جريدة الديار
الإثنين 15 ديسمبر 2025 11:38 صـ 25 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كيف تعامل وزير التعليم مع حوادث التحرش بأطفال المدارس وماذا قرر لحماية الطلاب؟ الضربات الأمريكية ضد فنزويلا بين مكافحة المخدرات وصراع النفوذ الدولي مقابل 650 ألف دولار.. كنوز فيلم الفك المفترس الأصلية في مزاد عالمي أسعار الفراخ اليوم الإثنين 15 ديسمبر 2025 حقيقة رفع أسعار الكهرباء وهذه أسعار الشرائح اليوم (فيديو) تحذير عاجل من القومي للاتصالات بشأن هذا الرسائل والمكالمات المصاب يقعد في البيت.. تفاصيل جديدة بشأن الأمراض التنفسية المنتشرة حاليا متحدث الوزراء: تطوير منطقة القلعة يهدف لاستيعاب السياح مع الحفاظ على معالمها التاريخية غلق رابط تسجيل بيانات المعلمين المتقدمين لإعادة التعيين 31 ديسمبر متابعة ليلية مكثفة لوكيل صحة الدقهلية بمستشفى بلقاس وتوجيهات بتطوير الأقسام الحيوية قرارات و تنبيهات عاجلة من التعليم بشأن استمارة الشهادة الإعدادية 2026 تقلبات جوية تضرب البلاد اليوم.. أمطار غزيرة ومدينة تسجل درجة مئوية واحدة

اللوبي العربي

اللوبي "Lobby" هي كلمة إنجليزية تعني الرواق أو الردهة الأمامية في فندق ، ولكن أيضاً تستخدم هذه الكلمة سياسياً في وصف الجماعات أو المنظمات التي يحاول أعضاؤها التأثير على صناعة القرار في هيئة أو جهة معينة ، أو كما يطلق عليها جماعات الضغط .

ففي فرنسا يوجد اللوبي اليهودي الذي يمارس الضغوط على متخذي القرار كالرئيس والحكومة الفرنسية لتأييد إسرائيل ، وتحقيق أهدافها ومصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية ، حيث أن يهود فرنسا يبلغ عددهم نحو 560 ألف ، وغالبيتهم العظمى من يهود المغرب العربي الذين هاجروا إلى فرنسا بعد إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين ، ومازالوا يرفضون الهجرة لإسرائيل .

وعلى الرغم من مساواتهم في الحقوق مع سائر المواطنين الفرنسيين إلا إنهم لم يندمجوا اندماجاً كاملاً في المجتمع الفرنسي ، واستمروا في التقوقع حتى لا تذوب الشخصية اليهودية داخل المجتمع الفرنسي .

وشدد بن غوريون على هذه القضية محذراً يهود الشتات بقوله "إن الاندماج في المجتمعات التي يعيش فيها اليهود هو أكبر خطر يهدد اليهودية اليوم" .

استطاع اليهود أو اللوبي اليهودي في فرنسا إخضاع معظم الحكومات الفرنسية لنفوذها وابتزازها اليهودي ، خوفا من اتهامها بمعاداة السامية ، حيث يعد النفوذ اليهودي في فرنسا هو أكبر نفوذ يهودي في أوروبا ، وهو نفوذ قديم ومرتبط بالحياة اليهودية في المجتمع الفرنسي ، وقد ازداد بعد قيام إسرائيل ومشاركتها في العدوان الثلاثي مع فرنسا وبريطانيا على مصر .

السؤال الذي يجب أن نطرحه هنا الآن ، هل من لوبي عربي في فرنسا يمكن استخدامة كوسيلة ضغط على الحكومات الفرنسية ؟ .

عند الحديث عن العرب ، فإن علينا أن نعرف أعدادهم في فرنسا ، إلا إن المشكلة تكمن في أن الدستور الفرنسي لا يجيز عمل إحصائية سكانية على حسب الدين أو العرق أو اللون ، لأن هذا يُعتبر مخالفاً لحقوق الإنسان ، وسيُلاحظ أنّ به نوعاً من أنواع التَّفرقة الدينية أو العرقية ، ولذلك فإن الحكومة الفرنسية عندما تريد عمل إحصائية سكانية فإنها لا تضع بين البنود أي سؤال عن الدين أو العرق .

وقد ذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن عدد المواطنين الفرنسيين المسلمين يتراوح بين 4.5 إلى 6 ملايين شخص ، في حين ذكر دليل بوبكر رئيس المجلس الفرنسى للعبادة للمسلمين وعميد المسجد الكبير فى باريس أن في فرنسا 7 ملايين مسلم ، وهناك من يذكر بأن عددهم يتراوح ما بين 8 إلى 10 ملايين .

توجد بعض الجهات المستقلّة التي أعدَّت تعداداً للسُّكان العرب أو المسلمين في فرنسا ، ومن بينها المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية (INED): أكَّد بدراسةٍ أن أكبر نسبة من مسلمي فرنسا أصولهم من المغرب العربي ، حيث إنّ الجزائريين يشكلون نسبة 43.2 بالمائة ، والمغاربة بنسبة 27.5 بالمائة ، والتونسيين بنسبة 11.4 بالمائة ، ومن جنوب الصحراء الأفريقية بنسبة 9.3 بالمائة، والأتراك بنسبة 0.1 بالمائة ، وأخيراً يصل عدد الفرنسيين الذين كانوا نصارى وتحوَّلوا للإسلام إلى سبعين ألف متحول للإسلام ، وهذا يعني أن نسبة العرب منهم تبلغ 82 بالمائة وهو رقم كبير .

وعلى الرغم من عددها الكبير ومما تتعرض له من تهميش ومن انتهاك لحقوقها ، لم تتمكن بعد الجالية العربية والإسلامية في فرنسا من تشكيل "لوبي" أو جماعات هوية ضاغطة قوية ومؤثرة في صناعة القرار ، وفي الدفاع عن هذه الحقوق ضد الهجمة الشرسة التي تطالها .

الجالية العربية بشكل خاص والمسلمة بشكل عام ، ومازالت عاجزة عن فرض نفسها كقوة انتخابية لتتمكن من الدفاع عن نفسها وانتزاع حقوقها ، ويحسب لها حساب خلال الحملات الانتخابية رغم تعدادها الكبير ، بل على العكس صارت عند بعض المرشحين الفئة التي يجب حصد أصوات الناخبين عبر مهاجمتها ، خاصة في معسكري اليمين واليمين المتطرف .

لا ينقص الجالية العربية في فرنسا سوى الإرادة الصادقة ، لإيجاد لوبي عربي نافذ وقوي يصل إلى حجم الجالية وطموحها ، والتحديات المختلفة التي تواجهها ، وقد تكون اللقاءات على قواسم مشتركة بين اتحادات الطلاب العربية والمنظمات المجتمعية المختلفة في فرنسا مدخلاً للارتقاء بالجالية العربية في فرنسا إلى مستوى الطموح .

إن وجود عدد كبير من الأكاديميين والمثقفين والفنانين والطلاب الجامعيين ورجال الأعمال العرب في فرنسا سيساعد بكل تأكيد في تعزيز فكرة العمل على تأسيس لوبي عربي منظم وفاعل .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل