جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 02:32 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

خبراء في اللقاء الثاني لمنتدى الصفوة يطالبون بهيئة قومية لإدارة الــ ” سوشيال ميديا ومواقع التواصل الإجتماعي ”

انطلقت أمس بمقر " منتدى الصفوة " بمصر الجديدة فاعليات اللقاء الدوري الثاني للمنتدى تحت عنوان " إشكاليات إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي في مصر وآليات تنظيمها " ؛ وذلك بمشاركة عدد من الخبراء والمهتمين بالقضية ومنهم : منال ماهر الجميل - عضو مجلس النواب ؛ و د. نهال القويسني - خبير التواصل الإجتماعي ؛ ود. هاني نسيرة - خبير الحركات الأيدلوجية ؛ ود. عنان شندي - المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية العليا والمحاضر بالجامعة الأمريكية ؛ والمهندس سعيد عشري - خبير الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات ؛ ود. شريف درويش - وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة ، و د. عادل عبد المنعم - رئيس مجموعة تأمين المعلومات بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات ؛ والمهندس وليد حجاج - خبير وباحث أمن المعلومات ؛ والكاتب الصحفي أحمد أيوب - رئيس تحرير مجلة المصور ؛ والصحفي أيمن عدلي - رئيس تحرير برنامج صباح الخير يا مصر ؛ وشريف عبد الباقي - رئيس الأتحاد المصري للألعاب الإليكترونية ؛ وأحمد مصيلحي - مستشار ورئيس شبكة الدفاع عن الأطفال بنقابة المحامين ؛ والإعلامي حسام الدين حسين _ مقدم البرامج بقناة TEN ؛ والشاب محمد محمود سيد محمد - رئيس منتدى شباب الزاوية الحمراء والشرابية ؛ ونخبة من خبراء التواصل الاجتماعي وأمن المعلومات.

وكشف المشاركون في اللقاء عن عدد من الإشكاليات والحقائق تلخصت في أن الأطفال أكثر قدرة على استخدام التكنولوجيا ؛ وأن " السوشيال ميديا " تطور طبيعي لفطرة التواصل ؛ وأن المصريين أكثر إدمان لمواقع التواصل على مستوى العالم ؛ وأن "السوشيال ميديا" ليست عشوائية لكنها تدار من خلال عدو خفي ؛ وأن بداية الانقسام والتخوين كانت على " السوشيال ميديا" .

وخرج المشاركون بعدد من التوصيات منها أننا في حاجة لوزارة لإدارة القوة الناعمة في مصر ؛ و هيئة قومية لإدارة الــ " سوشيال ميديا " وأننا نحتاج إلى تطوير الخطاب الإعلامي لمواجهة الإرهاب ؛ و لابد أن يكون لدينا منظومة مصرية تهتم بضبط القيم المجتمعية ؛ وعلينا توعية الأجيال الصاعدة بثقافة أمن المعلومات ومواجهة الشائعات ؛ و تفعيل دور الأمن السيبراني في مؤسسات الدولة ؛ و تدشين حملة توعية قوية في المدارس والشوارع وعبر مواقع التواصل الإجتماعي والإعلام للحد من مخاطر مواقع التواصل الإجتماعي.

من جانبه قال الدكتور عادل عبد المنعم ؛ رئيس لجنة أمن المعلومات بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات ؛ أن مواقع التواصل الإجتماعي أصبح أمر هام في المجتمع والذي يشكل جزء كبير من حراك المعلومات واختلاف الآراء ، كما عملت مواقع التواصل الإجتماعي على تدمير المثل الأعلى والقدوة، و عملت على دعم روح الاستقطاب والتحزب بين الشعوب وكذلك تصنيف المستخدمين للتعرف على توجهاتهم من خلال تفاعلهم مع المحتوى المنشور .

وتابع رئيس لجنة أمن المعلومات بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات أن المصريين أكثر إدمانا لمواقع التواصل الإجتماعي على مستوى العالم ؛ وأنه يجب تدشين حملة توعية قوية في المدارس والشوارع وعبر مواقع التواصل الإجتماعي والإعلام للحد من مخاطر مواقع التواصل الإجتماعي.

و أكدت د. نهال القوسني ؛ خبير التواصل الإجتماعي ؛ أن مصر جزء من نظام عالمي وما نحن فيه الآن تطور طبيعي لفطرة التواصل ووسائلها وأدواتها ولا نستطيع اليوم التفكير بالطريقة القديمة للتواصل ، حيث أصبحنا الآن في عصر مفتوح وما نقوم بنشره على مواقع التواصل يصل للعالم كله في خلال لحظة.

وتابعت القوسني أنه يجب تدريب الصغار على كيفية استخدام التكنولوجيا استخدام لا يضر بمصلحتهم ومصلحة البلد، كما يجب التعامل مع كل جيل على حدى وذلك بسبب اختلاف عقلياتهم وقدراتهم على التعامل مع السوشيال ميديا ؛ وذلك لكي يمتلكوا القدرات التي تمكنهم من الاستفادة من هذه المواقع على أكمل وجه.

و قال الدكتور شريف درويش ، وكيل كلية الإعلام - جامعة القاهرة ، خلال مداخلته في المنتدى إن العيب ليس في شركات التواصل لكنه يكمن في آليات الاستخدام.

واستعرض درويش موقفا أثناء مناقشته إحدى الرسائل العلمية لطالب من العراق بجامعة المنصورة ، قائلا: "وجدت الطالب يرفع علم كردستان خلفه، وهو مواطن عراقي، وكان تعليله أنه في دولة مستقله عن العراق، برغم أن الدستور يقضي بأن يكون الرئيس كردي ، فكيف يخطط للانفصال عن الدولة، وأجبرته على إنزال علم كردستان، وبعد عام من المناقشة، عرضت الفيديو على اليوتيوب تحت عنوان "مصر ترفض التقسيم" ، وبعد نشره بساعتين، حقق الفيديو 40 ألف مشاهدة، وكانت واقعه لم تحدث من قبل معي، وبعد يوم تعدى المليون مشاهده ، وكان سببا في توحيد دولة العراق، وهنا استخدمت السوشيال ميديا لتوحيد دولة عربية، فبالتالى يمكن استخدامها لتجميع المصريين تحت رأى واحد.

وأشار درويش إلي أن السوشيال ميديا تثير النزاعات والفتن والاستقطاب ، وتنقل فيروسات من دول أخري لمصر، وأن هناك تواصل قوي بين الشعوب على السوشيال ميديا فإن لم نتمكن من ايقاف الفيروسات المنتشره على اعتاب السوشيال ميديا سنواجه أزمة حقيقة، بدليل وجود قضايا الكترونيه تؤثر على مصر كالاستقطاب وإثارة الشائعات والتحريض ضد الدولة واغتيال الشخصيات معنويا، بدايه من أكبر رأي في الدولة إلى أصغر عامل ، ومن خلال توحيد الشعب بالسوشيال ميديا هناك من يستخدمها لنشر المشاكل ، وأنه لابد من حوكمة السوشيال ميديا على نشر المحتوي مسبقا، فكما نتيح الاتصال للجميع لابد من أن يكون هناك مسئولية مجتمعية في الاستخدام ، فلا تستخدم للتحريض ضد الجيش والشرطة وإثارة الفتن والنزاعات المذهبية والفئوية.

مشيرا إلى أن السوشيال ميديا هي تعبيرات تلقائية للناس من الصعب إجبارهم عليها، ولكن هي بحاجه لتوعية مجتعمية، وحينما تتحول لشكل منظم أو ممول كالكتائب والمليشيات تفقد معناها وتتحول لوسيله للقطيعة الإجتماعية، والحوكمة بجميع مراحلها هي الحل، وهناك دول كثيرة وضعت قوانين وقواعد لإدارة السوشيال ميديا ، وعلى سبيل المثال دولة الكويت التي اقرت تشريع منذ سنوات يقضي بالحبس في بعض جرائم النشر، برغم أن الدولة المصرية لاتملك رؤية استراتيجية حتى الآن للمواجهة، ونحن بحاجه لمتطوعين خبراء في السوشيال ميديا، لديهم الحس الوطني، ونرفض أن يكون للدولة كتائب إلكترونية لأننا دولة ولسنا جماعة أو تنظيم ، وهنا نطلب من وزارة الشباب والرياضة معاونتنا في نشر الوعي وكيفية الوقوف كحائط صد ضد المحتلين بشكل طوعي.

وأوضح أن السوشيال ميديا يتم إدارتها بنظرية "إدارة المزاج العام" كنشر حالة من اليأس أو الأحباط أو الفرح والبهجة على مستوى الدولة، وأن هذه سياسات دولية تحاك ضد مصر، والمزاج العام تم استخدامه ضد جماعه الإخوان المسلمين أثناء حكمهم ، ومن الممكن استخدام نفس النظرية في أي وقت وضد أي مسئول لذلك لابد من الوعي لمواجهة ذلك.

وأوصي وكيل كلية الاعلام بجامعة القاهرة ،بأن يصبح لدينا مستقبليا فيس بوك مصري، فمصر بها العديد من كليات الحاسبات والمعلومات والخبراء، وعلى اتصال قوي بالدول العربية التى تستطيع التمويل ، فلما لا نصنع سوشيال ميديا خاصة بالدول العربية، كي نقطع الطريق على الغرب من التجسس علينا، ومحاولاتهم لتجنيد الشباب، وبذلك نحاكي تجربة الصين في امتلاك فيس بوك خاص بهم، وروسيا كما أن إيران حاولت ، فلما لا نستعين بتجربة الصين مثلا لانشاء سوشيال ميديا عربية.

في سياق متصل قال أحمد أيوب ؛ رئيس تحرير مجلة المصور ؛ أن السوشيال ميديا ليست عشوائية لكنها تدار من خلال عدو خفي ؛ وعلى الرغم من أنها خدمة الأفراد في التواصل ؛ لكنها تدمير للدولة الوطنية ؛ وتلعب دور كبير في تغير الهوية المصرية والعربية، وللأسف نحن اكتفينا بدور حارس المرمى ولم نقم بأي خطوة للأمام لمواجهة هذا الخطر.

وأضاف أيوب ؛ أن حروب الجيل الرابع التي هي أكثر أكثر شراسة من الحرب بالسلاح تعتمد بشكل كبير على السوشيال ميديا ؛ و أن الاختلاف السياسي متاح والمعارضة السياسية مقبولة طالما على أرض وطنية، لكن سياسة التخوين التي كانت بدايتها على السوشيال ميديا لضرب الكتلة الصلبة والشخصيات الوطنية أثرت بشكل كبير في المجتمع وأحدثت انقسام كبير.

وأشار أنه يجب ألا نحمل الأجهزة الأمنية أكثر مما تتحمل ويجب أن نقوم بدورنا كمجتمع من خلال التوعية المدروسة وتغير نظام التعليم المصري الذي تأخرنا فيه كثيرا وأصبحنا أكثر انعزالا عن العالم وجعلهم عرضة للتطرف، وكذلك فنحن لم نطور أنفسنا كأعلام ولم نعد قادرين على مواجهة هذا التطور السريع بهذه الآليات المحدودة.

و قال هاني نسيرة، كاتب وخبير الحركات الايدلوجية، أننا لانريد التخوف والتهويل من السوشيال ميديا، فهي مجرد أداة قد تكون في يد المتطرف وقد تكون في يد المعتدل ؛ و أن الثورة المعلوماتية تصنع اخلاقيات لابد من الاستفادة منها وإدارتها، وأن أوروبا فاقت بعد فوات الأوان فحجبت أكثر من نصف مليون حساب على تويتر تستخدمها الجماعات الإرهابية، وأن الحركات المتطرفة أصبحت اكثر إدمانا من التكنولوجيا، مشيرا لنموذج دولة الامارات على سبيل المثال حينما اطلقت وزارات وهيئات لجذب الانتباه على صفحات التواصل الاجتماعي كوزارة السعادة، وكما تمكنت رئيسة وزارء نيوزيلاندا من إدارة ازمة دولتها بمنتهى الحكمة والذكاء، وأن الجماعات المتطرفه تنجح كمعارضه أكثر من أي فريق أخر، من خلال تجنيد الكثير من الشباب العربي، ومن خلال المواقع المظلمة الموجودة خارج محركات البحث، فنحن نحتاج لتطوير الخطاب الاعلامي ولا نمنع أو نحجب فقط من أجل مواجهة الارهاب.

وأشار نسيرة إلى أنه لابد أن نتمسك بالواقعية، فهناك نزاعات هويه ودينية كثيرة نتعرض لها على المستوى الدولي، فعادت الانتماءات الأولية لتهدد الحالة الآن ومن هنا نحن نحتاج لسياسات إعلامية تتوافق مع الجيل الجديد إعلاميا.

و قال أيمن عدلي، رئيس تحرير برنامج صباح الخير يامصر، خلال مداخلته أنه قام بإجراء حوار مع أحد السفراء واستعان بخبير في السوشيال ميديا، فتمكن من أن يكون مذيع فعال على السوشيال ميديا ينتج حوارات صحفية تحقق مشاهدات عالمية، لافتا إلى أنه لا يعرف النوم ويعمل على اختيار الشخصيات التي يتعامل معها جيدا ويحرص على الاتصال بالنماذج الإيجابية.

وأوضح عدلي أن الاتصال أصبح شبه مجاني بسبب السوشيال ميديا، فتمكن من يعيش في مصر الاتصال اللحظي مع من يعيش في الصين وأمريكا، ومشددا على ضرورة تربية الأبناء جيدا بشكل يمكنهم من مواجهة أخطار السوشيال ميديا والتغلب عليها، موضحا أنه لا يستخدم السوشيال ميديا إلا من أجل التنسيق للعمل أو التواصل مع أحد الأقارب.

وطالب عدلي بأن يكون لدينا منظمة مصرية لضبط القيم المجتمعيه في مصر، بالاضافه لنشر التوعيه التي تواجه الجهل، وقنوات الاعلام المضاد للدولة المصرية التي تنتشر في الأرياف المصرية في ظل غياب التوعية الإعلامية الحقيقية، بالإضافة إلي ضرورة تفعيل الضمير المهني في الاعلام، فالطبيب حينما يخطئ يقتل مريض ولكن الإعلامي حينما يخطئ يدمر أمة بأكلمها، فمصر لديها عناصر قادرة على تشكيل وعي المجتمع ونشر القيم ولكن لابد من افساح الطريق لهم وهذا دور الاعلام الحقيقي، مستنكرا إستضافة بعض الفنانين في لقاءات فنية على التلفزيون في الوقت الذي لدينا فيه شهداء، فيجب مراعاة الشعور العام.

واشارت عنان شندي ؛ محاضر بأكاديمية ناصر ومدرس بالجامعة الأمريكية ، أن السوشيال ميديا تمثل حرب نفسية كبيرة قد تكون ممنهجة، وهذا يعكس الخطورة الكبيرة التي تواجه المجتمع المصري ؛ و أن ما نحن فيه الآن هي مرحلة ما بعد العولمة حيث نتجه نحن مواطنة عالمية وذلك بسبب الانتشار الكبير وسهولة التواصل الذي حققته السوشيال ميديا.

وتابعت أن الإنحدار الذي وصلنا إليه اليوم لأننا نسينا أنفسنا وفقدنا هويتنا بسبب السوشيال ميديا ؛ لذلك يجب البدء على وجه السرعة في بناء الهوية المصرية والعربية من خلال التعليم وترسيخ الأخلاقيات والمواطنة لدى النشء.

وأوضح المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، إن الجهات المعنية مطالبة بالاعلان عن الأشخاص المقبوض عليهم في جرائم النصب كي نحذر الجميع ونؤكد لهم أن هناك قوة رادعة ، فالتكنولوجيا تسير وفقا لما نخطط له، مضيفا أننا بحاجه لمنهج فى أمن المعلومات، وأن جامعه النيل الأهلية مثلا هي الوحيدة في مصر التي تدرس مادة أمن المعلومات، وتساءل حجاج عن سبب وجود بيروقراطية إدارية في المعلومات داخل الجامعات المصرية.

وقال أنه لابد من مراجعة بيانات جميع الضيوف قبل ظهورهم ، فهناك قنوات فضائية تستضيف أصحاب محال موبايل على أنهم خبراء في أمن المعلومات، وأنه في أوائل لقاءاته كان يأخذ معه شهاداته لكن الآن لا يسأل أحد ضيفا عن مؤهلاته.

مؤكدا على أننا بحاجه لحملات توعوية حقيقية، فما يحدث في الجامعات والوزارت لا علاقة له بالتوعية، وأنه يجب تضافر الجهود الفردية في مواجهة الشائعات، ولابد أن نعي جميعا قوة السوشيال ميديا ونفكر في كيفية إدارتها، فلا يمكن التحكم في السوشيال ميديا وفكرة الحجب مرفوضة تماما، فبدون حجب ربما نعرف 50% عن الشخص المستهدف ولكن بحظره لا نتمكن من رؤيته نهائيا.

وتابع حجاج متسائلا: "لماذا نرد على حملات التشويه من خلال الراديو والتلفزيون ولا نرد من خلال السوشيال ميديا؟ وأنه لابد من بث النشرات وكشف الشائعات مبكرا بشكل مجتمعي متكامل من خلال شركات الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي، وطالب المؤسسات الحكومية بانشاء برنامج المكافئات والخدمات المؤمنة، وكذلك استقطاب الكفاءات ؛ و لابد من نشر ثقافه مواجهة الشائعات لدي الابناء والاجيال الصاعدة، وتوعيتهم بأمن المعلومات، لافتا أن هناك انفصام في شخصيات الكثير من المسؤولين ويطالبون بقضايا هم لايؤمنون بها في الحقيقة، وخبر وزير النقل الزائف دليل قوي على أن هناك عيبا كبيرا بالمنظومة، مشيرا إلى ضرورة أن يحصل من يترقى لمنصب حكومي علي دورات مؤهله فى أمن المعلومات من أجل الحفاظ على أمن المؤسسات، ولا يمكن إنشاء سوشيال ميديا عربيه فأن كان لدينا تكلفتها يمكن أن نبني بها مشروعات ثقافية واقتصاديه وتنموية.

وأضافت الدكتورة هالة عثمان ؛ رئيس مجلس أمناء مؤسسة عدالة ومساندة ؛ أن السوشيال ميديا هي من صنعت ثورة يناير والربيع العربي حيث أنها أصبحت لها باع كبير في التحكم في الأنظمة من الداخل خاصة أننا في صراع عالمي كبير والعرب هم الضحايا وأمريكا تتدخل في أدق تفاصيل الدول.

وتابعت أن الدول العربية كلا منها في وادي وهناك صراعات معلنة وصراعات خفية وهناك فجوة بين الأجيال لذلك نريد نظام كامل وتشريع قوي لتنظيم السوشيال ميديا من خلال إنشاء هيئة قومية للسوشيال ميديا وتسهيل الشكاوى ضد الجرائم الإلكترونية وتفعيلها.

و أكد حسام الدين حسين الإعلامي بقناة TEN ؛أن عصر حارس البوابة الإعلامية أنتهى وإذا أردنا حماية الأمن القومي يجب مراعاة ما وصلنا إليه من تطور في الاتصال والسوشيال ميديا.

وأضاف حسين أن السوشيال ميديا رغم سلبياتها لديها كثير من الإيجابيات حيث أنها وفرت فرص عمل للشباب ولا يمكن مواجهة السوشيال ميديا إلا بالسوشيال ميديا، كما أن الجامعات الأجنبية أصبح لديها تخصصات وبرامج خاصة بالسوشيال ميديا، ولكن للأسف الجامعات المصرية لم تلتفت لهذا المجال.

وتابع لابد أن ننظر إلى الأمور بشكل مختلف ونواجه المعلومة بالمعلومة لأننا لا نملك آليات محاربة السوشيال ميديا ولن نستطيع مجاراتها، فيجب استخدام السوشيال ميديا بشكل أفضل، والبعد عن الشكل النمطي الغير مؤثر.

و قال شريف عبد الباقي، رئيس الاتحاد المصري للالعاب الالكترونية، إن صحافة تكنولوجيا المعلومات قائمة على توفير حلول بديلة لكل مشكلاتنا ؛ وأنه مع ثورة المعلومات بدأت تنتشر مظاهر التخويف في المجتمع وهو أمر غير مقبول بالمرة، وأنه مع تزايد خطر السوشيال ميديا أصدرت اللجنه الأوليمية الدولية قرارا لاحصاء المشاهدات ومن ثم إيجاد حلول لتوفير أكبر عدد من الجماهير، ومناقشه كيفية توفيق الأوضاع بين الألعاب الإلكترونيه والقوانين الأوليمية.

وأشار عبد الباقي إلى أن الألعاب الإلكترونيه تنقل تغيير كبير في الهوية والثقافة بشكل غير مباشر يؤثر على القيم والمعتقدات المصرية بدون رقابة، مشيرا إلى ألمانيا التي اصبحت من أكتر الدول التي اعطت امتيازات للشباب العالمي داخل أراضيها مما مكنها من السيطرة على عقول شبابها وإقناعهم أنها الدولة الأفضل.

وتابع رئيس اتحاد الألعاب الالكترونية لافتا إلى أن مدينه 6 أكتوبر لايوجد بها ميدان أو شارع يحمل أسم من أسماء أبطال أكتوبر، مما يقلل من قيمة الانتصار العظيم في نفوس الشباب، وأنه لابد من إرادة سياسية تؤمن باستخدام السوشيال ميديا.

و قال المهندس سعيد عشري، خبير الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات، إن التكنولوجيا تتحكم في كل شئ الأن ، لذلك وضعت كثير من الدول قوانين تنظم المجلس الأعلى للأمن السيبراني، وأنه لدينا إجراءات كثيرة للمواجهة، لكننا بحاجه لربطها معا، والانتشار داخل المحافظات ولا نقتصر على القاهرة فقط، وإنشاء نيابات وتدريب ضباط على مجال الجرائم الالكترونية.

وأوضح عشري أن التوعية لابد أن تبدأ من الطفل، وأن تجتمع الأسره خلال الاجازات وأوقات الفراغ، لأن الطفل يحاكي مايفعله أبويه أمامه من قضاء معظم الوقت على السوشيال ميديا، وأنه لابد من إضافة مناهج تعليمية تتكلم عن أمن المعلومات، مع ضرورة مراجعة ومتابعة الأجهزة التي يحملها الأطفال.

واشار خبير أمن المعلومات إلى أن هناك ماهو أهم من إنشاء فيس بوك عربي، فلابد من التدريب على ثقافه التكنولوجيا وكيفية استخدامها، بالإضافة لتطبيق مادة فى كل الكليات عن أمن المعلومات والإعلام الرقمي والسوشيال ميديا، بالاضافة لمواجهة الإرهاب السيبراني، وأن يكون هناك آليه قانونية لمحاسبة شركات التواصل الاجتماعي في رفع محتوى يدعو للعنف والكراهيه والعداونية.

و أكد المستشار أحمد مصيلحي رئيس شبكة الدفاع الأطفال بنقابة المحامين ؛ أن مشكلتنا الأساسية التي تواجه المجتمع الآن هي انهيار القيم الأخلاق وخروج جيل لا يؤمن بالموروث الثقافي حيث انسلخ بشكل كبير من المواطنة وقيم المجتمع.

وأضاف أن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين فما قمت به من بحث علمي خلال 10 سنوات أنجزته في 3 شهور باستخدام الإنترنت ؛ وفي الوقت الذي تحارب فيه السوشيال ميديا اختفاء واختطاف الأطفال يقوم البعض بتجارة الأطفال على مواقع التواصل.

وتابع مصيلحي يجب أن ننمي منظومة القيم ونطور الخطاب الديني لإعادة القيم والأخلاق لمواجهة هذه الأخطار والتوعية يجب أن تمتد داخل المدرسة والمنزل

و أكد الفنان محمد غنيم أستاذ الجهاز الهضمي أنه نشأ في منزل يهتم بالثقافة والقراءة وعندما ذهب إلى المدرسة كان هناك أساتذة أفاضل يعلموننا كيف نصبح رجالا، وأخذنا قدر كبير من التعليم والثقافة، أهلتني للحصول على لقب أفضل ممثل على مستوى جامعات مصر عام 1985، والثالث على دفعتي في كلية الطب

وأضاف أن هذا الإنهيارالذي وصلنا إليه الآن لم يأتي صدفة ؛ لكنه خطط له لنصبح في هذا الوضع، فلقد فقدنا التذوق العام، وأنهارت داخلنا الثقافة والقومية و عندما أسئنا للمعلم "وجوعناه " وعندما "أخد فلوس من الطالب داس عليه وفقد قيمته"، وتحولنا كلنا إلى هراء وكلنا فقدنا كل ما بداخلنا و لابد أن نصلي أمام أبنائنا لكي يحترمونا ويقتدوا بنا مرة أخرى

وأشار أن الفنان المصري "شكوكو" اختصر الأزمة الحالية في قوله "من الجد ملقتش السيجارة ومن الهلس بنيت عمارة" .

الجدير بالذكر أن فريق عمل المنتدي يضم عدد من الأسماء الشابة في مختلف التخصصات والمجالات هم " د. يوسف ورداني عضو مجلس أمناء مؤسسة عدالة ومساندة ومساعد وزير الشباب والرياضة ؛ والإعلامية بسنت محمود ؛ المدير التنفيذي لمؤسسة عدالة ومساندة ؛ والإعلامي حسام الدين الأمير ؛ صحفي ومقدم برامج والمستشار الإعلامي للمجلس القومي لشئون الإعاقة ؛ والمهندس أحمد مصيلحي ؛ إستشاري أنظمة التحكم بقطاع البترول الإماراتي ؛ والإعلامية شيرين إدريس ؛ مذيعة بالتليفزيون المصري ؛ و المنتدى يعتبر مركز فكري منبثق عن واحدة من مؤسسات المدني المعنية بقضايا المجتمع وهي مؤسسة عدالة ومساندة المشهرة برقم 10452 – القاهرة.

والمنتدى يهدف إلى إلتقاء الخبرات الأكاديمية والممارسين التنفيذيين والسياسيين في المجالات المتخصصة ذات الاهتمام للدولة وعلى نحو يكمل جهود مؤسساتها في بناء كوادر ونخبة شابة تمتزج الخبرة العلمية والعملية.