فتحي إبراهيم يكتب: أيقنت
أيقنت ..
أحتاج راحلة ....
تكون عاشقة للغربة والترحال أحتاج جواد مطلوق العنان ..
خلف رياح هوجاء أحتاج إلي أرض أحتاج أن أركض خلف الصحراء يقتلني طموح جامح ....
وسراب يشبه خيال الأفلام أيقنت بأني حققت ما أبغي .....
حتي حققت الأحلام أيقنت بأني سيرت العمر وحيداً ولم تكسرني الأهواء يتعثر من يتعلق وتسير قافلتي ويبقي الرحيل دواء جلست إلي نفسي أحكيها لما الميل إذن نحو الأحزان أيقنت بأن القمر أوهمني يوما انه يعيروني الإهتمام وأنه يرقب لي كل الحركات والسكنات وينير الطرقات أيقنت أن عشقي للقمر كان وهم وترقبه لي كان إفتراء أيقنت باني كنت بين مطرقة العند وسندال الأحلام ولكني أيقنت بأني ....كنت أحيا معصوب العينين كـثور يعشق غمام العين ...... أو يعشق الدوران أيقنت بأني لا أحيا حياة حتي الأن بين الأحياء أنظر في المرآة أتأمل شعر يكسوه هالات بيضاء أهرب من عيني في المرآة تناديني قد شاب صبياً أنظر في المرآة أرقب تجاعيد وجه ليس بوجه الصبيان قد مر طويلا ولم أنظر للمرآة صدقاً قد شاب الصبيان مشيب الأيام يضرب بعنف ... أبكي خلف الجدران أيقنت الآن بأني أفنيت العمر وراء الأوهام هباء اتسائل هل هلكني العمر عبساً أم إشتقت عناد الصبيان اشتقت صبياً يحلم أن يكون رجلاً مكتملاً يوم الأربعاء يتأهب يوم خميس لعرس يرتدي فيه ملابس الرجال يسكن حواء يخرج إلي أُناس يوم الجمعة بجلباب وسروال وعجوز تضحك ولدي لا تتعجل ما أسرع مضي الآجال وصبيا يضجر من بطئ الأيام يملأ الدنيا صخبا وعناء يتحرك في البيت يمشى يقلد فلان يقلب في الأصوات يرسم شيخاً ذو لحية ......يعلوه علامات رحيل وزوال وعجوز تدمع ولدي صبراً ستدمع يوما عينك علي الأحلام قد مر العمر سريعاً .
وشاب صبياً يأمل ولم تدركه الآمال ما زلت صبيا يحلم ظلماً شيب الصبيان ويثور غضباً وصياحاً .. أيقنت ..فرجاء طمس المرآة أيقنت الآن بفقد الأحباب ....وأوجعني هجر الأبناء أيقنت بأني جُرِحت ....والجرح مازال يأن بالأعماق يخدعني هدوء كاذب ......يخفي عاصفة الأحقاد أيقنت بأني في عزلة عن عالم أكره فيه الوجهان ايقنت اللعبة كاملة وأني لا أعشق دور الأبطال أم أدمنت دور اللعبة .... تتحرك في أيد الأشرار أيقنت الآن فاجعتي .....أتعبني صراع الأمواج أيقنت بأني أحتاج إلي نفسي وأحيانا احتاج بكاء .
