جريدة الديار
الثلاثاء 16 أبريل 2024 09:24 صـ 7 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«الرئيس المعزول» .. مسؤول أوروبى يفضح سياسات «أردوغان» الديكتاتورية

اردوغان
اردوغان

► فيليب لامبرتس: تصريحاته "فلس" سياسي.. وأصبح معزول عربيا وأروبيا


فى الوقت الذى يعيش فيه الديكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان مرحلة صعبة من العزلة الأوروبية، بسبب سياساته المناهضة للحريات والداعمة للإرهاب، خرج الأخير بتصريحات لاذعة حول الرئيس عبد الفتاح السيسى، وذلك تزامنا مع انعقاد القمة العربية الأوروبية فى شرم الشيخ.

تصريحات أردوغان فى ذلك التوقيت، خير دليل على العزلة التى يعيشها من قبل المجتمعات العربية والأوروبية، خصوصا أنه أصبح شخصا منبوذا من قادة أوروبا قبل شعبه القابع منه مئات الآلاف فى السجون رفضا لسياساته الهمجية والتى دمرت اقتصاد الدولة العثمانية.

لم يجد الديكتاتور ملاذا للفت الأنظار نحوه، سوى بإلقاء تصريحات تجاه مصر وقيادتها، أملا فى إحداث حالة من الاحتقان وإثارة الرأى العام العالمى تجاهه.

وهذا ما أكده فيليب لامبرتس الزعيم المشترك لكتلة الخضر في البرلمان الأوروبي إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقود تركيا نحو حكم الفرد على غرار الأنظمة الديكتاتورية وبعيدا عن الاتحاد الأوروبي.

وذلك عند مقابلة أجراها معه موقع أحوال تركية: مع الزعيم المشترك لكتلة الخضر في البرلمان الأوروبي.

عندما سؤله حول رؤيته لمستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا؟

"المضي قدما صوب نظام حكم مستبد، إن لم يكن نظاما على غرار الأنظمة الديكتاتورية، لم يتوقف في تركيا. لا أعرف إذا كان بإمكانك أن تصف أردوغان بأنه ديكتاتور بالفعل، لكنني أعطيه هذا اللقب منذ فترة طويلة، إذ أرى أن كل شيء يطبّق في البلاد يكون وفقا لهواه. فإذا هو أراد أن يطيح بأشخاص من وظائفهم، يفعل ذلك؛ وإذا أراد أن يعين أناسا بعينهم في مناصب، يفعل ذلك أيضا. فمن الواضح أنه يقرر كل شيء بشكل منفرد، وهذا نمط مشابه جدا للنموذجين الروسي والصيني، لكنه بكل تأكيد لا وجهاً للشبه بينه وبين النموذج الأوروبي. أنا لست سعيداً على الإطلاق، خاصة أنني أعرف الكثير من الأتراك الديموقراطيين وألتقي بهم.

"أتذكر أنه عندما جاء أردوغان للسلطة في أوائل الألفية، كانت صورته في أوروبا جيدة تماما. لقد كان ينتهج سياسات تقدمية لدولة تستند إلى سيادة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان. وقد أعاد الجيش إلى ثكناته وبدأ محادثات سلام مع حزب العمال الكردستاني. كان واضحا جدا أنه يُقرّب تركيا من الاتحاد الأوروبي ويدفع البلاد صوب الانضمام إلى عضوية الاتحاد. بالنسبة لي، عندما أتحدث عن سنواته الأولى، أقول إنه كان ديمقراطيا تقدميا مقارنة مع ما كانت عليه تركيا من قبل.

لكن السلطة تُفسد، فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة. وعندما تبقى في موقعك لفترة طويلة جداً وتكون لديك ميول طبيعية، يكون الطريق نحو الاستبداد أسرع. وحتى في داخل حزبه لا توجد ضوابط وتوازنات. فالبعض لم يكونوا سعداء تماما بما يفعله في الحزب؛ أعني هنا أمثال الرئيس السابق (عبد الله) غول. لقد أُسكت هؤلاء أو قبلوا بإسكاتهم. لا توجد ثمة ديمقراطية في حزبه وهذه مشكلة ببساطة لأن تركيا ليست في الطرف الآخر من العالم، إنها جارة لنا".

وعندما سؤل كيف تبدو صورته الآن في بروكسل؟

فأجاب "الأمر يعتمد على إلى أي مدى يتحدث الناس عنه علانية. لكن معظم الناس يتفقون على أنه ديكتاتور وأنه مستبد للغاية. أنت ترى أيضاً غياباً للرغبة في الخوض في جدل علني معه. والسبب أن الاتحاد الأوروبي قرر أن يجلب جزءا من إدارة حدوده من الخارج، وبالطبع أنت لن تكون راغبا في خوض عراك مع من يديرون حدودك".

س: هل تقصد أن المعاهدة الخاصة باللاجئين ما زالت وثيقة الصلة بالموضوع؟

"لا توجد معاهدة. لا تنسَ أن هذه ليست معاهدة، إنه اتفاق شفاهي لا قيمة قانونية له. ولو كانت له أي قيمة قانونية لكانت أبرمته محكمة العدل الأوروبية؛ لكنه ليس وثيقة قانونية.

هذا لا يمنع أنه ما زال مهماً، فالحروب لم تنتهِ في الشرق الأوسط. انظر إلى سوريا والعراق. من الواضح أن أردوغان إذا أراد الضغط يمنكه أن يساعد المهاجرين على العودة إلى الشواطئ الأوروبية. لقد رأينا كيف تعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية؛ هذا الرجل ليس لديه مبدأ، فهو سياسي بلا أي مبدأ على الإطلاق. يكون عنده مبدأ فقط عندما يتعلق الأمر بسلطته. إن تعاونه مع تنظيم الدولة الإسلامية واضح".

س: تعتقد أنه تعاون مع تنظيم الدولة الإسلامية؟

"بالطبع أعتقد ذلك، وإلا كيف كان لتنظيم الدولة الإسلامية أن يبيع النفط من غير دعم تركيا؟ أخبرني. لو كانت تركيا تريد أن تحارب تنظيم الدولة الإسلامية لكانت أظهرت ذلك، وقد كانت في أيديهم جميع الوسائل التي تمكنهم من فعل ذلك. أوروبا تتأقلم مع أردوغان بشكل أساسي لأنها لا تجد طريقا آخر".

س: هل لأردوغان نفوذ أكبر على الاتحاد الأوروبي مقارنة مع نفوذ الاتحاد عليه؟

"حسنا، أنا لا أعرف؛ فالاقتصاد التركي ليس في أفضل حالاته، كما أن أردوغان يحتاج إلى الاتحاد الأوروبي؛ إنه بحاجة إلى أصدقاء بعد أن دخل في عداء مع الجميع تقريبا. أذكر فقط سياسة "لا مشاكل مع الجيران" التي انتهجها رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو. لدى تركيا علاقات جيدة مع روسيا، لكن موسكو لا تستطيع أن تقدم الكثير من المساعدة. روسيا تريد فقط أن تلعب بالورقة التركية ضد حلف شمال الأطلسي فتحدث انقساما داخل الحلف، حيث أن من شأن هذا أن يعزز قبضة بوتين".

س: بصفتك زعيماً للخضر، كيف تخطط للتعامل مع أردوغان؟

جواب: "أعتقد أنه يتعين علينا أن نضغط بقوة من خلال العقوبات الاقتصادية. أنا على سبيل المثال لن أجعل تحديث الاتحاد الجمركي أمراً سلساً، بل سأضغط فيه بقوة. معظم الاتحاد الأوروبي يريد أن يكون سلسا في هذا الشأن، لكنني بصراحة أعتقد أن هذه هي الورقة الوحيدة في أيدينا التي يمكننا أن نضغط بها على تركيا في الوقت الحالي. يجب أن نضغط في الجوانب الأخرى أيضا؛ فربما يكون علينا أن نوقف المفاوضات، لكنها توقفت على أي حال".

س: البعض في البرلمان الأوروبي لمّحوا إلى أنهم يريدون الإعلان صراحة عن أنه لا مكان لتركيا في الاتحاد الأوروبي.. كيف سيفعلون ذلك؟

"هذا سؤال جيد؛ إنه سؤال: مَن أولا، الدجاجة أم البيضة. أردوغان لا يريد أن تنضم تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي؛ والأغلبية داخل الاتحاد لا تريد أن تصبح تركيا عضواً، لكن لا أحد يريد أن يقطع خط الرجعة. ما نقوله هو أننا إذا كنا جادين، سنتحدى تركيا، وسنضغط بقوة في الجانب الاقتصادي.

وإذا كان أردوغان يهدد بفتح الباب أمام تدفق اللاجئين، فمن ثم يجب علينا أن نكون أقوياء بما فيه الكفاية لاستقبالهم وتوفير الملجأ لهم. لكنك بالطبع تعرف أين مركز الجاذبية السياسية في أوروبا الآن؛ إنه في اليمين المتطرف الآن وليس في يمين الوسط، والذي يفكر بشكل أساسي في أن استقبال اللاجئين غير مقبول، وهذا يعطي مصدرَ قوة كبيراً لتركيا".

س: قال البرلمان الأوروبي العام الماضي إنه يجب تعليق مباحثات الانضمام إذا دخل النظام الرئاسي حيز التنفيذ، وهو ما حدث بالفعل؟.

"نحن بحاجة إلى أن نُبقي قنوات الحوار مفتوحة لكن يد واحدة لا يمكنها أن تصفق. ما زلت أعتقد أن وجود تركيا ديمقراطية في مصلحة الاتحاد الأوروبي، لكن تركيا تمضي في الاتجاه الآخر؛ إنها لا تقترب، بل تبتعد أكثر. تركيا بمجموعة مؤسساتها الحالية لن تكون مقبولة كعضو في الاتحاد الأوروبي بكل تأكيد".

س: هل تعتقد أن تركيا ما زالت ديمقراطية؟

"بالطبع لا؛ فالتصويت وحده لا يجعل النظام ديمقراطياً. الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب وبالشعب. وتركيا لا يحكمها الشعب، ولكن يحكمها شخص واحد".