التراب.

دخلن العناقَ النهائي – آذارُ يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسجُ مال قليلاً ليعبر صوتُ البنات.

العصافيرُ مَدّتْ مناقيرها في اتّجاه النشيد وقلبي.

أنا الأرضُ والأرضُ أنتِ خديجةُ ! لا تغلقي الباب لا تدخلي في الغياب سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل سنطردهم من هواء الجليل.

وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمسُ بناتٍ. سقطن على باب مدرسةٍ ابتدائية. للطباشير فوق الأصابع لونُ العصافيرِ. في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها " وجاءت القصيدة في أحد عشر مقطعًا كان الأخير بها هو " -11- أنا الأملُ والسهلُ والرحبُ – قالت لي الأرضُ والعشبُ مثل التحيَّة في الفجرِ هذا احتمالُ الذهاب إلى العمر خلف خديجة.

لم يزرعوني لكي يحصدوني يريد الهواء الجليليُّ أن يتكلّم عنّي، فينعسُ عند خديجةَ يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني، فيحرسُ ظلّ خديجةَ وهي تميلُ على نارها.

يا خديجةُ! إنّي رأيتُ .. وصدّقتُ رؤياي تأخذني في مداها وتأخذني في هواها.

أنا العاشق الأبديُّ، السجين البديهيّ.

يقتبس البرتقالُ اخضراري ويصبحُ هاجسَ يافا أنا الأرضُ منذ عرفتُ خديجةَ لم يعرفوني لكي يقتلوني بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفّي ويرسم هذا المكان الموزّعَ بين اجتهادي وحبّ خديجةَ هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتّى رحيل الهواء عن الأرضِ هذا الترابُ ترابي وهذا السحابُ سحابي وهذا جبين خديجهْ أنا العاشقُ الأبديُّ – السجينُ البديهيُّ رائحةُ الأرض تُوقظني في الصباح المبكّر.. قيدي الحديديُّ يوقظها في المساء المبكّر هذا احتمال الذهابِ الجديد إلى العمر، لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم يسألون عن الأرض: هل نَهَضَتْ طفلتي الأرضَ! هل عرفوك لكي يذبحوكِ؟ وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرتِ إلى جرحنا في الشتاء؟ وهل عرفوكِ لكي يذبحوكِ؟ وهل قيّدوكِ بأحلامهم فارتفعتِ إلى حلمنا في الربيعْ؟ أنا الأرضُ.. يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها احرثوا جَسَدي! أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس مرّوا على جسدي أيّها العابرون على جسدي لن تمرّوا أنا الأرضُ في جَسَدٍ لن تمروا أنا الأرض في صحوها لن تمروا أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها لن تمروا لن تمروا لن تمروا !