جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 09:04 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

دولة البلطجة فى مصر!!

سائقو توك توك .. بائعو على الكبارى .. والمتجولوين
سائقو توك توك .. بائعو على الكبارى .. والمتجولوين

رجال أمن: المحافظة هى المسئولة عن تنظيم أسواق للباعة الجائلين وعلى الكبارى ولابد من إصدار قانون يفرض عليهم ضريبة سنوية!.. وأحد البائعين: هنجيب منين!!؟

 

 

سائقو الميكروباص والسرفيس: إتاوات ومبلغ خمسين ألف شهريًا من السائقين داخل الموقف من قبل بلطجية تدير ومن يعترض يتعرض للسب والإهانة.. ونحتاج لشرطة تحمينا!

 


 

 

أشكال البلطجة عديدة، وما نعرفة عن البلطجية أنهم مجموعة من الخارجين على القانون يمارسون كل أشكال الضغط والاستقواء على الآخرين أو عن طريق فرض مبالغ مالية مثلًا على المواطنين الشرفاء أو من هم أضعف منهم كنوع من أنواع البلطجة أو يشهر فى وجه المواطن السلاح، ولكن ما نقصده فى صدد هذا التحقيق من يقال عنهم "يبلطج" على الدولة، ممن لا يدفع حقوق الدولة وأولهم الضرائب المفروضة على كل مواطن، ممن يتاجر ويبيع ويكسب دون أى واجبات أو قانون يراعى، ومن أبرز أماكن تواجدهم, كوبرى قصر النيل وعباس والسادس من أكتوبر ومنطقة المنيل ومصر القديمة، والبائعين فى الأسواق ومواقف الميكروباص والسرفيس وأيضًا سائقى التوك توك.

 

 

"الديار" تتناول ملف دولة البلطجة فى مصر، مع رؤية خبراء الأمن والقانون هذا الشأن وتناقش صناع المشكلة أيضًا.

 

 

حيث قال محمد عثمان، 35 عامًا، موظف حكومى، أن ظاهرة البلطجة والباعة الجائلين المسيطرة على بعض المناطق فى القاهرة وهى تمارس بشكل يومى ضد المواطنين ونشتكى منها ومنهم من يقوم ببيع المخدرات بشكل علنى ويتحرشون بالفتيات الذين يسيرون فى الطريق، مضيفًا فى بعض الأحيان قد تصل إلى خطف متعلقاتهم والحقائب الخاصة بهم ولابد من تفعيل القانون وبشدة على هؤلاء حتى يشعر المواطن بعدم الخوف فى الشارع.

 

 

وأوضح محمد عبدالحميد، موظف، 40 عامًا، نشتكى من الباعة الجائلين المسيطرين على الكبارى والمنشآت العامة لأنهم أصبحوا يفرضوا علينا أن نجلس ونشرب مشروبات أثناء التجول وفى بعض الأحيان تصل الى المشادات الكلامية معهم ولابد أن تتخذ الحكومة ردع أمنى شديد وتخصيص مكان لهم بحيث تكون عليهم رقابة حتى لا يتم رفع أسعار المشروبات.

 

 

واشتكى أحمد مرسى، صاحب محل بقالة، من انتشار الباعة بالأسواق وتربحهم دون وجه، موضحًا أنا كصاحب محل أبيع وأشترى وأتعب واتكسب من خلال تجارتى، وفِى المقابل أدفع الضرائب وفواتير الكهرباء والمياه وكل ما تفرضه الحكومة علينا، فى حين أن بائع بجانبى يفترش الأرض ويبيع ويتربح وفِى بعض الأحيان أكثر منى وفِى الوقت نفسه لا يدفع ضرائب أو خلافه بل يتكسب فقط أين العدل من ذلك!!؟ وبالطبع أنا أول من يتضرر من هذا وبذلك هو يجير على حق الدولة ويسرق النور ويستخدم المياه ويعرض بضائعه دون أدنى مسئولية!.

 

 

 

فى حين أكد محمود سالم، سائق ميكروباص، نحن من تمارس البلطجة ضدنا من عدد كبير من الأشخاص الذين يقفون فى المواقف ويفرضون علينا إتاوات مقابل أن نعمل ولتحميل الركاب، وهذا موجود بشكل يومى وهم مسيطرون على عدد كبير من مواقف الأتوبيسات، مؤكدًا من يعترض يعرض للسب والقذف والمشاكل، مطالبًا أن يكون فى المواقف شرطة تحمينا من هؤلاء البلطجية لأنهم يحصلون بشكل شهرى من السائقين على مبلغ خمسين ألف جنيه.

 

 

 

وأشار ماجد محمود، بائع خضار، نعانى من سوء المعيشة وارتفاع الأسعار أكثر من أى مواطن آخر فنحن نسعى إلى عمل شريف ولا عيب فى ذلك فعملنا شاق ومتعب وحقنا أن نبيع فنحن لا نتربح من وراء العمل الشاق المتعب طول اليوم فى الشوارع نتجول من أجل نظافة اليد.

 

 

 

ويؤكد ماجد، بالفعل هناك مجموعة من البلطجة مسيطرة على الأسواق يفرضون مبلغ مالى علينا يومى هو عشرة جنيهات من كل بائع حتى نكون قادرين على ممارسة أعمالنا، والذى لم يدفع فى بعض الأحيان تصل إلى أن يأخذوا البضاعة الخاصة به، أو يسرقوها ويتعرض لمضايقات ومشاكل منهم ولذلك الجميع مجبر على دفع الذى يطلبونه.

 

 

ويوجه حديثه إلى المسئولين قائلًا: هنجيب منين!؟

 

 

 

قال اللواء محمد العنانى، الخبير الأمنى، أن مجموعة الباعة ممن يعتدى على حقوق الدولة كثيرًا خاصة وأنهم يتواجدوا فى أماكن عامة وليست عشوائية متواجدين على كوبرى قصر النيل فهؤلاء من يمثلون المعنى الحقيقى لدولة البلطجة يبيعون ويتاجرون ويتحكمون فى أراض الدولة دون أن يتصدى لهم أحد بل يتعدون على المارة ويفرضون الجنيهات على من يجلس بجوارهم، فيربحون و"يبلطجون" دون رادع أو واجبات.

 

 

 

وأضاف "العنانى" منهم من يحتكر الطريق العام والمواقف والأسواق ويتسببون فى إحداث حالة من الفوضى ولكن بالفعل يتم القبض على هؤلاء الأشخاص حتى يتم القضاء على البلطجة التى نشهدها كل يوم، ونطالب بتطبيق القانون بحزم وشدة على كل من يسول له نفسه.

 

 

 

وتابع اللواء مجدى البسيونى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن المحافظة هى المسئولة ويجب أن يتم تنظيم أسواق للباعة الجائلين ولا يتم السماح لبائع متجول إلا بترخيص لأنه إذا تصدى لهم الأمن يقول أن هؤلاء يأكلون عيش والأمن يتعسف معهم ونحتاج إلى إزالة العشوائيات والباعة الجائلين لأنهم السبب الرئيسى لانتتشار أعمال البلطجة فى المجتمع وعلى الدولة.

 

 

 

من جانبه قال الدكتور نبيل سالم، أستاذ القانون الجنائى بجامعة عين شمس،" أنه لمواجهة تلك الظاهرة ومن أجل السيطرة عليهم سواء من خلال تواجدهم فى الأسواق أو على كوبرى قصر النيل، وأيضًا سائقى الميكروباص والتوك توك الذين يتربحون فقط ولا يدفعون حق الدولة، ومنهم من يتسبب فى إيذاء المواطنين ويفترشون الطريق العام، مؤكدًا أنه يجب تفعيل القانون لتنظيم تلك العملية والمساواة بين المواطنين فلا يمكن أن يكون هناك مواطن يعمل ويشقى ويدفع فواتير الكهرباء والمياه والضرائب ومواطن آخر يتربح فقط دون أى واجبات.

 

 

 

وأوضح  الدكتور محمد عبدالخالق، أستاذ القانون العام، أن ظاهرة البلطجة والباعة الجائلين أصبحت تهدد المجتمع ولابد أن ننظر إلى هذه القضية باهتمام شديد وتفعيل القانون عليهم لأنهم قد يجلسوا فى الطرقات ويسرقوا من المال العام مثل سرقة التيار الكهربى وغيره أيضًا يمارسون أفعال إجرامية تجاه بعض المواطنين ويفرضوا عليهم مبالغ مالية حيث ينص قانون العقوبات بالسجن على كل من يتسبب فى إيذاء غيره أو يهدده بأى فعل من الأفعال.

 

 

 

وأشار "أستاذ القانون العام" لابد من تطبيق القانون ونحتاج إلى رقابة شديدة من المحافظين الجدد فيما يخص انتشار الباعة الجائلين لأن الجميع يشتكى منهم ويتسببوا فى إرهاق وأذى للمواطنين.

 

 

 

وصرح أيمن محفوظ، المحامى، بالاستئناف العالى، لاشك أن ظاهرة انتشار الباعه الجائلين وعلى كوبرى قصر النيل وعباس قنبلة موقوتة، والتعامل مع تلك الظاهرة يحتاج إلى عدة معايير بالإضافة إلى المعيار الأمنى الذى لا يكفى فالبحث عن أسبابها أولًا هى وسيله كسب رزق سهله ولا تحتاج للمهارات والانضباط بالمواعيد فأى شخص قد يكون دخيل على أصحاب المهنه الأصليين ومن هنا تزداد الأعداد ومن ثم قد يدخل المجرمين والمتشردين ومحترفى التسول بقناع البائع المتجول ليكون هنا الخطر الأكبر على المواطن فى إجباره على شراء سلع تافه وبثمن باهظ وألا يتعرض لمضايقات أقلها الترويع حتى التحرش والضرب وقد تصل للقتل فى بعض الاحيان.

 

 

 

وأشار "محفوظ" لابد من تقنين أوضاع هؤلاء ممن يتعدى على حقوق الدولة فجميعهم لا يدفع الضرائب و الرسوم اللازمة لمصلحة الدولة قد يكونوا منافسين لأصحاب المحلات التى تدفع الضرائب ومصاريف باهظة فتكون سلعة البائع المتجول أرخص فينعكس ذلك على دافعى الضرائب ويعرض الاقتصاد المصرى للكساد ودعوة لغلق نشاطات اقتصادية قانونية بالإضافة إلى التوك توك الذى أصبح يمثل عائق للمرور ومصدر للجريمة ولابد من تنظيم تراخيص التوك توك وعمل نظام خاص به لأنه أصبح أمرًا واقعًا يحل أزمة لكن فى الطرق الداخلية، ولابد من تجريم دخوله على الطرق العمومية حفاظًا على الحالة المرورية ولابد من التصدى الكامل لكل تلك المشاكل بكل أبعادها مع مراعاة الجانب الإنسانى للتصدى لتلك المشاكل.

 

 

 

وأضاف: يجب على المحافظين التعاون معًا فى تنظيم تلك الظاهرة التى تعيق كل مظهر جمالى واقتصادى وخصوصًا أن عدد الباعة الجائلين يفوق سبعة مليون بالقاهره الكبرى وأن تسخر القاهرة الكبرى كل أجهزتها لحل تلك المشكلة الملحة مع مرعاة الجانب الإنسانى حيث أن من يتم القبض عليه وتصادر بضاعته لابد وأن يلتحق بعمل أو نشاط تدريبى أو تزيد العقوبة فى حالة عودته والباعة الجائلين ليسوا لهم حق مكتسب فى المدينة ومثلهم مثل أى مواطن إن كان يحمل ترخيص أو توافر فى حقه شروط الترخيص فعلى الدولة نوفير أسواق منظمة لهما بدل تلك العشوائية التى نتعامل بها مع تلك المشكلة.

 

 

 

ويتساءل أشرف نور، إعلامى، ماذا نفعل مع الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرض ضاربين عرض الحائط بالقانون ولا نرى منهم غير كل أشكال البلطجة التى يتبعها هؤلاء ضد الدولة والمجتمع أجمع، ولا يحدثنى أحد عن "الغلبان" فجميعنا غلابة نعمل وفِى نفس الوقت ندفع حقوق الدولة من ضرائب وخلافة، مضيفًا ليس من العدل أن نترك الحبل على الغارب وللخارجين عن القانون ثم نقول فقير فجميعنا سنفتقر إذن!.

 

 

 

فى نفس السياق قال الدكتور أيمن وجيه، أستاذ العلوم السياسية، أرى أن من يتعدى على حقوق الدولة لابد أن يتم التعامل بالقانون مع هؤلاء العناصر الإجرامية بجانب أنهم يفروض القوة على البعض كما نرى فى الأسواق والطريق العام كذلك الباعة الجائلين لابد أن يدفعوا ضرائب للدولة لأنها حق عليهم ولابد من إصدار قانون يفرض عليهم ضريبة سنوية حتى نعطى حقوق الدولة ونقضى على ظاهرة البلطجة.

 

 

 

قال "وجيه" فى تصريح خاص لـ"الديار" التوك توك أصبح  أكثر صور البلطجة فسائقه لا يدفع رسوم للمرور ولابد أن يتم التحصيل منهم مثل باقى السيارات حتى نقضى على هذه البلطجة والتى تتسبب فى العديد من الجرائم والخطف والسرقة ولابد من تقنين هذه الأوضاع وفرض عقوبة رادعة على هؤلاء حتى نقضى على هذا الأمر والفن السيئ الذى نراه الآن عبر الفضائيات أصبح سبب لانتشار البلطجة فى المجتمع.