جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 08:09 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

إضاءة سريعة| الرفاعي عيد يكتب: «هذيانُ يتأتى »

الرفاعي عيد
الرفاعي عيد

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تلاشت بشكل كبير فكرة العدو المطلق، وظهر في قاموس السياسة الدولية مصلحات أخرى كانت ولازالت تلعب على أوتار قيم التعايش، وقبول الآخر وأشياء كثيرة في هذا المضمار، والتى ربما اتخذت من هذه القيم حجبا للتخفي وتمرير الأفكار المحفزة على تحصيل مكاسب بين أطراف كانوا فى القديم ألد الأعداء.

وفى محيطنا كانت الدعوة تسرى في أفق يتنفس هواء عربياً، ليسقط العداء أرضاً مع العدو الأوحد القابع عبثاً في رحاب القدس جهارا نهارا، فانزوت الشعارات، وخفتت الأصوات، ولم يتبق منها سوى أطلال ماض نقول لأودنا أنه "الماضى التليد".

وإن كان ذلك قد حدث على مسوى نخبوى بعيداً عن نبض الشعوب ورغبتها المتواضعة في بقاء المورث القومى العربى قيد الحياة، وذلك بجعل صراعنا مع العدو الصهيونى صراع وجود، وتصنيفه ولو بشكل وجدانى أعرج أنه محتل غاصب، لكن الأمر وقد أزفت الآزفة لم يعد بالإمكان، وأصبح هناك" شالوم" فرض على الجميع ارتداء قناع المسخ الأكبر وصار "ديفيد" هو العم، وعنده لكل عقدة حل.

لا ريب إذاً.. فنحن شعوب لا تعرف إلى التفكير موردا، ولم تحظ يوماً بفرص التأهيل الكاملة لتتنبئ بما هو أخطر من الموبقات سحقاً، فمقتضيات العصر، سلاح يفتك بالشعوب، ويعصف بالحضارات، وإذا لم نحسن فك طلاسم مقتضياته الجديده، فتحما سوف تكون نهايتنا كبابل، أو ربما سوف نجر على أنفسنا لعنة ذلك المارد القابع في قمقمه من العصر السحيق، ليخرج علينا عقابا على جهل استمرئناه قرونا .. فيأكل منا الأخضر واليابس.

وتركنا الأمر لأولى قوة وبأس شديد منا، ليس بالطبع عن عجز فينا يعيرنا، ولا عن قهر منهم يفت عزم الرجال، ولكنه طوعا وكرامه، إيمان سكن الأعماق، فصاحب الشىء أيسر على حمله، وكاشف سره، ولم يترك من بواطنه أمر إلا ألم به، وبعد الأزمة عاد يجر الخيبة في سرواله مطأطأ الرأس، يتبنى خطاباً أكثر قبحاً، وأقل وضاعة من رجل باع زوجته يوما فى سوق النخاسة لشدة جمالها، فلا هو منع السارق من سرقة ماءه حين رآه، ولاهو قادر على مواجهته حين أعلن السارق أنه حصل على إربة الماء.

واكتشفنا أن الأمر يحتاج إلى سياسة وكياسة وفطنة، درب أخر، وحسب ما تواترته الروايات "استراتيجيات الفكر الحديث"، فلا مانع إطلاقا في ظل هذا المخلوق الجديد ولا عجب أن يكون ضيفك المكرم الذى تدبح تحت أرجله الذبائح هو ذلك التاجر الذى ابتاع لقاتل اخيك سكينا ليقتله، وهو يدرك أنه كان لقتل أخيك.