مشانق الحرير .. الجريمة الإلكترونية وقتل البشر

هناك سؤال في باطنه الدرامي بعض الشئ خاصة من حيث القياسات النظرية والتطبيقية لسلامة ونعومة التكنولوجيا علي البشر في جميع انحاء العالم ، إذ علمنا أن هذا الاسبوع قتل رجل من المجر يبلغ من العمر 45 عاما ، ابنه ذو الأربع أعوام ثم انتحر كان ذلك بعد ان ظهر له هذا البرنامج الخبيث المعروف باسم " norma 1 " أحد البرمجيات الخبيثة المتخصصة في ابتزاز المستخدم بصورة واقعية والذي طالبه بدفع غرامة تقدر ب 1.5 مليون دولار أوأت يزج به في السجن 11 عاما ، هذا مجرد حادث لكن هناك العديد من القصص التي لديها نهاية سيئة مماثلة شبيهة بعالم الحكايات الماورائية .

تعرض كمبيوتر الرجل المجري لتلك البرامج بعد زيارة بعض المواقع الاباحية والرسالة التي جاءت إليه حملت ذلك النص " أما أن تقوم بدفع المبلغ 1.5 مليون دولار أو أن ألقي بك بالسجن مدة قد تزيد عن 11 عاما " ظن الرجل أن تلك الرسالة جدية بالفعل وأنها جاءت إليه من الشرطة وأنها تقوم بإبتزازه .

وكتب رسالة انتحار لزوجته ابلغها أنه يفضل الموت علي الذهاب إلى السجن ولا يفضل ترك الديون لأبنه وقرر شنق نفسه والابن الصغير في غرقة النوم

هذا الشعور سئ للغاية وقد يصدمكم ولكنها حادثة حقيقية حدثت الأسبوع الماضي مع رجل مجري كان لا ينقصه من سعادة الحياة الا عدم حدوث ذلك معه.

في عام 2012 سمعنا عن قصة ذلك المحامي التايلندي الذي تم خداعه من قبل محتلين نيجيريين ، وعده بصفقة قد يحصل من خلالها علي ملايين الدولارات ولكن عليه دفع الرسوم اللازمة لتغطية تلك الصفقة فقام بدفع ما يقرب من مليون دولار .

انتهي به الأمر إلى أن اقترض 500 ألف دولار من أحد البنوك واقترض 300 الف دولار من بعض الاشخاص الذين ظنوة محل ثقة .

وعندما علم بأمر هؤلاء المحتالين وأنه لم يكن إلا صيدا ثمينا لبعض هاكرز التواصل الاجتماعي قام بالقاء نفسه من شرفة منزله من الدور الرابع.

حادث آخر حدث بكوريا الجنوبية التي لا تخلو من أشهر الهاكرز بالعالم حيث ألقت الشرطة الكورية القبض علي ثلاثة اشخاص تم اتهامهم بتوجيه رسائل تهديد بالقتل عبر رسائل البريد الإلكتروني لبعض الناشطون علي المنتديات العلنية ، وقد اكتشفت الشرطة أنهم يقومون بإستخدام برامج خبيثة تقوم بإرسال الرسائل نيابة عنهم كان ذلك قبل أن ينتحر اثنين منهم بإستخدام حبوب النوستوديوم السامة .

سيناريو آخر حدث في ارمينيا عندما أرسل مبرمج ذو اصول عربية يدعى حمد الزعاترة مقطع اباحي عبر بريده الالكتروني لحاكم ولاية ايجوان ثم ابتزه ماليا لبعض أشهر وعندما طلب منه دفع مبلغ ضخم يغنيه عن المبالغ الضعيفة التي يقترضها منه ، شنق حاكم الولاية نفسه ، و كتب رسالة انتحار ساخرة يقول فيها " ست جمل ،مسكين أنا استمتعت عشر دقائق وشقيت بقيت حياتي "

وفي عالم العربي سمة سيناريوهات أشهرها ما حدث مع مندوب مبيعات قطري يعمل بإحدى شركات الدواء والذي تم خداعه من قبل هاكرز جزائري بصفقة دواء من احدي الشركات الغربية مقابل 200 الف دولار فقط ثم يقوم ببيعيها للشركة التي يعمل بها ب 12 مليون دولار فأقترض المبلغ من اصدقاؤه وجيرانه وعندما علم بأمر الخدعة شنق نفس في إحدى غرف شقته .

والسؤال ما الذي يمكننا فعله لتجنب تلك الحوادث ؟!

يقول حسن ماهر الخبير الالكتروني أن العامل البشري هو دائما حلقة الضعف في تلك المعادلة فدائما البرامج الخبيثة هي التي تقوم بتوجيه وإرسال مثل تلك الصور أو الرسائل لإيهام الضحية وخداعها بمثل تلك الادعاءات ،ربما يكون قد ذكر الحقيقة .

ولكن جمال مراد مبرمج امني يقول ، أن مثل تلك الحوادث تحدث بالفعل في عالمنا بعد أن اصبحت التكنولوجيا هي العالم الأقوى في عالم الخوف والملل والقلق الذي نعايشه وبالتالي أصبحت لها اليد الطولي في كل ما يحدث ، مضيفا أن حوادث القتل والانتحار الذي يتعرض له بعض مستخدمي التكنولوجيا حول العالم جراء ايقاعهم صيدا صمينا لبعض المحتالين تحدث بالفعل متوقعا حدوثها في العالم العربي الذي اصبح جزاء اصيلاء من عالم التكنولوجيا الخفية بسبب مبرمجون وهاكرز عرب علي درجة عالية من التقنية والذكاء.