جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 08:52 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

دينا السعيد تكتب .. « يوميات شهيد »

دينا السعيد
دينا السعيد

تألمت قلوبنا في الآونة الأخيرة على مشاهد أبكت قلوب المصريين ، ونزفت عيوننا بحر من الدموع ، وحزن شديد يكاد يشبه مشهد وفاة أعز وأغلى ما لك في الحياة ، ما بالك حزن أسر الشهيد ( الضحية ) ، والسؤال نتحدث عن أي شهيد ؟!

في هذا المقال نتحدث عن شهداء الوطن من المواطن والشرطة والجيش ، أتذكر منذ ميلادي حتى أصبحت فتاة جامعية يعتمد عليها من عشر سنوات كنت لا أرى هذا المشهد الأسود المتكرر ، كنت لا أرى الموت الفجأة الذي يبكي أهالي الضحية، مشاهد تتكرر بأيدي أعداء الوطن ، تريد تفكيك وتدمير الشعب المصري بشتى الطرق ، فقد التجأوا إلى الفتن الإعلامية والشائعات ما بين قيل وقال لتشتت فكر الشعب ويجعله في حالة صراع دائم مع كيانه حتى يصبح ضعيف الهوية والانتماء ، ضعيف الفكر، لا يبحث عن الأسرار والوقائع ، البعض يسير وراء قطيع بعينه بتوجهات مدمرة للشعب ، والبعض يبحث عن ذاته في خيانة الوطن وضعفه وراء شهوة المال والشهرة وانتمائه لدول أخرى بأفكارهم وتوجهاتهم ، ولم يتذكر حال الشعب الملئ بالهموم والقصص .

إذا عرفت كل قصة مواطن مصري ستجد من ورائها ما يعيدك إلى الإنسانية ، على العلم أننا شعب عاطفي بطبعه، يتأثر بسرعة البرق ، لذلك تجد الخائن والعدو عندما يحاول أن يكسب قلوب المصريين ، لا يجد مدخل سوى العاطفة لينال المنال .

أصبحنا نستيقظ على أخبار صادمة ( أصوات تنادي بالنجاة ) أصوات تبحث عن الثأر والانتقام من الفاعل المجرم الذي أدخل الحزن على بيوت كثيرة في مصر ، لم نتحدث عن حرب أكتوبر وحرب الاستنزاف الذي راح ضحيتها آلاف من شهداء الوطن ، هنا كان الشهيد يحارب من أجل رجوع أرضه ، أي محاربة الدول الأخرى الطامعة في بلادنا الحبيبة ، والآن نستعجب أن من يفعلوا تلك الجرائم الوحشية من نفس فضائل الجنسية والنشأة المصرية ؟! ، والسبب غياب العقول وحكم المصالح.

بداية ضحايا كنيسة القديسين في ليلة مشئومة منذ تسع سنوات ، ويليها تفجيرات ليست صدفة ولكنها بفعل فاعل حتى أصبحت حوادث القطار والمواصلات تدبر بفعل فاعل لإشعال الفتن على أرض الوطن ، إلقاء قنابل في أماكن متفرقة حتى وصلت إلى حد المساجد والهدف إسقاط مصر من شعب وجيش وشرطة، وتدمير الاقتصاد والسياحة حتى الأمن والأمان ،ونقف قليلا على كلمة ( الأمان ) نسترجع بالذاكرة نجد المصري في الماضي كان لا يشغله حروب ولا صراعات ولا طعام ولا شراب ولكنه كان يعيش في سلام نفسي ، راضي بالحال، يشعر بالاستقرار على أرض الوطن دوم تدخل السفهاء والنفوس الحاقدة على أمان واستقرار الوطن .

ومع كل حادث ناجح بمصر يشغل الدول الخارجية ، نجد أيدي تحاول زعزة الوطن .

تعالو معي نرى مشهد الأم التي فقدت الأبن ضحية الأحداث الأليمة ، أقول لك أنها تتحلى بالصبر ، فكلمة ( الشهيد ) تجعلها أكثر تماسك وحب للوطن ، ويتحول كرها إلى كل من يحاول زعزعة الأرض المصرية وحرق قلوب آخرين .

قالت أحد الأمهات أنها فقدت أبنها الأكبر ( أول فرحة لها ) ، كانت تنتظر وفاته مع العروس في الليلة البيضاء ولكن القدر كتب نهاية أخرى ( زفافه إلى الجنة ) ، أبنها لم يكن ظابط جيش أو شرطة ، أبنها من عامة الشعب راح ضحية حادث إرهابي، وتتوالى المشاهد من حواديت كل بيت أسكنه الحداد بعد أن أصبحوا من أسر الشهداء .

كل شهيد له قصة عندما تستمع إليها تجد تلقائيا رسم البسمة على وجهك ، ولا ترغب في انهاء الحديث مع أهالي الشهيد ، يتحدثون عن أجمل مواقفه وصفاته ويومياته ، وبعد ختام الحديث تجد نفسك في حاجة إلى وقفة مع النفس ، فسبحان الله في اختيار الشهيد الحق ، فنعيم الجنة من نصيبه .