جريدة الديار
الخميس 18 أبريل 2024 02:41 صـ 9 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

خاص| «الجارديان » ترصد دلالات استقالة سبعة من نواب حزب العمال البريطاني المعارض

صورة الديار من الجارديان
صورة الديار من الجارديان

تناولت صحيفة "الجارديان" البريطانية في صدر صفتحها الأولى استقالة سبعة من النواب العماليين يوم الاثنين من حزبهم.

وتقول الجارديان إن القرار خطأ، ولكنه في الوقت ذاته يذكرنا بأن الحزب لم يكن أبدا حزبا مركزيا، حيث تم احتواؤه، واحتوى على عدد من التقاليد السياسية، وظل طوال تاريخه، الذي مضى عليه 120 عاما، ائتلافا من نقابات العمال المنظمة وعدد من التقاليد الديمقراطية الرئيسية الاجتماعية والاشتراكية الديمقراطية.

وتشير الصحيفة في تقريرها الني طالعتة وترجمتة "الديار" إلى أن الحزب طالما شهد نقاشا حادا ظل محصورا في الخيمة الواسعة للعمال، ولا يزال الوضع كما هو منذ قرن أو يزيد على ولادة الحزب.

وتلفت الجارديان إلى أنه في عدة أوقات من تقدم الحزب، فإنه مال لهذا الاتجاه أو ذلك، بحيث وضع هذا المزيج تحت الضغط، وخلال القرن الماضي تغيرت بريطانيا بطريقة أساسية بشكل أجبر الحزب أي حزب على التكيف أو الانهيار، لكن الحزب ومصالحه وناشطيه ظلوا كما هم حتى لو لم يكونوا متحدين، لكنهم اتفقوا على هدف عام ومشترك، وكان هو انتخاب حكومة عمالية تستطيع معالجة اللامساواة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في بريطانيا.

وتفيد الصحيفة بأن المظلة الواسعة خدمت حزب العمال جيدا وكذلك بريطانيا، ويجب علينا فهم قرار النواب الاستقالة من الحزب ضمن هذا السياق، فيجب النظر إلى الاستقالة على أنها تحذير من أن الحزب يعاني من أزمة كبيرة من الأزمات التي مر بها، وأنها تمثل خطرا على الجناح الذي يقوده جيرمي كوربين، الذي وضع التحالف الواسع وطويل الأمد أمام بعض الخطر.

وتنوه الجارديان إلى أن تعرض الحزب لخروقات كهذه ليس جديدا، لكنه الآن واقع ويجب أن يتعامل معه الملتزمون بقضية العمال بنوع من التواضع، ممن يؤمنون بحاجة بريطانيا لحكومة عمالية، خاصة في سياق البريكسيت وسيطرة القوميين اليمنيين على حزب المحافظين.

وتذكر الصحيفة أنه مهما يكن فإن الأمر المثير للدهشة عن الاستقالات أن من استقالوا هم من الطبقة الدنيا في الحزب وعددهم قليل، وليس سرا أن الكثير، وربما معظم حزب العمال، يرغبون بقيادة للحزب غير جيرمي كوربين، وفي نفس الوقت فإن هناك الكثير من العمال ممن يرغبون أن يكون كوربين الشخص الذي يدافع عن وضع معين لبريطانيا في أوروبا، وألا يتم ابتزازه بشأن معاداة السامية في الحزب، وفي الوقت ذاته لا يوجد ما يدل على أن الغالبية التي صوتت له في عام 2015 و2016 تراجعت عن دعمها له.

وتشير الصحيفة إلى أنه حتى بعد الاستقالات فنحن لسنا أمام حزب يعاني من حرب أهلية، مثل تلك التي هزت الحزب في ظل مايكل فوت عام 1981، وهذا يعني أن نقاد كوربين يريدون البقاء في الخيمة والدفاع عن مواقفهم، وطالما ظل عدم الارتياح موجودا ولم يتم دفعه إلى الواجهة فلن تكون لدى أفراد الحزب شهية لمواجهة شاملة.

وترى الصحيفة أن الاستقالات تظل قرارات شخصية جاءت نتاج إحباط شخصي متراكم، وليست لحظة جماعية سياسية، كما حدث مع روي جنيكينز وعصابة الأربعة قبل 40 عاما، ولم يتم التحرك لإنشاء حزب أو حتى تقديم برنامج.

وتختم الجارديان تقريرها بالتحذير من عدم استغلال الاستقالات التي يؤسف لها بصفتها وسيلة لحملة تطهير داخلي، ففكرة الخيمة الواحدة التي تجمع ولا تفرق تظل قوية، حتى في هذا الوقت الصعب، وفي سياق مأساة وطنية مثل البريكسيت، ويمكن لكوربين أن يعمل أكثر، والاستقالات هي مجرد إشارة لدفعه إلى عمل المزيد.