جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 12:36 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
مع الاحتفاظ بـ«المصرية».. آليات جديدة للحصول على الجنسية الأجنبية سعر الدولار اليوم الجمعة مع تقلبات الجو.. علاجات منزلية لـ الجيوب الأنفية ”التعليم” تكشف موعد انطلاق امتحانات الثانوية العامة 2024 التنمية المحلية تتابع تحسين مستوي الخدمات للمواطنين بالمحافظات.. رصف طرق بالغربية ١٥١٣ مواطن تلقوا خدمات الكشف والعلاج بالمجان بقافلة السرو من صحة دمياط التنمية المحلية تتابع تنفيذ مبادرة حياة كريمة والجمهورية الجديدة مصر بتتبني بالمحافظات ..” أسوان” افتتاح استوديو المحتوى التعليمى الجديد بالتعاون مع اليونسكو وهواوى بالأكاديمية المهنية للمعلمين وزيرة التضامن: 60% من مرضى الإدمان يعيشون مع أسرهم دون اكتشاف الوالدين لتعاطي أبنائهم. وصول 8 شهداء لـ مستشفى «الأقصى» جراء قصف الاحتلال منزلًا بمخيم المغازي إصابة 9 أشخاص واحتراق منزل في مشاجرة بالفيوم ... بسبب خلافات الجيرة مصرع شاب في تصادم دراجة نارية بجرار زراعي في الوادي الجديد

”حدث في برايتون” .. رواية حديثة للكاتب الصحفي سامح فوزي

رواية حدث في برايتون
رواية حدث في برايتون

في أول تجاربه الروائية، يرصد سامح فوزي حكاية تحول"منة الله" من الخوف والعزلة إلي الاستقلالية والتغيير، الصراع بين الرغبة في الحب وكبت المشاعر، عبر انتقالها من إحدي القري الفقيرة بمصر إلي مدينة برايتون الساحلية الانجليزية، بعد حصولها علي منحة لدراسة الماجستير والدكتوراة بجامعة ساسكس.

يستعرض تحول حياة "منة الله" من الأفكار الضيقة والحياة الريفية بكل رتابتها إلي حياة الانفتاح والبهجة، كاشفا أمام القاريء تفاصيل مدينه برايتون بكل ما تحمله من عراقة الانجليز وانفتاح الجامعات الغربية، بما تضمه من أساتذة علي مستوي المسئولية والمنهجية العلمية، وأيضا تنوع الطلاب من مختلف بقاع العالم، من جنسيات متعددة وأديان مختلفة، وكيف ساهمت صديقتها المكسيكية في تغيير حياتها للأفضل، ونصيحتها لها بضرورة أن يخلق الإنسان لنفسه حياته كما يريد وليس كما يجبره غيره عليها.

عانت "منة الله" من مشاعر مكبوتة بداخلها ما بين العزلة والانفتاح، كتمان المشاعر والبوح بها، الإعجاب بشاب مصري زميل بالجامعة بينما هو لا يمنحها أي اهتمام، حينما تساءلت مع نفسها.. هل أنا أحبه؟ بالتأكيد لا. هل هو يحبني؟ الظاهر لا، لا لم يصدر لي إشارة تحمل رسالة من محب ولهان. هل أتعلق بوهم. ربما، ما المانع؟. الحياة التي تخلو من الأوهام كئيبة.

وينتقل بنا الدكتور سامح فوزي بتفاصيل وخبايا رحلتها في برايتون، ورؤية لحظات الحب والتحام أجساد العشاق لطلاب يعيشون بالقرب من سكنها من خلف زجاج غرفتها وإيقاظ مشاعر مكبوتة بداخلها، حتي حصولها علي الماجستير والدكتوراة ثم العودة لمصر بروح جديدة وأفكار مختلفة دون أن تتخلي عن حجابها أو تدينها، حتي تعرفت علي صديقة مصرية عرفت منها كثير من الخبايا والأسرار عن البشر، وكانت عوضا عن صديقتها المكسيكية، حتي قارنت بين ما يحدث من تناقضات في مصر وشفافية برايتون بقولها " حياة غريبة. في برايتون كان واضحا من لها صديق ومن تعيش بمفردها، أما هنا فلا أفهم هذه "اللخبطة" في العلاقات.

حتي تعرفت علي أستاذا جامعيا ليطلبها للزواج، وهي تجربة تمر بها لأول مرة، ولم يكن لديها خبرة في التعامل مع الرجال، ولكنها تأثرت بما لمسته بالحياة الغربية من أفكار جديدة، حيث تعلمت في غربتها أن الانسان الواعي لا ينبش في ماضي من يتعامل معه.

مرت بتجربة الزواج وانجاب طفلة جميلة اسمها "مريم"، ولكن لم تكن تجربة الزواج كما كانت تتمني، سردها الكاتب مستعرضا تفاصيل الصراع الداخلي الذي مرت به "منة الله"، ولماذا عادت مرة آخري إلي برايتون، مستعيدة ذكريات مع البحر تفصح كثير من الصراع بداخلها، منتهيا بسطور توضح خصوصية علاقتها بالبحر هناك " حب غريب وعلاقة بها رغبة في التملك والاستحواذ والغيرة، لكن هكذا الحب الذي لو عرف حسابات العقل لما أصبح حبا!

"حدث في برايتون"، رواية صادرة عن دار الهلال بمصر ، ١٢٠ صفحة من الصراع الإنساني، الذات العميقة والذات الجديدة، هواجس الحب والجنس والانفتاح لفتاة قادمة من مجتمع منغلق كئيب في بعض ملامحه إلي مجتمع أكثر رحابة وبهجة، وأجاد الكاتب حينما استهل روايته باهدائها إلي " من يحب أن يجدد ذهنه ويتمرد علي ذاته العميقة ويفتح نوافذ شخصيته ويسمح بتشكل ذات جديدة داخله"!