جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 09:39 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

القضيةالشائكة... ” العسكريون وتشكيل الخريطة الثقافية ” في صالون حـــزيــن عمـــــر

صالون حزين عمر
صالون حزين عمر

المؤسسات المدنية نشأت في حضن الجيش..أيام محمد علي
البارودي وحافظ وعكاشة

والسباعي..قادوا حركة التحديث للثقافة القومية والأدب العربي

مصطلح " العسكر "..لا وجود له إلا في خيالات الخونة والإرهابيين
القوات المسلحة امتداد للشعب..وهو حاضنة لها

الحقيقة الغائبة عن بعض المهتمين بالشأن الوطني ، أن جيش مصر بالذات ليس مجرد قوة عسكرية وعمق اقتصادي وأمني للوطن فقط ، بل هو كذلك صاحب اليد الطولي في الثقافة القومية علي مدي قرنين من الزمان.وترتبط نهضة الثقافة العربية ببناء جيش مصر الحديث منذ أيام محمد علي وبداية تجنيد المصريين بديلا عن الانكشارية التركية والمماليك والألبان وغيرهم.
في قضية ( العسكريون وتشكيل الخريطة الثقافية) ناقش صالون حزين عمر الثقافي هذه الحقيقة الناصعة من خلال ضيوف الصالون : السفير محمد العشماوي والدكتور ابراهيم نصر الدين والمفكر السياسي سامي الزقم والمفكر الإسلامي عبد الغني هندي..في حضور منسقي الصالون : د.محمد راشد وخالد العطفي واشرف فتحي عامر..بمشاركة عدد كبير من المفكرين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين ، منهم : بهال القويسني ود.منال حبيب وشريف الجندي ود.جمال عبد العظيم ود.احمد عبد الرحيم ود.ممدوح هاشم ود.رمضان الشناوي ووليد البلاسي ومحمد حسين سوسة وجيهان جلال ونادية رفعت ومني ابو الليل وامال الخطيب وياسر اسماعيل وحسام السندنهوري وتامر محمد وعبد الفتاح يوسف..وغيرهم.
استعرض المتحدثون هذا الارتباط العضوي بين نشأة الجيش المصري الحديث علي يد محمد علي عبر مدارس : الطوبجية والمهندسخانة والصيدلة والألسن وغيرها وعبر إنشاء كيانات أخري كالمجمع العلمي ودار الكتب ..وبين نهضة الثقافة العربية والادب العربي ..فقد أنشأ محمد علي هذه الكيانات لخدمة الجيش ثم توسعت خدماتها لتشمل جميع أوجه الحياة المدنية : من طرق وسدود وجسور وسفن..حتي بعث حركة الشعر العربي الحديث والادب العربي علي يد رفاعة الطهطاوي ومحمود سامي البارودي الضابط الكبير في جيش مصر والذي ترقي حتي أصبح وزير الجهادية ثم رئيس وزراء مصر في عهد احمد عرابي.

( حافظ ..وعكاشة .. ويوسف )
وإذا كان البارودي صاحب الفضل في إحياء الشعر العربي ، وهو أبو الشعر الحديث فإن قامة عالية أخري تنتمي للمنظومة العسكرية المصرية ، إنها شاعر النيل حافظ ابراهيم الذي كان ضابطا بالجيش المصري بالسودان قبل ان يستقيل دفاعا عن كرامة المصريين ..ثم تتوالي مساهمات الضباط المثقفين ، وتصبح ظاهرة إيجابية في ثورة يوليو ، ومنها كان يوسف صديق شاعرا وجمال عبد الناصر صاحب ترخيص دار التحرير للطبع والنشر والسادات رئيسها وخالد محيي الدين رئيس تحرير المساء ..وهم اكبر مجموعة في مجلس قيادة الثورة ، وعهم مؤسس وزارة الثقافة المفكر والناقد والمؤرخ الدكتور ثروت عكاشة ، والروائي الكبير والقاص والكاتب يوسف السباعي مؤسس كل الكيانات الثقافية الشعبية الراهنة كنادي القصة ودار الأدباء واتحاد الكتاب واتحاد كتاب آسيا وإفريقيا ومن جيله من الضباط المفكرين والمبدعين : احمد حمروش ومصطفي بهجت بدوي والمؤرخ جمال حماد ..ويستمر عطاء القوات المسلحة لحركة الفكر والثقافة العربية حتي هذه اللحظة في وجوه كثيرة منها هذه الأسماء من الأدباء : احمد غراب وفؤاد طمان واحمد محمد عبده ــ احد مؤسسي صالون حزين عمر الثقافي ــ ومحمد السيد سالم ..وعشرات غيرهم.

التساؤل الذي طرح نفسه في الصالون : ماذا لو استبعدما كل هذه الكتيبة الثقافية من المشهد العربي والمصري خلال هذين القرنين ؟؟!! الإجابة أنه لن يكون هناك ثقافة ولا تطور ، بل شئ يشبه ما كان أيام الاحتلال التركي ونهايات عصر المماليك !! ولا ننسي مساهمة رجال الشرطة بنصيب في هذا العطاء للوطن عبر اسماء كثيرة ، منهم : اللواء الدكتور حسن فتح الباب أحد كبار المجددين في القصيدة العربية وناقد وناثر وكاتب مسرحي..وكذلك سعد الدين وهبة أحد كبار كتاب المسرح العربي.

..فكانت مبادرة صالون حزين عمر الاستباقية لتصحيح المفهوم والتاكيد علي أن الجهالة والتطرف والجمود لازمة من لوازم التنظيمات الإرهابية الاخوانية المعادية للوطن والإنسانية والحضارة.
(بوتقة الانصهار )
أكد ضيوف الصالون : د.ابراهيم نصر الدين والسفير محمد العشماوي والمفكر سامي الزقم والمفكر عبد الغني هندي أن جيش مصر وحده هو من يحمي الهوية في ظل غياب الثقافة الرسمية والإعلام والتعليم عن اداء دورهم ..وتشويه العسكرية المصرية حرب متعمدة منذ احداث يناير لأنه بوتقة الانصهار لكل عناصر الشخصية الوطنية ..كما ان ثورة يوليو اول من رفع شعار (الثقافة للجميع ) ويعد قادتها مثقفين كبارا وخاصة عبد الناصر ويوسف صديق وخالد محيي الدين والسادات واحمد حمروش والسباعي ومحمد فايق...وللجيش والمشير طنطاوي يعود الفضل في منع سيطرة الإخوان علي كرسي شيخ الأزهر الذي سعي القرضاوي لاحتلاله.