من وراء المبانى المخالفة فى مصر؟!
مثلث الفساد "مال، جشع، مسئول باع ضميره)، تعد المحليات البيئة الأساسية للفساد المالي والإداري، وفي ظل انتشار الفساد، لابد أن تنتشر الأبراج السكنية المخالفة في كافة الأحياء، تلك الأبراج التي تعد قنبلة موقوتة في ظل انعدام الضمير والرقابة.
تنتشر تلك الشواهد المسماة الأبراج السكنية في مختلف مناطق المحلة الكبرى، فقد استغل البعض حالة الانفلات الأمني التي كانت تمر بها البلاد، واستولوا على الأراضي بعدة طرق، منها الاحتيال، وفرض السيطرة بالقوة ، والرشاوى لضعاف النفوس العاملين بالأحياء والمجالس المحلية، إضافة إلى مخالفة تصاريح البناء، سواء في عدد الأدوار أو البروز بالمبنى على حساب الشوارع.
وقامت "الديار" برصد عدد يكاد يكون صاعق لمخالفات المباني بكافة أحياء ومناطق المحلة الكبرى. تلك المدينة المحدودة المساحة، والتي تكتظ بالشقق السكنية لمن يمتلك المال.. ولا أحد يمتلك إلا القيل.
البداية، حادث انهيار منزل بسبب عقار مخالف بمنطقة سكة زفتي بالمحلة الكبرى، مكون من خمسة طوابق، وتصدع عدة منازل أخرى نتيجة أعمال إنشاء برج سكنى من 15 طابقا، قد أزاح الستار عن آلاف الأبراج المخالفة، والتي تعد قنبلة موقوتة، قد تسبب خسائر فادحة في الأرواح.
أثار أحد الأبراج بمنطقة أبو راضى مكون من خمسة عشر طابقا ذعر لأهالي المنطقة خوفا من انهياره، حيث وصلت درجة الميل إلى 100 سم، مما يشكل خطورة بالغة لكافة المباني المحيطة بالبرج.
وأرجع، رئيس لجنة المنشآت الآيلة للسقوط بكلية الهندسة جامعة طنطا، والمكلفة بفحص العقارات، أن السبب الرئيسي يرجع إلى ضعف التربة وعدم تحملها لعمليات البناء، بالإضافة لعدم تجهيز الأرض بالتجهيزات الإنشائية اللازمة من قبل المقاول، والذي يسعى لتوفير النفقات على حساب متطلبات البناء، مضيفًا أن ظاهرة تصدع وميل العقارات انتشرت بصورة خطيرة في الآونة الأخيرة، وسجلت اللجنة 6 حالات في الـ 6 شهور الماضية، وهو عدد كبير وخطير لعقارات لم يمر على إنشائها أكثر من 5 سنوات.
وأكد أحد المقاولين أنه بطبيعة عمله يرى يوميًا العديد من المخالفات، منها بناء أدوار مخالفة تصل إلى 7 و٨ أدوار، خاصة في مدينة المحلة الكبرى، مضيفاً أن أحد المقاولين حصل على ترخيص بناء ٥ أدوار فقط، لكنه بنى 10 أدوار مخالفة.
عقار آخر، يمثل تحديا صارخا للقانون، تحت رعاية المنوط بهم تشريع القانون وحمايته، وبالتحديد بجوار العباسي القديم أمام أحد المطاعم الشهيرة بالمحلة الكبرى، وقد أخفى ذلك العقار ملامح شارع لوايا، بسبب البناء المخالف الذي قام به زوج حفيدة احدى أعضاء مجلس النواب بالمحلة.